انتخابات النواب| القائمة النهائية لمرشحي دوائر شمال سيناء عن النظام الفردي    العمل تسلم عقود توظيف لذوي همم    مياه النيل حقنا الثابت والأصيل    الرئيس السيسى: الإسراع فى تنفيذ محاور الشراكة المصرية الأوربية الاستراتيجية    الرئيس الكولومبي يتهم واشنطن بتنفيذ «إعدامات» في المحيط الهادئ والبحر الكاريبي    ياسين بونو: المغرب أصبح ينافس أكبر منتخبات العالم    ضبط نصف طن جبنة بيضاء غير صالحة للاستهلاك الآدمي بالخصوص    التقديم مستمر حتى 6 نوفمبر |وزيرة التضامن: إنهاء تعاقدات إسكان ونقل حجاج الجمعيات    سيني جونة لدعم إنتاج الأفلام يعلن الفائزين بجوائز نسخته الثامنة    ما الدعاء الذي يفكّ الكرب ويُزيل الهم؟.. أمين الفتوى يجيب أحد ذوي الهمم بلغة الإشارة    خالد الجندي: الطعن فى السنة النبوية طعن في وحي الله لنبيه    نائب وزير الصحة يتابع تنفيذ مستشفى بغداد ووحدة نخل بشمال سيناء    حازم هلال: الخطيب هو الأنجح في إدارة كرة القدم في تاريخ مصر    الرقابة المالية تلزم الشركات والجهات العاملة في الأنشطة المالية غير المصرفية بتعزيز بنيتها التكنولوجية والأمن السيبراني لديها    لجنة "السياسات الإعلامية" تعقد أولى اجتماعاتها برئاسة خالد عبد العزيز    انفجار داخل مصنع وسط روسيا يسقط 10 قتلى    «في الحركة حياة» ندوة وورشة عمل بمكتبة الإسكندرية    حنان مطاوع تكشف شعورها بعد ترشح فيلمها «هابي بيرث داي» ل الأوسكار    «إكسترا نيوز»: ما يدخل غزة لا يزال نقطة في محيط الاحتياج الإنساني| فيديو    حكم نهائي.. استبعاد هيثم الحريري من انتخابات مجلس النواب بسبب موقفه التجنيدي    الزمالك يتقدم بشكوى ضد أسامة حسني للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام    تمارين مثبتة علميا تساعد على زيادة طول الأطفال وتحفيز نموهم    معجنات الجبن والخضار.. وصفة مثالية لوجبة خفيفة تجمع بين الطعم وسهولة التحضير    محافظ بني سويف يتفقد مستجدات الموقف التنفيذي لأعمال المرحلة الثانية من تطوير نادي سيتي كلوب    أندية وادي دجلة تحصل على التصنيف الفضي في تقييم الاتحاد المصري للتنس    مساعد وزير الخارجية المصري: الاتحاد الأوروبي أصبح شريكًا اقتصاديًا بمعنى الكلمة لمصر    عبد المنعم سعيد: الحزب الجمهوري يرفض إرسال جنود أمريكيين لمناطق نزاع جديدة    التشكيل الرسمي لمنتخب مصر للسيدات أمام غانا في تصفيات أمم إفريقيا    الأنبا إبرهام: الوحدة المسيحية تحتاج إلى تواضع وحوار ومحبة حقيقية    محافظ سوهاج يتفقد فعاليات وأنشطة مبادرة " أنت الحياة " بقرية نيدة بأخميم    تجديد حبس رجل أعمال دهس طالب ووالده وابن عمته بسبب خلاف مدرسي بالشيخ زايد    محافظ كفر الشيخ: تسهيلات غير مسبوقة للجادين وإزالة معوقات التقنين لتسهيل الإجراءات    رسمياً.. الاتحاد يشكو حكم مباراته ضد الأهلي    أسعار النفط تسجل 65.94 دولار لخام برنت و61.95 دولار للخام الأمريكى    نادي الصحفيين يستضيف مائدة مستديرة إعلامية حول بطولة كأس العرب 2025    إسرائيل.. بن غفير يتفاخر مجددا بحرمان الأسرى من حقوقهم ويلوح بالإعدام    بيتصرفوا على طبيعتهم.. 5 أبراج عفوية لا تعرف التصنع    العثور على جثة «مجهول الهوية» على قضبان السكة الحديد بالمنوفية    ب«لافتات ومؤتمرات».. بدء الدعاية الانتخابية لمرشحي مجلس النواب في الوادي الجديد (تفاصيل)    فاليري ماكورماك: مصر مثال عظيم في مكافحة السرطان والتحكم في الأمراض المزمنة    الداعية مصطفى حسنى لطلاب جامعة القاهرة: التعرف على الدين رحلة لا تنتهى    رانيا يوسف تكشف الفرق الحقيقي في العمر بينها وبين زوجها: مش عارفة جابوا الأرقام دي منين!    