«القومي للطفولة» يجدد التزامه بحماية الأطفال من الاستغلال

أكد المجلس القومي للطفولة والأمومة، على أهمية تكاتف جميع الجهود الوطنية للتصدي لظاهرة عمل الأطفال.
يأتى ذلك في إطار الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال، والذي يوافق 12 يونيو من كل عام، حيث أطلقته منظمة العمل الدولية عام 2002 بهدف تسليط الضوء على ظاهرة عمل الأطفال حول العالم، وبذل الجهود اللازمة للقضاء عليها.

خطوات جادة لتنفيذ الخطة الوطنية ودعم الأسرة
وفى هذا الصدد أكدت الدكتورة سحر السنباطي رئيسة المجلس القومي للطفولة والأمومة، أن المجلس اتخذ خطوات جادة في سبيل القضاء على ظاهرة عمل الأطفال، خلال الفترة الماضية وحتى الآن ، ومنها المشاركة في تنفيذ الخطة الوطنية لمكافحة أسوأ أشكال عمل الأطفال ودعم الأسرة (2018–2025)، فضلا عن إصدار الدليل التدريبي الموحد لمكافحة عمل الأطفال، والدليل الإجرائي التشغيلي الموحد لمكافحة عمل الأطفال، مشيرة إلى مشاركة ممثلين عن المجلس في الاجتماعات المنعقدة مع وزارة العمل بشأن إعداد قانون العمل الجديد، والاجتماعات الخاصة ببحث أوضاع عمال المنازل، بالإضافة إلى الاجتماعات المنعقدة مع الجهات المعنية لمناقشة مشكلة مشاركة الأطفال في حصاد الياسمين بمحافظة الغربية.

ندوات توعوية وبناء قواعد بيانات لحماية الأطفال العاملين
وقالت "السنباطي" إنه تم عقد عدد من الاجتماعات التنسيقية واللقاءات التشاورية مع منظمة العمل الدولية والجهات الشريكة؛ لمناقشة سبل تعزيز العمل على ملف مكافحة عمل الأطفال في مصر، وفي إطار الدور التوعوي للمجلس القومي للطفولة والأمومة تم تنفيذ عدد (32) ندوة توعوية بمحافظة الغربية حول حقوق الطفل ومخاطر عمل الأطفال، استهدفت 1,280 أسرة من أسر الأطفال العاملين في جمع الياسمين، بالإضافة إلى إنشاء قاعدة بيانات خاصة بالأطفال العاملين وأسرهم، بما يتيح تحسين آليات الحماية والتدخل.

تنسيق وطني لوضع خطة تدخلات شاملة لمواجهة الظاهرة
وأضافت "السنباطي" أنه من ضمن جهود المجلس الرامية للقضاء على ظاهرة عمل الاطفال تم عقد لقاء تشاوري مع الأطراف المعنية من الجهات الحكومية، والمنظمات الدولية، والنقابات العمالية، ومنظمات المجتمع المدني، والجهات المانحة، لوضع خطة تدخلات شاملة لمواجهة التحديات الخاصة بظاهرة عمل الاطفال.

دعوة لاتخاذ إجراءات شاملة استجابةً للواقع المقلق عالميًا
وأكدت "السنباطي" على أن هناك حاجة ماسة لتسليط الضوء على هذه القضية، والعمل على اتخاذ إجراءات فعّالة وشاملة تستهدف الحد من عمل الأطفال والمساهمة في القضاء عليها داخل المجتمع المصري، لا سيّما في ظل الإحصائيات الصادرة في هذا الشأن، والتي تشير إلى وجود نحو 160 مليون طفل حول العالم أُجبروا على الانخراط في سوق العمل، من بينهم ما يقرب من 79 مليون طفل يعملون في ظروف خطرة تهدد صحتهم وحياتهم، مشيرة إلى أن أهداف التنمية المستدامة تتضمن التزامًا عالميًا بإنهاء عمل الأطفال، حيث يدعو الهدف 8.7 إلى: "اتخاذ تدابير فورية وفعالة للقضاء على السخرة، وإنهاء الرق المعاصر والاتجار بالبشر، وضمان حظر واستئصال أسوأ أشكال عمل الأطفال، بما في ذلك تجنيدهم واستخدامهم في النزاعات المسلحة، وإنهاء عمل الأطفال بجميع أشكاله بحلول عام 2025".

تأثيرات سلبية لعمل الأطفال على نموهم وحقوقهم الأساسية
وشدَّدت الدكتورة سحر السنباطي، على أن عمل الأطفال يحرمهم من طفولتهم، ويؤثر سلبًا على نموهم الجسدي والنفسي والعقلي، مؤكدة أن المجلس القومي للطفولة والأمومة يواصل جهوده بالتعاون مع كافة الجهات المعنية، لتوفير بيئة آمنة وداعمة للأطفال تضمن لهم الحق في التعليم والرعاية الصحية والحماية من جميع أشكال العنف والاستغلال.

دعم التعليم والحماية الاجتماعية كسبيل رئيسي للقضاء على الظاهرة
وأكدت " السنباطى" أيضا بأن القضاء على عمل الأطفال يتطلب جهودًا متكاملة تشمل تعزيز التشريعات الوطنية وتطبيقها بحزم لحماية الأطفال من الاستغلال الاقتصادي، ورفع الوعي المجتمعي بمخاطر عمل الأطفال وآثاره السلبية مع أهمية تكاتف جهود الجهات الوطنية لتوفير برامج الحماية الاجتماعية والدعم الأسري، باعتبار الفقر من الأسباب الرئيسية لعمل الأطفال، إضافة إلى دعم تعليم الأطفال وإبقائهم في المدارس، من خلال برامج تحفيزية وتكاملية.

رسالة ختامية: مسؤولية جماعية لحماية أطفال مصر
ودعت "السنباطي" كافة الشركاء من جهات حكومية، ومنظمات مجتمع مدني، ووسائل الإعلام، إلى توحيد الجهود لحماية الأطفال من جميع أشكال الاستغلال، وضمان تنشئة سليمة وآمنة لهم، في ظل تفاقم أعداد الأطفال العاملين عالميًا، وازدياد من يُزاولون منهم أعمالًا خطرة تضر بصحتهم أو سلامتهم أو نموهم.
ولفتت "السنباطي" الى أن القضاء على عمل الأطفال ليس مسؤولية فردية، بل هو واجب وطني ومسؤولية جماعية، تتطلب تضافر الجميع لضمان مستقبل أكثر إشراقًا وأمانًا لأطفال مصر.