أكد سفير أوزبكستان بالقاهرة منصور بك كيليتشيف، التزام بلاده ببناء الجسور مع مصر من خلال الدبلوماسية الثقافية والتأمل التاريخى، مضيفا أن العلاقة بين البلدين تتجاوز شخصية تاريخية واحدة فقد تنقل العلماء والتجار والطلاب ورجال الدولة بين المنطقتين، مما أثرى الحضارتين من خلال تبادل المعرفة والقيم على مدى قرون عديدة. جاء ذلك خلال مؤتمر عقده كيليتشيف في مكتبة مصر العامة الليلة الماضية، خصص للسلطان سيف الدين قطز وتحدث خلاله عن العلاقات التاريخية العريقة بين الشعبين المصري والأوزبكي. وأشار السفير منصور بك كيليتشيف، إلى تقاسم الشعبين المصري والأوزبكي خليطا من الاحترام المتبادل والمصير المشترك منذ عقد الخوارزمشاه والمماليك إلى تقاليد الأزهر والنقشبندية. وقال: "نجتمع ليس فقط لإعادة النظر في صفحات تاريخنا المشترك المجيدة، بل أيضاً لتعميق فهمنا للروابط الثقافية والحضارية التي توحد كلا البلدين، مضيفا أن رحلة السلطان سيف الدين قطز المميزة - من ضفاف نهر آمو داريا إلى قلب وادي النيل - تعكس الترابط التاريخي العميق بين آسيا الوسطى والشرق الأوسط. واقترح السفير الأوزبكي مبادرة رائدة - وهي الإنتاج المشترك لأفلام فنية ووثائقية عن السلطان قطز من قبل صانعي أفلام أوزبك ومصريين، مؤكدا أن مثل هذه المشروعات من شأنها أن تساعد في نقل الصداقة الممتدة لآلاف السنين بين البلدين إلى الجيل الجديد. ويشار إلى أن السلطان سيف الدين قطز، الشخصية البطولية في التاريخ الإسلامي، ولد في الإمبراطورية الخوارزمية، التي تُعدّ الآن جزءً من منطقة خوارزم في أوزبكستان حاليًا وبالرغم من سنه المبكر، إلا أنه ارتقى إلى السلطة كسلطان على مصر، وقاد نصرًا حاسمًا للمسلمين على المغول في معركة عين جالوت عام 1260، حاميًا مصر ومعظم العالم الإسلامي من الغزو المغولي.