في تحليل يثير القلق وينشر في صحيفة 'هآرتس' الإسرائيلية، يطرح رئيس التحرير الوف بن تساؤلات حادة حول مستقبل إسرائيل، مستعرضًا مقارنات صادمة مع انهيار الاتحاد السوفييتي. يستند بن إلى نبوءات المنشق السوفييتي أندريه أمالريك، الذي تنبأ بزوال الاتحاد السوفييتي في سبعينيات القرن الماضي، ويرى في كلماته صدىً مخيفًا للواقع الإسرائيلي الراهن. أمالريك ونبوءته: درس من التاريخ السوفييتي تذكر المقالة بكتاب أمالريك المثير للجدل عام 1970، 'هل سيبقى الاتحاد السوفييتي قائما حتى العام 1984؟'. رغم أن نبوءته لم تتحقق بالضبط في عام 1984، إلا أنها لم تخطئ في التوقيت إلا بسبع سنوات، حيث انهار الاتحاد السوفييتي بعد ذلك بوقت قصير. يشدد بن على أن أمالريك تنبأ بهذا الانهيار بسبب 'حرب طويلة ومتعبة أدارها زعماء متملقون، أفرغت حكومة السوفييت من الموارد والشرعية'. هذه العبارة تحديدًا، يرى بن، 'تظهر مثل ضربة في البطن' عند تطبيقها على إسرائيل عام 2025. إسرائيل 2025: علامات انحطاط داخلي على الرغم من أن إسرائيل تظهر على السطح 'مناعة وازدهار' بعد عشرين شهرًا من الحرب، مع استقرار الشيكل وانخفاض البطالة وازدحام الشواطئ والمطاعم في تل أبيب، إلا أن بن يحذر من علامات 'الانحطاط' المتفشية. يشمل ذلك تفشي الجريمة، والخلافات الداخلية، وفقدان الأمل، والاعتماد الكامل على الولاياتالمتحدة في عهد ترامب. يشير بن إلى أن هذا الاعتماد بلغ حدًا يجعل حتى اليسار الإسرائيلي ينظر إلى ترامب ك'ملاك سلام'، بينما يعلق اليمين آماله عليه في عملية 'الترانسفير'. القيادة الإسرائيلية: انفصال عن الواقع وتعميق للشرخ ينتقد بن بشدة القيادة الإسرائيلية، لاسيما رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، متهماً إياها ب'الانفصال عن الواقع' في مواجهة 'الذعر المتزايد في أوساط الجمهور'. يركز نتنياهو، وفقًا لبن، على نشر نظريات مؤامرة حول هجوم حماس، بهدف اتهام 'الكابلانيين' بالخيانة وتبرئة نفسه من مسؤولية أحداث 7 أكتوبر. يؤكد بن أن نتنياهو، حتى لو تمكن من إقالة جميع المسؤولين وتدمير غزة بالكامل والبقاء في الحكم، سيظل يُذكر كقائد 'أوصل البلاد على حافة الدمار'، و'قاتل جماعي مدمن على الهروب من الواقع'. يرى الكاتب أن 'عبادة الشخصية' التي يغذيها نتنياهو كبديل عن مؤسسات الدولة تزيد من عزلته وخوفه من الأعداء 'الحقيقيين والمتخيلين'. نبوءة خامنئي: خطر الانهيار من الداخل يتساءل بن، مستلهماً منهج أمالريك، ما إذا كانت نبوءة المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي بأن 'إسرائيل ستكف عن الوجود في 2024' يمكن أن تتحقق. ويشير إلى أن الاتحاد السوفييتي لم يهزم في حرب نووية عالمية، بل 'انهار من الداخل'. ويؤكد أن 'ضد الانهيار الداخلي لا يوجد حل عسكري مثل 'منظومة دفاع متعددة الطبقات' أو 'قصف بعيد المدى''. يختتم بن مقالته بدعوة صريحة للمدافعين عن إسرائيل ل'بلورة رؤية لليوم التالي، ووقف التفكك الداخلي ودحض نبوءة التدمير لخامنئي'. ويشدد على أن 'البند الأول في هذه الرؤية يجب أن يكون وقف الحرب قبل أن تبتلع غزة إسرائيل فيها بلا رجعة، بالضبط مثلما حذر أمالريك حكام الإمبراطورية السوفييتية، الذين لم يرغبوا في الاستماع إليه'. هذا التحليل الصادر عن 'هآرتس' يعكس قلقًا متزايدًا داخل إسرائيل بشأن تأثير الحرب الدائرة على النسيج الاجتماعي والسياسي للبلاد، ويضع سيناريوهات مستقبلية قاتمة في حال استمرار الوضع الراهن.