أحيت مفوضية الاتحاد الإفريقي الذكرى التاسعة عشر للإبادة الجماعية التي شهدتها رواندا عام 1994 خلال مراسم أقيمت بأديس أبابا بحضور. وكان قد حضر المراسم رئيسة مفوضية الاتحاد الإفريقي د. انكوسازانا دلاميني زوما ووزير الخارجية الإثيوبي تادروس أدهانوم ووزيرة الخارجية والتعاون الدولي الرواندية لويز موشيكيوابو وسفراء الدول الأعضاء بالاتحاد الإفريقي وعدد من مسؤولي الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة وممثلين دبلوماسيين وزعماء دينيين. وعبرت وزيرة الخارجية والتعاون الدولي الرواندية لويز موشيكيوابو في كلمة لها عن تقديرها لهذا التضامن الكبير من الدول الأعضاء بالاتحاد الإفريقي مع رواندا في ذكرى هذه المذبحة داعية دول القارة إلى الاستفادة من دروس الماضي لعدم تكرار هذه المأساة وعدم تكرار "مؤامرة الصمت" التي غلفت عملية الإبادة الجماعية التي حدثت عام 1994. وأشارت إلى أن بلادها شهدت تغيرات جذرية حاليا مقارنة بالوضع الذي كانت عليه عام 1994 مشيرة إلى أن رواندا التي شهدت أعمال قتل وتخريب في تلك الفترة أصبحت الآن تحرس وتحمي حياة مواطنيها وتشهد تقدما وازدهارا اقتصاديا كبيرا. من جانبه قال وزير الخارجية الإثيوبي تادروس أدهانوم إن هذه الجريمة الشائنة ضد الإنسانية والتي حدثت في رواندا قبل 19 عاما قد راح ضحيتها مليون من ابناء هذا الوطن. وأشار أيضا إلى أن التاريخ شهد مذابح مماثلة ومن بينها "حملة الإرهاب الأحمر" في اثيوبيا خلال السبعينيات والثمانينات من القرن الماضي والتي راح ضحيتها عشرات الآلاف من الإثيوبيين من جراء إعمال القتل الجماعي والتعذيب التي ارتكبت على أيدي النظام السابق. ودعا أدهانوم المجتمع الدولي والدول الأعضاء بالاتحاد الإفريقي في هذه المناسبة إلى إدانة إقامة نصب تذكاري في ايطاليا إحياء لذكرى الزعيم الفاشستي المارشال رودولفو جرازياني الذي يعتبر مسؤولا عن مقتل ألاف الأبرياء في كل من ليبيا وإثيوبيا. وكانت رواندا قد شهدت في إبريل 1994 واحدة من أسوأ عمليات الإبادات الجماعية في التاريخ خلال القرن العشرين، اثر مقتل الرئيس الرواندي بعد تعرض طائرته لقصف، وقيام مجموعة من قبيلة "الهوتو" الذين يشكلون الأغلبية في البلاد بذبح ما بين 800 ألف إلى مليون فرد من قبيلة التوتسي التي تمثل الأقلية خلال فترة مائة يوم.