بجوار المذياع، كان الملايين ينتظرون البيان الأول للعبور، صيحات التكبير وأجواء الفرحة تعم الشارع المصري، بالتزامن مع الضربات الدقيقة لسلاح الطيران المصري على الأهداف الإسرائيلية.. "أسقطنا 9 طائرات للعدو"، هكذا نطق المذياع، فيتعالى صوت المٌكبرين، وبينما بدأ الظلام يحل معلنًا انتهاء يوم النصر، كان الملايين من المصريين، يستعدون للصباح، ويحتشدون أمام بائعوا الجرائد، التي جسدت عناوينها الرئيسية الانتصارات التي حققها الأبطال، من عبور القناة لدك معاقل العدو. في مثل هذا اليوم قبل 44 عامًا، ازدحمت الصفحات الأولى للجرائد المصرية، بعبارات النصر الذي حققه الجيش في السادس من أكتوبر، فلم تجد جريدة الأهرام ما تطمئن به قلوب الشعب الثائر إلا "قواتنا عبرت القناة واقتحمت خط بارليف"، أما الجمهورية فاختارت التعبير عن ما تلقاه الجيش الإسرائيلي من ضربة قادرة فجائية ب "إسرائيل في ذهول". وترصد"أهل مصر" في هذا التقرير، مانشيتات الصحف المصرية يوم السابع من أكتوبر عام 1973.. جريدة الأهرام:في البداية وضعت جريدة الأهرام مانيشت "قواتنا عبرت القناة واقتحمت خط بارليف" لتسرد خلفه تفاصيل معركة ليلية دمية خلفت الكثير من الخسائر في الجيش الإسرائيلي، فكتبت "معارك ليلية عنيفة بالدبابات في سيناء بعد نجاح عملية العبور الضخمة، القوات السورية على الجبهة الشمالية اخترقت الخطوط الإسرائيلية في عدة مواقع وتواصل تقدمها في الجولان"، "معارك جوية ضاربة في الجبهتين المصرية والسورية". جريدة الأخبار:كما جاءت أبرز أخبار صحيفة "الأخبار" لترصد حجم الخسائر لدى العدو الإسرائيلي، وتفوق الجيش المصرى، فكان المانشيت الرئيسى لها "عبرنا القناة ورفعنا علم مصر"، وتسرد وتقول في تفاصيل الخبر: "إسرائيل تعترف بنجاح العبور المصري وتدفق المدرعات المصرية إلى سيناء واستولت قواتنا على معظم الشاطئ الشرق للقناة.. وتواصل القتال بنجاح، قواتنا البحرية تدمر الأهداف الهامة للعدو على ساحل سيناء الشمالي، المقاتلات المصرية تضرب مواقع العدو وتتصدى للهجوم جوي كبير. جريدة المساء:ونشرت أيضًا جريدة المساء يوم 7 أكتوبر تفاصيل تقدم الجيش المصري في سيناء، فكتبت، "قواتنا تواصل تقدمها في سيناء"، القوات المصرية تتدفق عبر قناة السويس وتواصل تقدمها صباح اليوم والاشتباكات الأرضية والجوية مستمرة، تدمير5 قطع بحرية للعدو و27 طائرة و60 دبابة و115 موقعًا حصينًا وأسر عدد من جنود العدو، والقوات السورية تواصل تقدمها في هضبة الجولان وتسقط 10 طائرات وتغرق 4 قطع بحرية. جريدة الجمهورية:أما جريدة الجمهورية، فاهتمت بسير المعارك على جبهة القتال، فكان المانشيت الرئيسى لها "قواتنا تقاتل الآن فوق سيناء"، وسردت تفاصيل القتال داخل سيناء، "وقواتنا تصد عدوانا إسرئيليًا ثم تقتحم القناة على طول المواجهة وترفع العلم المصري فوق الضفة الشرقية، السادات ينتقل إلى قيادة القوات المسلحة ليكون على اتصال دائم بسير المعركة، معارك شاملة برية وبحرية وجوية على طول خطوط النار المصرية والسورية مع إسرائيل".
