عباس شراقي عن مشروع الدلتا والنهر الصناعي: إضافة للرقعة الزراعية.. والمطلوب زراعة محاصيل عالية الثمن

مشروع الدلتا الجديد الذي يعتمد على 'شق النهر الصناعي'، الذي أعلن عنه الرئيس السيسي، خلال افتتاح مشروع الأسمدة الأزوتية خلال الأيام القليلة الماضية، سيعمل على مهمة توصيل المياه اللازمة لزراعة ما يقارب من 2,2 مليون فدان، حيث يتم حاليًا العمل على إنشاء أضخم نهر صناعي في العالم سيصل طوله إلى 114 كيلو بهدف استغلال مياه الصرف الزراعي والجوفية والسطحية في الزراعة.
عباس شراقي: محطة الحمام ستكون أهم محطة لمعالجة مياه الصرف الزراعي في العالم
في هذا الصدد قال عباس شراقي، أستاذ الجيولجيا والموارد المائية، إن إنشاء النهر الصناعي بمشروع الدلتا الجديد، له مصدرين، المصدر الأول من نهر النيل، والمصدر الثاني من محطة الحمام لمعالجة مياه الصرف الزراعي، مشيرًا إلى أن هذه المحطة ستفتح خلال أشهر قريبة، وستكون أكبر من محطة بحر البقر التي افتتحت منذ سنة ونصف، وستكون أهم محطة لمعالجة مياه الصرف الزراعي في العالم، حيث ستعالج 7 ملايين متر مكعب في اليوم الواحد، وسنويًا أكثر من 2.5 متر مليار مكعب.
عباس شراقي: لو كان عندنا اكتفاء ذاتي من بعض المحاصيل يبقى للتصدير
وأشار في تصريح خاص ل'أهل مصر'، إلى أن هذه القناة ستُنقل من مياه النيل أو من المحطة بعد المعالجة إلى المنطقة الزراعية المستهدف فيها زراعة 2.2 مليون فدان، وربما تصل ل2.8 مليون فدان، منوهًا أنه سيكون إضافة للرقعة الزراعية المصرية وزيادة للإنتاج الزراعي، أيًا كان المحصول الذي سيتم زراعته، موضحًا: 'لو كان عندنا اكتفاء ذاتي من بعض المحاصيل يبقى للتصدير'.
وتابع 'شراقي'، قائلأ: 'إذا كان هناك ميزة في بعض المحاصيل زي الفواكه وإنتاجيتها عالية وأسعارها مرتفعة نصدرها للخارج، وفي المقابل نستورد محاصيل زراعية رخيصة زي القمح والذرة'.
عباس شراقي: سد الفجوة الغذائية في مصر أمر صعب للغاية
وفي معرض رده على سؤال هل المشروع سيسد الفجوة الغذائية في مصر، قال، سد الفجوة الغذائية في مصر أمر صعب للغاية، لأن عدد السكان كبير، بالإضافة إلى أن كمية المياه محدودة من السبعينيات منذ افتتاح السد العالي، موضحًا: 'إحنا عندنا أراضي قابلة للزراعة لكن معندناش كمية المياه اللي تكفي هذه المساحة من الأراضي'.
أستاذ الجيولجيا والموارد المائية: «المهم أني أصدر بمبالغ أكتر من اللي هستورد بيها»
وأضاف أستاذ الجيولجيا والموارد المائية، قائلأ: 'أزرع الحاجات الغالية وأصدرها، وأشتري من بره الحاجات الرخيصة يعني لو إحنا لو صدرنا بمليار دولار واستوردنا المحاصيل اللي إحنا كنا هنزرعها بنص مليار يبقى إحنا الكسبانين، المهم أني أصدر بمبالغ أكتر من اللي هستورد بيها'.
عباس شراقي: سيكون هناك خسارة اقتصادية لو تم زراعة محاصيل زراعية رخيصة
وعن العائد المادي الذي سوف يحققه المشروع، وهل سيغطي تكلفته، قال 'شراقي'، أكد أنه سيكون هناك خسارة اقتصادية لو تم زراعة محاصيل زراعية رخيصة، فالمطلوب زراعة محاصيل زراعية غالية، على سبيل المثال البن والشاي والزيوت أسعارهم غالية ليه مايتمش زراعتهم'، مضيفًا أنها خطة دولة فمن الممكن أن تكون مشاريع استراتيجة وليست بالضروة أن تغطي تكلفتها، ولكن بقدر الإمكان تحقق جزء من المبالغ التي تم صرفها.
وعن تعميم المشروع في أكثر من موقع بمصر، قال أستاذ الجيولجيا، إنه حاليًا يوجد مشروعات زراعية عملاقة ولابد من تقييمها، مشيرًا إلى أنه هناك بعض المشاريع مازال العمل بها جاري مثل مشروع توشكى منذ 25 سنة، وتم تنفيذه بنسبة 50% موضحًا: 'نكمل اللي عملناه وصرفنا عليه وعملنا البنية التحتية بتاعته، وكان عندنا مشروع المليون نصف فدان ولم ينتهي بعد، بالإضافة إلى مشروع الدلتا الحالي، المشروع الوحيد الذي الانتهاء منه هو شرق العوينات العام الماضي'.