بعد سنوات من الاختفاء عاد مخدر "الآيس كريستال" للظهور مرة أخرى، حيث ألقى ضباط مباحث الهرم القبض على مالك شركة استيراد وتصدير وزوجته، عُثر بحوزتهما على كمية من المخدر بميدان الرماية. خلال أحداث الفيلم الكوميدى، "مرجان أحمد مرجان" تناول الزعيم عادل إمام، قرصًا مخدرًا بتوصية من الفنان أحمد مكى " إتش دبوور"، أصيب بعدها بحالة تشنج، وهذيان وانعزال عن محيطه، وهو تأثير المخدر كما أوضح مصدر أمنى مسؤول بمكافحة المخدرات بالجيزة. المصدر أكد فى تصريحات خاصة أن ذلك العقار المخدر يندرج تحت بند المنشطات "مجموعة الأسيس" مثله مثل "الترامادول والتامول"، وأشار المصدر إلى أن ذلك العقار ينتشر فى المناطق الراقية - الشيخ زايد والقاهرة الجديدة ومدينة نصر- حيث "أولاد الذوات"، لافتًا إلى أن ثمن القرص الواحد قد يصل حاليًا إلى ألف جنيه. كانت معلومات قد وردت للمقدم محمد الصغير، رئيس مباحث الهرم، تفيد أن "طارق.م"، 41 سنة، مالك شركة لوجى ستى بورد للاستيراد والتصدير والتخليص الجمركى، يتاجر فى المواد المخدرة، وخاصة مادة "الآيس كريستال" بمساعدة زوجته "رشا"، 35 سنة. أعد الرائد هانى عجلان، معاون مباحث الهرم، خطة محكمة للإيقاع بالمتهمين، وأمكن ضبطهما بميدان الرماية أثناء استقلالهما سيارة ملاكى ماركة "كيا سيراتو" بيضاء اللون، وبحوزتهما 70 جرامًا من مخدر الآيس كريستال، وميزان حساس، و65 ألف جنيه، وهاتف محمول. أقر المتهمان بحيازتهما للمضبوطات بقصد الاتجار، والمبلغ حصيلة البيع، والهاتفين للاتصال بعملائهما، والسيارة لتسهيل عملية البيع. مصدر أمنى أشار إلى أن سعر الجرام من مخدر "الآيس كريستال " 2000 جنيه، ودخل مصر من خلال المصريين العاملين فى دول الخليج، والذين أدمنوا هذا المخدر، ففى إجازاتهم السنوية يأتون بما يكفيهم، وهذه هى بداية ظهوره فى مصر. وفى سياق متصل، أكدت الدكتورة هالة منصور، خبيرة علم الاجتماع، أن أسباب انتشار المخدرات فى مصر بصورة كبيرة، يعود إلى دافع الهروب من الواقع أو تغييره والخروج من حالات اليأس والبحث عن المغامرة والمتعة. وأضافت منصور إلى أن "الشبو أو الكريستال أو ميثامفيتامين أو كراك أو آيس"، يرجع سبب انتشار هذا المخدر بصورة سريعة بين المواطنين فى البلدان المختلفة بسبب سهولة الحصول عليه مقارنة بالأنواع الأخرى، وبسبب أن لونه قريب من الثلج وليس له رائحة، ومن الممكن أن يتم تعاطيه بطرق متعددة لا يشك فيها أحد. وأشارت خبيرة علم النفس، إلى أن الظاهرة على وشك الانتشار بسبب فقدان، معايير الثقة فى بعض المقربين من المتعاطين التى تدفعهم للاستسلام إلى أى نوع من المخدر ليصل إلى تأثيره المطلوب، مؤكدة أنه يجب على الدولة التعاون وبث برامج من خلال وسائل الإعلام، للتوعيه بمخاطر المخدرات وتأثيرها السلبى على الأسرة والمجتمع. قال مصدر طبى رفض ذكر اسمه: إن تلك الأنواع من المخدرات تعمل على إصابة متعاطيها بحالة من الاكتئاب، قد يكون شديدًا يؤدى به إلى الانتحار، لافتًا إلى أنها قد تعرض المتعاطى للإصابة بجلطات قلبية تؤدى للوفاة وقد يتعرض لحالات من الهلع والقلق. وحذر المصدر من خطورة تعاطى الكريستال، خاصة لأنه مخدر مصنع يتسبب فى التأثير على الجهاز العصبى، مشيرًا إلى أن هناك فئة من المدمنين يتعرضون للهلوسة والأوهام والشعور بالضرر والاضطراب، كما يتسبب بظهور العنف الذى يحدث فى المجتمعات نتيجة