السادة الأفاضل.. انتصار: الفيلم أحلى مما توقعته ولا أخشى البطولة الجماعية    النيابة العامة تنظم دورات تدريبية متخصصة لأعضاء "الأسرة".. صور    مستشار رئيس الجمهورية ومحافظ أسوان يشيدان بمستوى التجهيزات التعليمية والخدمات المقدمة للطلاب    وزارة الدفاع الروسية: إسقاط 139 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس 23-10-2025 في محافظة الأقصر    من هو الشيخ صالح الفوزان مفتي السعودية الجديد؟    بسعر 27 جنيهًا| التموين تعلن إضافة عبوة زيت جديدة "اعرف حصتك"    البنك الأهلي يحصد شهادة التوافق لإدارة وتشغيل مركز بيانات برج العرب من معهد «Uptime»    حجز الحكم على البلوجر علياء قمرون بتهمة خدش الحياء العام ل29 أكتوبر    الصحة توقع مذكرة تفاهم مع الجمعية المصرية لأمراض القلب لتعزيز الاستجابة السريعة لحالات توقف القلب المفاجئ    محمد صلاح.. تقارير إنجليزية تكشف سر جديد وراء أزمة حذف الصورة    تجدد القصف الإسرائيلي على خانيونس وغزة رغم وقف إطلاق النار    مقتول مع الكشكول.. تلميذ الإسماعيلية: مشيت بأشلاء زميلى فى شنطة المدرسة    شبكة العباءات السوداء.. تطبيق "مساج" يفضح أكبر خدعة أخلاقية على الإنترنت    ما حكم بيع وشراء العملات والحسابات داخل الألعاب الإلكترونية؟ دار الإفتاء تجيب    سعر اليورو مقابل الجنيه المصري اليوم الخميس 23 أكتوبر 2025 في البنوك المحلية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأدب الأفريقي يغزو الغرب
نشر في أخبار الأدب يوم 14 - 09 - 2014

منذ أكثر من عقد، كانت الكاتبة الأفروأمريكية الشابة شيماناندا نجوزي أديشي تكافح لنشر روايتها الأولي "الكركديه الأرجواني"، إلا أن وكيلها الأدبي أكد لها أن الأمور كان يمكن أن تصبح أفضل لو كانت هندية الأصل، فالأدباء الهنود وقتها كانوا في حالة رواج، إلا أن أديشي لم تأخذ الأمر علي أنه نقد لعملها، بل نوع من الجبن في عالم النشر حين يتعلق الأمر بكاتب غير معروف، أو ثقافات غير مألوفة، والأفريقية منها علي وجه الخصوص، فغيرت إقامتها إلي أمريكا.
الآن، لا يمكن تلقي هذا النوع من التراجع من جانب دور النشر، خاصةً أن الأدباء السود من ذوي الأصول الأفريقية ورغم نشأتهم في مكان آخر ومعظمهم من الشباب متعدد الأعراق، يكتبون باللغة الإنجليزية وأصبحت لهم بصمة واضحة في عالم الكتاب خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية، وتتضمنهم قوائم أعلي الكتب مبيعا، وتحشد من أجلهم كتابات نقدية رفيعة المستوي، ويحصدون الجوائز الكبري في أمريكا وبريطانيا.
أديشي- 36 سنة- أصبحت الآن كاتبة رواية شهيرة، حصلت روايتها " أمريكانا" علي جائزة دائرة النقاد الوطنية للأدب العام الحالي، وهي عضو بارز ضمن مجموعة من الأدباء الواعدين ذوي الأصول الأفريقية الذين يتزايد عددهم باستمرار، ومنهم: ديناو منجستو، هيلين أويويمي، نوفيوليت بولاوايو، تيجو كول، يون أدهيامبو أوراند سيلاسي، من بين آخرين.
في هذا السياق، يفسر الأدباء والناشرون والدارسون المتخصصون في الأدب هذا الظهور الأفريقي القوي في السنوات الأخيرة بأنه جاء بعد سنوات من الاضطرابات السياسية والإجتماعية، والتغييرات الإيجابية في العديد من الدول الأفريقية، ما ساعد علي التوسع الكبير في عدد الأدباء والقراء، بالإضافة لظهور الجوائز الأحدث مثل جائزة "كين للكتابة الأفريقية"، كذلك تأثير وسائل الإعلام الاجتماعية والإنترنت وغيرها، وورش العمل التي تقام بمشاركة أدباء من ذوي الأصول الأفريقية.
