بعد لقاءه ب ترامب.. مارك زوكربيرج يهاجم إدارة بايدن ويعلن تغيرات في سياسة «ميتا»

شهدت العلاقة بين مارك زوكربيرج الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، وإدارة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جو بايدن، توترًا ملحوظًا مؤخرًا، حيث أثار زوكربيرج جدلاً واسعًا بشأن تدخلات الحكومة في سياسات الرقابة على المحتوى، يأتي ذلك في وقت تشهد فيه علاقة زوكربيرج تحولًا مع الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، ما يعكس تغيرًا كبيرًا في استراتيجية «ميتا».
ويبدو أن الشركة بدأت إعادة تقييم سياساتها السابقة وإعادة ترتيب علاقاتها مع التيارات السياسية المختلفة في الولايات المتحدة، خصوصًا بعد الضغوط التي مارستها إدارة بايدن على منصاتها.
انتقاد بايدن لسياسات ميتا
ووجه جو بايدن انتقادات شديدة اللهجة لشركة «ميتا» بعد إعلانها عن إنهاء برنامج التحقق من الحقائق، الذي يهدف إلى مكافحة الأخبار الزائفة والمضللة، واستبداله بنظام Community Notes، وهو النظام المستخدم من قبل منصة «إكس» التابعة للملياردير إيلون ماسك، حيث وصف ذلك الإعلان بأنه «مخزٍ حقا»، بحسب شبكة «NBC» الأمريكية.
واعتبر بايدن أن تلك الخطوة ستسمح بنشر معلومات غير صحيحة على منصات فيسبوك وإنستجرام، مضيفًا: «قول الحقيقة مهم، وهذا ما نفتقده في أمريكا، كما اتهم شركة «ميتا» بأنها تساهم في قتل الناس من خلال السماح بنشر معلومات مضللة، مشيرًا إلى المنشورات التي تتحدث عن لقاحات كورونا.
زوكربيرج يرد على تدخلات بايدن
وخلال المقابلة مع بودكاست جو روجان، وصف «زوكربيرج» ضغوط إدارة بايدن بأنها وحشية، مشيرًا إلى أن تلك التدخلات كانت من بين أكثر حالات الرقابة تطرفا التي تعرضت لها منصات الإنترنت، موضحا: «كان هؤلاء الأشخاص من إدارة بايدن يتصلون بفريقنا ويصرخون عليهم ويشتمونهم».
لقاء سري بين زوكربيرج وترامب
وفي سياق آخر، نشأت تحولات ملحوظة في العلاقة بين زوكربيرج والرئيس ترامب، حيث تزايدت اللقاءات بين الطرفين بعد فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية، الأمر الذي وصفه رئيس «ميتا» بأنها نقطة تحول ثقافية.
وكان زوكربيرج التقى ترامب في منتجع مار لاجو بولاية فلوريدا، أمس الجمعة، وفقًا لمصادر وكالة «رويترز».
وبعد ذلك اللقاء، أعلنت «ميتا» في مذكرة لموظفيها إنها ستنهي برامج التنوع والإنصاف والشمول «DEI»، بما في ذلك برامج التوظيف والتدريب واختيار الموردين، حيث كانت إدارة ترامب وحلفاءه، منهم إيلون ماسك، تظهر توجها معارضا لتلك البرامج.
وفي نوفمبر الماضي، التقى زوكربيرج بترامب، وقدم له بعض الهدايا الخاصة من نظارات ذكية، ولم يكن اللقاء شخصي فقط، بل شمل تغييرات في سياسة «ميتا»، حيث بدأت في اتخاذ خطوات للتقارب مع ترامب.
وجاء إعلان إنهاء برنامج التحقق من الحقائق بعد انتقادات ترامب الواسعة له، حيث أشار الرئيس الأمريكي المنتخب من قبل، إلى أن ذلك البرامج كان بمثابة رقابة على الأصوات اليمينية، كما تم تقليل الرقابة على المحتوى، بما في ذلك المعلومات المتعلقة بالهجرة والهوية الجندرية، ما لقي ترحيبًا من المحافظين التابعين لترامب في الولايات المتحدة، بحسب موقع «بلومبيرج».
كما عززت «ميتا» علاقاتها مع ترامب عبر تعيين دانا وايت، أحد حلفاء ترامب المقربين، في مجلس إدارة الشركة.
توتر العلاقة بين زوكربيرج وترامب
كانت العلاقة بين زوكربيرج وترامب متقلبة، حيث شهدت توترات كبيرة بعد أحداث الكابيتول في 6 يناير 2021، عندما علقت ميتا حسابات ترامب على المنصات، ما دفع ترامب لوصف فيسبوك بأنه «عدو الشعب»، كما هدد زوكربيرج بالانتقام وبسجنه مدى الحياة إذا تدخل في انتخابات 2024.
لكن في الأشهر الأخيرة، بدأ التحول في العلاقة بين الطرفين، حيث أصبح ترامب يشكر زوكربيرج علنًا على تعاطفه بعد محاولة اغتياله.