يحيى "الاتحاد الأفريقي" في مقره بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، اليوم الجمعة، الذكرى ال 22 لمأساة "الابادة الجماعية"، والتي شهدتها دولة رواندا في العام 1994، ودعا إلى "الاتعاظ منها، والعمل على حل الصراعات ومنع تكرار مجازر الإبادة الجماعية في القارة السمراء". ونُظمت الفعالية بواسطة إدارة الشؤون السياسية في مفوضية الاتحاد الأفريقي (بمثابة الجهاز التنفيذي للاتحاد)، بالتعاون مع سفارة رواندا في أديس أبابا، وحضرها مفوض السلم والأمن في الاتحاد الأفريقي، إسماعيل الشرقاوي، ومفوضة الشئون السياسية في الاتحاد، عائشة عبدالله، ووزير الدولة الأثيوبي، تاي اصقى سلاسي، وسفيرة رواندا في إثيوبيا، هوبي توموكوندي، وممثلون عن الجالية ومنظمات المجتمع المدني الرواندية في أثيوبيا، إلى جانب ممثلين عن البعثات الدبلوماسية والمنظمات الدولية والإقليمية المعتمدة لدى إثيوبيا. وخلال فعالية إحياء الذكرى، تم إضرام النار في مشاعل؛ كأداء تعبيري يرمز إلى رفض "الإبادة الجماعية" في القارة الأفريقية، وأماكن أخرى من العالم. فيما ألقى متحدثون، خلال الفعالية، كلمات تدعو إلى منع تكرار مجازر "الإبادة الجماعية" في أفريقيا، والعمل من أجل إرساء الاستقرار والسلام في ربوع القارة، عبر القضاء على بعض الصراعات والنزاعات التي تشهدها. وأكدت الكلمات، أيضا، على أهمية الاتعاظ مما حدث في رواندا، والتعلم من نجاح هذا البلد الأفريقي، إلى حد كبير، في تجاوز المأساة، عبر التسامح، وإعادة بناء الدولة. وحول ذلك، قالت سفيرة رواندا في إثيوبيا، هوبي توموكوندي، على هامش إحياء الذكرى، إن بلادها "قطعت شوطًا كبيرًا في المصالحة والتسامح، اللذين أسهما في التطور التنموي الذي تشهده حاليا". وأضافت أن رواندا "عملت على بناء قيادة رشيدة وواعية تعمل على منع تكرار أية مآسي في البلاد من خلال تعزيز الوحدة بين الروانديين، وتهيئة المناخ أمام الجميع للإسهام في التنمية". وأشارت توموكوندي أن بلادها أصبحت من الدول الرئيسية التي تساهم في عمليات حفظ الأمن والسلم في القارة السمراء. وشهدت رواندا أعمال عنف واسعة النطاق خلال عام 1994 بدأت في 6 أبريل واستمرت حتى منتصف يوليو من العام ذاته؛ حيث شن القادة المتطرفون في قبيلة الهوتو التي تمثل الأغلبية في رواندا حملة إبادة ضد الأقلية من قبيلة التوتسي. وخلال فترة لا تتجاوز 100 يوم، قُتل ما يربو على مليون شخص، وتعرضت مئات الآلاف من النساء للاغتصاب، وكانت غالبية الضحايا من قبيلة التوتسي. وانتهت أعمال العنف هذه عندما نجحت "الجبهة الوطنية الرواندية"، وهي قوة من المتمردين ذات قيادة توتسية، في طرد المتطرفين وحكومتهم المؤقتة المؤيدة للإبادة الجماعية إلى خارج البلاد.