لتعاطى هذا النوع من المخدر، حيث يعانى أغلبهم من التهيج والنشاط الزائد ما يعرضهم للدخول فى مشاكل وعنف وتهيج وهيستيريا. من ناحيته قال المستشار خالد القوشى، إن مخدر الآيس كريستال يتم جلبه من دول الخليج من خلال عربات النقل المحملة بالموبيليات والخضار، مستغلين ضعف التفتيش الأمنى على الحدود، لافتًا إلى أن العقوبة تصل إلى المؤبد أو الإعدام لمن يتاجر فى تلك المواد المخدرة. وأكد الخبير القانونى إلى أن الكريستال مخدر كيميائى، تم إدراجه مؤخرًا ضمن جدول المخدرات، وبالفعل ضبط رجال مكافحة المخدرات حالات اتجار وتعاطى منه، ولكن ليست بأعداد كبيرة، لافتًا إلى أن من أشهر الدول المصنعة له هى دول شرق أسيا، وخاصة "الفلبين وتايلاند" وبدأ فى الدخول إلى الدول الخليجية عن طريق الوافدين منها إلى الكويت، ثم تليها إيران والعراق حتى ظهر فى مصر. الأستروكس.. مخدر الشيطان هلاوس سمعية وبصرية وسكتة قلبية وضيق فى التنفس، يعقبها شيء واحد هو «الموت المحقق» خلال ثوان.. هكذا ينهى مخدر "الأستروكس" أو كما يطلق عليه «مخدر الشيطان» كل من يستنشقه، الكارثة تكمن فى أن القاتل السريع بدأ ينتشر بشكل مخيف فى أوساط المتعاطين والشباب، متخطيًا أنواع المخدرات «التقليدية»، ويتكالب تجار السموم لإغراق الأسواق بالمخدر الوافد، وتوسيع نطاق تعاطيه، خاصة بين أبناء الطبقات الثرية، حتى تزايدت أعداد الموتى نتيجة تأثيره القاتل، وكان آخرهم شاب فى مدينة نصر ألقى بنفسه من الطابق الرابع عقب تعاطيه مباشرة.. ولفهم مدى الخطورة المرعبة له نذهب إلى التفاصيل. مخدر الأسود يقول تامر حسنى، الطبيب بصندوق مكافحة الإدمان: إن مخدر "الأستروكس" بدأ فى الظهور خلال الفترة الأخيرة فى عدة أماكن بمصر والعالم العربى، بأسماء تجارية مختلفة، وبدأ يتطور بشكل سريع، على الرغم من مخاطره التى تفوق مخدر الحشيش والبانجو. وأوضح الطبيب أن «الأستروكس»عبارة عن خلطة جديدة مصنعة من نبات القنب، وبعض المواد الكيميائية، منها الأتروبين والهيبوسيامين والهيوسين، كاشفا أنه عند تصنيع هذا المخدر كان الغرض منه أن يعادل تأثيره تأثير مخدر القنب الهندى والماريجوانا والبانجو والحشيش، ولكن بطريقة كيميائية خالية من مواد طبيعية، وكان من المفترض أن يتم استخدامه لتهدئة الأسود أثناء عرض السيرك، وكذلك كمهدئ للثيران، ولكن استخدمه تجار السموم ليصبح المخدر الأول فى عالم التعاطى الآن. وفى السياق ذاته، حذر الدكتور محمد عادل الحديدى، أستاذ الطب النفسى بجامعة المنصورة، وزميل الجمعية الأمريكية للطب النفسى وعلاج الإدمان من الأضرار الخطيرة لمخدر الأستروكس، الذى ضبطت مباحث شرطة الدقى مؤخرًا بعض مروجيه، وهو يعرف أيضًا باسم "تعويذة الشيطان" أو "الفيل الأزرق"، ويتم ترويجه بين المدمنين الأثرياء نظرًا لأنه باهظ الثمن. وأوضح أستاذ الطب النفسى أن مواد الأتروبين والهيوسين والهيوسايمين تعمل على الجهاز الباراسمبثاوى، وتسبب ارتخاء العضلات والإمساك والاحتقان واتساع حدقة العين وانخفاض الضغط الدموى واحتباس البول وزيادة ضربات القلب وخلل بالوعى أو ما يعرف بشبه الغيبوبة، كما يصاب الشخص بهلاوس سمعية وبصرية، مضيفًا أنه مع زيادة الجرعة يصاب الشخص بهبوط فى القلب والدورة الدموية وانخفاض شديد فى ضغط الدم، كما أنه قد يتعرض الشخص لغيبوبة ويتوقف قلبه، وقد يصل الأمر للوفاة. نقلا عن العدد الورقي.