أحيت سفارة رواندا في مصر، اليوم الجمعة، على ضفاف النيل بالقاهرة، ذكرى إبادة ما يقرب من 200 إلى 300 ألف مواطن من التوتسي الرواندية على يد جماعة الهوتو، التي تمثل الأغلبية في رواندا، بمشاركة طلبة جالية رواندا في مصر، وعدد من الجاليات الأفريقية في القاهرة، وسفير رواندا بالقاهرة، ونائب سفير جنوب السودان في القاهرة، ووفد دبولماسي من سفارة أوغندابالقاهرة. ونجحت روندا في تجاوز تلك المجازر، في التحول إلى مركز تكنولوجي، والعمل على محاكمة المتورطين في هذه الغبادة، حيث يوجد ما يقرب من مليوني شخص أمام قاعات محاكم محلية، لمشاركتهم في أعمال الإبادة الجماعية، بينما مثل قادة تلك الجماعات أمام محاكمات تابعة للأمم المتحدة في جمهورية تنزانيا المجاورة. والآن، يعتبر الحديث عن العرقية في رواندا أمرا غير قانوني، إذ ترى الحكومة أن ذلك يساعد في منع إراقة المزيد من الدماء. بينما يرى البعض أن ذلك يعرقل حدوث مصالحة حقيقية، ولا يؤدي إلا إلى توقف تلك الاضطرابات لفترة قبل أن تحتدم جذوتها مرة أخرى في المستقبل. وينتمي نحو 85 في المئة من الروانديين إلى إثنية الهوتو، غير أن أقلية التوتسي هيمنت على البلاد لفترة طويلة. وفي عام 1959 أطاح الهوتو بالحكم الملكي للتوتسي وفر عشرات الآلآف منهم إلى دول مجاورة من بينها أوغندا. وشكلت مجموعة من التوتسي في المنفى جماعة متمردة أطلق عليها (الجبهة الوطنية الرواندية) التي غزت رواندا عام 1990 واستمر القتال إلى أن أبرم اتفاق سلام عام 1993. وقتل في هذه المجازر ما يقدر ب75% من التوتسيين في رواندا. انتهت الإبادة الجماعية في 1994م، عندما نجحت الجبهة الوطنية الرواندية، وهي قوة من المتمردين ذات قيادة توتسية، في طرد المتطرفين وحكومتهم المؤقتة المؤيدة للإبادة الجماعية إلى خارج البلاد.