في ذكرى وفاته.. صدفة غيرت حياة مخرج الواقعية "محمد خان"

في حين أنه لا يوجد اتفاق عام على ما هو أعظم فيلم سينمائي، إلا أن النقاد اجتمعوا على الإشادة بإبداعه الفني، استطاع من وراء عدسة الكاميرا أن يقدم عدة أفلام واقعية جسدت الحالة العامة للمجتمع خلال فترات زمنية مختلفة بأدق تفاصيلها، مستعينًا بكبار الفنانين ومنهم الفنان الكبير يحيى الفخراني، والعبقري أحمد ذكي، وغيرهم من عظماء الفن المصري والعربي، إنه مخرج الأفلام الواقعية الراحل محمد خان، والذي تحل اليوم 26 يوليو، ذكرى وفاته عن عمر يناهز 73 عامًا.
ولد "محمد خان" عام 1942 لأب باكستاني وأم مصرية، ويحمل الجنسية البريطانية، وحصل "خان" على الجنسية المصرية عام 2014 بقرار رئاسي.
ويعتبر من أبرز المخرجين المصريين الذين تجسد أفلامه الواقع الذي يدور في الحياة، تزوج من كاتبة سيناريو فيلمه "بنات وسط البلد"، وسام سليمان، أنجب منها بنت واحدة وهي "نادين خان"، تعمل أيضًا في مجال الإخراج السينمائي.
شارك "خان" في كتابة حوالي 12 قصة قام بإخراج معظمها، ومن أشهر مخرجي جيله عاطف الطيب، خيري بشارة، داوود عبدالسيد.
كان "خان" كأي طفل له هدف، وكان هدفه الأساسي هو الهندسة المعمارية، بالرغم من شغفه بمتابعة الأفلام فور عرضها الذي دفعه للتركيز مع الشريط الصوتي للفيلم ومتابعة إعلانات الأفلام وشراء صورها، حيث نشأ في منزل مجاور لدار السينما المزودوجة والذي ساعده على متابعة ذلك.
وعندما اقترب من تحقيق هدفه لدراسة الهندسة المعمارية حدثت مقابلة بينه وبين شاب سويسري قلبت موازين أفكاره، حيث سافر إلى إنجلترا لدراسة الهندسة المعمارية، والتقى هنا بشاب سويسري يدرس السينما وذهب معه إلى مدرسة الفنون، وبعدها التحق بمعهد الفنون في لندن والذي درس من خلاله كيفية استخدام الآلات التقنية في السينما، أما خضرمته في مجال السينما فكان من خلال السينما العالمية في فترة الستينيات.
وبعد رحلة دراسته التي دامت 7 سنوات في إنجلترا عاد إلى مصر وعمل في الشركة العامة لإنتاج السينما العربية لمدة عام، بعدها عاد مرة أخرى إلى لندن ليعمل كمساعد مخرج هناك، وبعد اندلاع الحرب عام 1967 قرر إنشاء دار نشر وقام يإصدار كتابين الأول عن السينما المصرية، والثاني عن السينما التشيكية.
وفي عام 1977 قرر العودة إلى مصر ليبدأ مشواره السينمائي بفيلم ضربة شمس عام 1978، والذي أعجب به نور الشريف، عند قراءته للسيناريو، لدرجة أنه قرر أن ينتجه.
من أهم أفلام "خان" ضربة شمس، الثأر، طائر على الطريق، موعد على العشاء، نصف أرنب، أيام السادات، وكان أخر ما قدمه فيلم قبل زحمة الصيف عام 2015.
حصل "خان" على العديد من الجوائز خلال مشواره الفني، ومن أبرزها جائزة الدولة التقديرية الذهبية عن الإخراج الأول من مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي الأول، جائزة العمل الأول من جمعية الفيلم، وجائزة الدولة التقديرية. جائزة لجنة التحكيم في مهرجان القارات الثلاث (نانت) فرنسا 1981، جائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان جمعية الفيلم 1982، جائزة التقدير الذهبية من الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما 1981، الجائزة الأولى في ليالي الإسكندرية السينمائية 1981، وغيرها من الجوائز المحلية والدولية في مهرجانات مختلفة، فيعتبر من أهم رموز الاخراج في السينما المصرية.