تقول أمانتا نورما، مؤلفة رواية "الرجل الأجير" الصادرة في 2013، وتدور أحداثها في كرواتيا، "لقد تعود الناس علي توجيه سؤال: أين كان الأدباء الأفارقة؟ كانوا ينظفون المكاتب ويعملون كتبة وبائعين"، وتضيف: بعض الكتاب والنقاد يسخرون من فكرة الخلط بين الأدباء المتنوعين مع ربطهم بالقارات المتعددة، إلا أن آخرين يقولون إن هذه الموجة تمثل شيئا جديدا من حيث حجمها الهائل بعد فترة طويلة من البوار، وكانت هناك بعض الإستثناءات الملحوظة، مثل فوز وول سونيكا بجائزة نوبل سنة 1986، وبن أوكري بجائزة البوكر 1991، اختلافا عن موجة ما بعد الاستعمار التي بدأت تقريبا خلال فترة الستينيات في القرن الماضي، والتي جلبت شهرة عالمية لكتاب من أمثال شينوا أشيبي، ونور الدين فرح.
لكن بالإضافة لذلك، فالكثير من الكتاب تدور أحداث رواياتهم في أفريقيا، وتعكس تجربتهم في الحياة والدراسة والعمل في مكان آخر، وتعتبر مرجعا ثقافيا في إطار مقبول للجمهور الأوروبي، مثل رواية أديشي "أمريكانا"، التي تسجل وقائع حياة "ليفملو" وحبيبها "بينز" اللذين دفعتهما روح المغامرة إلي مغادرة نيجيريا إلي أمريكا وإنجلترا، وفي الولايات المتحدة الأمريكية كتبت "ليفملو" علي البلوج خواطر لاقت شعبية كبيرة حول تنشئتها في مناخ من التفرقة العنصرية، وأنها وجدت الحب لدي الرجال الأمريكان، سواء كانوا من البيض أو السود، وحين عادت إلي نيجيريا أطلق صديقها عليها اسم "أمريكانا" بدافع الغيظ بسبب موقفها المتأمرك.
أديشي التي تقسم وقتها بين الولايات المتحدة الأمريكية ونيجيريا، تدير ورشة عمل للكتابة خلال الصيف في لاجوس، ولها حتي الآن ثلاث روايات لاقت رواجا جيدا، علاوة علي مجموعة قصصية، وبالإضافة إلي حصولها علي عديد من الجوائز، يتم الإعداد حاليا لفيلم مأخوذ عن روايتها "نصف شمس صفراء" يدور حول حرب بيافرا، كما أعدت المطربة بيونسية أغنية مستوحاة من عدة سطور من محاضرة ألقتها أديشي حول حقوق المرأة، وتطرح في الأسواق في ديسمبر القادم، وكان نجاحها دافعاً لاهتمام النقاد والقراء بالبحث عن أدباء أفارقة موهوبين.
فيما أكد مانثيا ديادرا، أستاذ الأدب المقارن والسينما بجامعة نيويورك، أن ازدهار الأدباء الأفارقة الجدد ظاهرة مدهشة، فهو أدب يميل أكثر نحو المواطنة العالمية، والذهاب إلي أوروبا ثم العودة إلي لاجوس، الآن نحن نتحدث عن ارتباط الغرب بأفريقيا، وإتاحة الفرصة للأدباء لخلق عوالمهم الخاصة، فلديهم العديد من الهويات كما يتحدثون عدة لغات.
حول كل تلك المواضيع المختلفة وأنماط الكتابة المتباينة، يشرح الروائي ديناو منجستو وجهة نظره، قائلا:" هناك تحقيق يجري حول ما يحدث باعتباره خلعاً للروح". ومنجستو(36 سنة) صاحب رواية "كل أسمائنا" حاصل علي جائزة ماك أرثر عن "العبقرية" وهو مولود في أثيوبيا، ورحل عنها وعمره عامان فقط ويعيش في إيلينوز.
أما الروائي أوكي نديب(54 سنة) فيقول: تتشكل رواياتي غالباً من حياة الناس في نيجيريا، إلا أن الشكل العام لها مكتوب بصياغه أمريكية" ، وروايته الثانية "شركة آلهة غريبة" تدور حول رجل متعلم من نيجيريا يحتال لكسب لقمة العيش كسائق تاكسي. نديب الذي قدم لأمريكا سنة 1988 يتحدث كما لو أن قدوم أحد من مكان حيث اللون الأسود سائد شيء طبيعي، وأصبح مفتونا بالأمريكان السود: "حياة بطل روايتي في أمريكا لا تقل أهمية عن حياته في نيجيريا، إن لم تزد عنها".
جوناث جالاسي، ناشر فارار وشتراوس وجيتروس يعترف أن هناك وعياً عالمياً ومزيداً من الترحيب والاهتمام في هذا البلد، وكان ذلك اكثر صعوبة بالنسبة للأجيال السابقة، وأعرف أن إقتحام سوق النشر ليس سهلا للجميع، بعض المتخصصين في عالم الكتاب يقولون إن الكثير من الناشرين في مجال الأدب يفضلون أعمال أدباء أفريقيا أكثر من أعمال أدباء أمريكيين من أصل أفريقي، لأن في المناخ الحالي يعتبر الأفريقيون هم الأكثر جاذبية والنظر اليهم باعتبارهم "ثقبا أسود".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.