ولد الروائي والشاعر والناقد الأمريكي جون هوير أبدايك عام 1932 ببنسلفانيا، الولاياتالمتحدةالأمريكية، وكان الابن الوحيد لويزلي راسل أبدايك، مدرس رياضيات، وليندا هوير، الكاتبة الصاعدة، التي تأثر أبدايك في بداياته بكتاباتها وشغفها بالكتابة، وكثيراً ما كان يتخيل نفسه ممتلكاً لآلة كاتبة كتلك التي كانت تستخدمها، مع الكثير والكثير من الأوراق البيضاء المتناثرة من حوله. تخرج أبدايك من جامعة هارفرد عام 1954، وأصبح معروفاً وقتها بحبه للكتابة، ولكن ما لا يعرفه الكثيرون أن رغبة أبدايك الأولي كانت أن يصبح رسام كاريكاتير. وليحقق هذا الهدف التحق لاحقاً بصف راسكن للرسم بجامعة أوكسفورد، وبعد عودته لأمريكا كانت بدايته في مجلة النيويوركر، وبداية مسيرته الأدبية المميزة. نشر أول قصة له في النيويوركر، وهي "أصدقاء من فيلادلفيا". واستمر أبدايك في وظيفته ككاتب عمود وكاتب قصصي في النيويوركر لفترة طويلة، وأصبحت بعض قصصه حجر الأساس لبعض كتبه الشعرية مثل "نفس الباب" عام 1959. ورغم شهرته كسارد، إلا أن مسيرته الشعرية مميزة، فقد أصدر العديد من الدواوين مثل "أعمدة الهاتف وقصائد أخري"، "نقطة المنتصف" و"رميات وتحولات" والتي اعتبرها النقاد من أفضل ما كتب. ومر أبدايك بفترة من الشك وفقدان الثقة، كانت أشبه برحلة روحية، وما ساعده علي تخطيها كانت قراءته لأعمال كارل بارث وسورين كيركجارد. وتركت تلك الفترة تأثيرها علي كتاباته. جدير بالذكر أن من ضمن الكُتاب الذين تأثر بهم أبدايك في أعماله كان جيمس جويس، جي دي سالينجر، فلاديمير نوبوكوف. ومن أشهر أعماله سلسلة "رابيت أنجستروم" وصنعه لشخصية من أشهر شخصيات الأدب الأمريكي للقرن العشرين. ونشر أكثر من 22 رواية و12 مجموعة قصصية، بجانب دواوينه الشعرية وكتب الأطفال وكتبه النقدية، وظهرت المئات من قصصه ومقالاته وقصائده علي صفحات النيويوركر وغيرها من المجلات المرموقة. فاز أبدايك بالعديد من الجوائز الهامة مثل البوليتزر، الميدالية القومية للآداب، وكان واحدا من ثلاثة أدباء فازوا بجائزة بوليتزر أكثر من مرة. الثيمة الأساسية لمعظم أعمال أبدايك تمحورت حول الدين، الجنس، أمريكا، والموت. وغالباً ما كان يجمعها في بيئته المفضلة لأي عمل وهي "مدينة أمريكية صغيرة، وعائلة بروتستانتية متوسطة الدخل." كما صرح يوماً "أنا أحب الوسطية في كل شئ." أما عن دوافعه للكتابة، فقد كتب في مقدمة أحد كتبه "أريد أن أمنح الحياة بريقاً جميلاً، فعندما أكتب لا أضع في اعتباري مدينة نيويورك، بل ذلك المكان المجهول غرب كنساس". كتب أبدايك عن الدين باهتمام، وعن الجنس بتحفظ، وعن أمريكا بحنين، وعن الموت بتحدٍ. حتي توفي عام 2009، بعد رحلة مع سرطان الصدر، بعمر 76 عاماً، مخلفاً وراءه إرثاً أدبياً متنوعاً.