من ساكني صحراء الحصوة إلى كبار الأعيان.. تعرف على حكاية شارع العباسية

صحراء تملأها الحصى والرمال بعيدة عن العمران والتطور البنياني، هكذا كان حال حي العباسية وشوارعه قديمًا، وهو من أشهر أحياء القاهرة وأكثرها عراقة حاليًا، وأول ضاحية تتواجدعلى الطريق إلى قريتي المطرية وهليوبوليس أو واحات عين شمس تلكَ هي العباسية التي التحمت الآن بالقاهرة نفسَها، حتى امتد العمران فيها إلى الشرق أكثر حيثُ مدينة وإلى الشمال الشرقي حيثُ هليوبوليس
حكاية شارع العباسية
يعتبر شارع العباسية من أكثر الشوارع شُهرة في القاهرة، ويرجع تسمية الشارع إلى عباس حلمي الأول بن الأمير طوسون، الذي تولى حكم مصر بعد وفاة عمه إبراهيم باشا ابن محمد على. بعدها تولّى عباس حلمي الأول حكم البلاد عام 1848، وأسس الشارع.

نحج عباس حلمي في تشييد ثكنات الجيش المصري على حافته الشرقية، وشجع الشعب على تعمير المنطقة من خلال منحهم الأراضي بجانب بناء المستشفيات والمدارس
من الحصوة إلى كِبار الأعيان
كانت منطقة العباسية تسمى قديمًا ب "الحصوة" نظرًا لكثرة الحصى والزلط اللازم لمباني القاهرة، وقد أصدر "عباس الأول" قرارًا في عام 1265، بأن يتجه الأمراء والأعيان إلى بناء قصور وبيوت في صحراء الحصوة لتصبح منطقة معمورة يتوافد إليها الناس ويكثُر بها السُكان.
حي العباسية
كان حي العباسية عبارة عن صحراء الريدانية، وهي صحراء شاهدة على حروب شهيرة منها الحرب التي دارت بين طومان باى والسلطان سليم الأول العثماني والتي انتهت بهزيمة طومان باى وإعدامه شنقًا علي باب زويلة.
يعتبر الخديوي عباس هو أول من انشأ مباني في صحراء الريدانية، ومنها مستشفى الأمراض النفسية أو كما يُطلق عليها "مستشفى المجاذيب" لأن المنطقة كانت تتميز بهواء صحى نقى، وجو هادئ للمرضى ثُم إحترقت هذه السراى وأعاد بناءها الخديو توفيق وعُرفَت من وقتها بإسم سراى المجاذيب. .
أما المنازل، أقيمت على أرض العباسية المنسوبة إلى عباس حلمي الأول. كانت العباسية منطقة الكبراء وأعيان البلد قبل أن تتحول إلى منطقة للطبقة المتوسطة وفوق المتوسطة.
عباس حلمي الأول
بعد وفاة الوالي الثاني إبراهيم باشا، قرّر عباس الأول تشييد ثكنات عسكرية للجيش المصري على حافة الصحراء ووضع أسُس حي العباسية وشجع الناس على تعمير هذه المنطقة عن طريق منح الأراضي وتشييد مستشفى ومدرسة وقصر وأكمل بعده الوالي الرابع سعيد باشا.
كان عباس يميل للعزلة و إختار أن يبني قصوره في المناطق الهادئة فقام ببناء قصرًا ضخمًا في العباسية و لذلك سمي حي العباسية بهذا الاسم، أما الخديوي إسماعيل باشا أنشأ عدة مدارس عسكرية فيها، وقام بنقل مدرسة الضباط الحربية إليها أيضًا. فتحولت إلى منطقة مليئة بسكنات الجيش.
كُل هذه المنشأت العسكرية وضعت الأساس السليم لحي العباسية والذي كانت بدايته سراى ضخمة أقامها عباس الأول ثُم إنطلقَ الناس لتعمير العباسية في منطقة السرايات أقيمت مدرسة الصناعة والزخرفة التى أصبحت بعد ذلك كلية الهندسة وبجوارها كثرت البنايات والعمارات الكبيرة التى تهافت عليها الأثرياء لسكنها.
أشهر أبناء وسكان العباسية
سكن العباسية مجموعة كبيرة من قادة مصر وساستها وأعلامها ومنهم جمال عبد الناصر وعبد الحكيم عامر وكانا يسكنان في شارع غرب القشلاق ثم سكن جمال عبد الناصر في شارع الجلالى قبيل الثورة. والفريق عبد المنعم رياض رئيس أركان الجيش المصري وهو من مواليد العباسية والفريق محمد صادق وزير الدفاع الأسبق.