أفكر في وردة بينما أنا سائرٌ بين اتجاهي الشارعِ، إذا بها تنبت. فجأةً أغفل عن هدير العرباتِ والمصابيحِ، أغفل حتي عن الوردة الوليدة، فجأةً ينتابني هلع: أنا أول إنسان في حياة هذه الوردة، لن تقصد أحدا آخر حينما تتكلمُ عن أول البشر. أفكر لو رويتها أو قطفتها لأعطيتها في الحالتين فكرة خاطئة عن الحضارة. أفكر أنه لا غني من أجل فكرة صحيحة عن الشرَّين: أن أرويها أولا ثم أقطفها في النهاية. هكذا بعد طول تأملٍ أفعل في معجزةٍ حقيقيةٍ ما يفعله فلاحٌ في جزرة. 2 قد لا تكون هذه شجرةً ولكن يستطيع طائر أن يخرأ عليها وأستطيع بنصل مطواةٍ أن أحفر اسمي فيها، ويوما ما حينما يتساقط طلاؤها فآجرُها فتختفي تماما ستشبه بالضبط شجرةً لم يعد لها وجود 3 أعرف شجرةً لم يبن أحد سفينةً إلا وعرفها. شجرة صغيرةٌ أصغر من إصبعي حين أضعه قرب عيني شجرة لا آكل من غيرها إلا الذي أخرؤه شجرة أحبها وكنت أعبد عندها أنا وحبيبتي إلها لا يوجد في غير وجودنا شجرة قبل أن أموت بوقت كافٍ سوف أزرعها ليس فقط كي أراها ولكن لأضمن من بعد موتي أن تموت. 4 عن نفسي أعرف أنه ليس هناك وردٌ أبيض، إنما التوق يغلبنا كلَّ حين إلي سحابة مهما تكن صغيرةً هنا علي الأرض. 5 أريد أن أموت قبل أن أكبر، أعني أكثر من هذا، أعني قبل أن أسلِّم بالعالم لدرجة أن أفتح شباكًا في جدار. 6 النهار في قريتي ليلٌ يكذب 7 أمسح النظارةَ بالمنديل الورقيِّ، بربطة العنقِ، ببخارٍ من القهوة وقميصي القطنيّ، أغسلها بالماء وحده، وبالماء والصابون، ولا فائدة .. أنت الوسخ أيها العالم.