هالة صلاح الدين علي طريقتها الخاصة تحتفل المترجمة هالة صلاح الدين بمرور ثمانية أعوام علي تأسيس مجلة »البوتقة« الالكترونية المتخصصة في ترجمة ونشر القصص الإنجليزية، قدمت خلالها المجلة ومحررتها رواية واحدة و117 قصة قصيرة و103 سير ذاتية بمجهود شخص واحد فقط، هي مؤسسة الموقع »هالة صلاح الدين« ومع الاحتفال، قررت »البوتقة« إصدار كتاب مسموع يضم 12 قصة مترجمة لكاتبات عالميات وعربيات وتوزيعه بالمجان علي المكفوفين. تتمحور قصص المشروع حول قضايا المرأة وتحديات حياتهن، نساء يكابدن صراعاً ما، المجتمع بتقاليده البالية، مرض الولد الحق في الإجهاض، العنصرية، الفقر وغيرها من صعاب الحياة ثم قراءة القصص من قبل مبدعات عربيات لننتج عدد 10000 نسخة من كتاب مسموع سوف تقدمه البوتقة هدية للمؤسسات العاملة في مجال خدمة المكفوفين.وهناك عدد من المؤسسات وافقت علي توزيع الكتاب المسموع علي المكفوفين بمصر وليبيا وهي جمعية المكفوفين في القاهرة وقاعة طه حسين في المكتبة المركزية بجامعة القاهرة وجمعية الكفيف في بنغازي.كما تم الاتفاق مع الشاعر الليبي خالد المطاوع، علي أن مؤسسة آريتي للثقافة والفنون في طرابلس سوف تنتج الكتاب المسموع في طرابلس وتقوم بتوزيعه. كانت الفكرة في البداية طباعة القصص بطريقة برايل، ولكن الفكرة فشلت للتكلفة المادية الكبيرة لهذه النوعية من الكتب. وبعد فترة فكرت في إصدار هذه الترجمات في كتاب صوتي، وبالفعل حصلت علي حقوق الترجمة والنشر من مجموعة من الأديبات العالميات، منهن 3 حاصلات علي جائزة نوبل، وأخريات عربيات، ووافقت غالبيتهن علي إعطائي الحقوق دون أي مقابل مادي بدافع المسئولية الاجتماعية. القصص المتضمنة في الكتاب المسموع للكاتبات »وريس ليسينج«، »نادين جورديمر«، »ميلاني راي تون«، »مارجريت أتوود«، »جويس كارول أوتس«، »لويز إردريك«، «»ليس مونرو« »وث برافر جابفالا«، »مارجريت داربل«، »سينثيا أوزيك«، و»لوري مور« وسوف يقرأ القصص بالعربية : ماجدة الجندي، إيمان مرسال، فيروز التميمي، إيمان حميدان، جاكلين سلام، ميرال الطحاوي، منصورة عز الدين، فاطمة غندور، غالية قباني، سحر مندور، سمر يزبك. وقد استندت في اختيارها للقصص المترجمة كما تقول: كل قصص المشروع واقعية في الحقيقة، لا وجود لقصص تنتمي إلي الخيال العلمي أو الفانتازيا، وكل قصة حالة قائمة بذاتها، مدهشة لا تخفق في رسم علامات الاستفهام وطرح أسئلة تفوق ما يناله القارئ من أجوبة. تنحاز ذائقتي إلي صفة إنسانية ترين علي النصوص، تلك المعبرة عن أحاسيس وغرائز إنسانية يشترك فيها الجميع، أحاسيس تعري المحجوب من معاناة سكان الأرض. وحول اختيارها للمرأة سواء في قراءة الترجمة أو اختيار القصص وتوجه المشروع توضح: بعنوان المشروعا هذا ليس أدباً للفتيات فقط: قصص بأقلام نساء عاديات في اضطراب وما بعده. والمشروع بالكامل يتناول المرأة بصورة أو بأخري، ليس فقط صراعاتها المعتادة، وإنما أيضا قصص نساء يولعن بالموسيقي فتخذلهن، يشجبن الفقر ويكافحن لرده، يختبرن مواقف مناهضة للعنصرية وقسوة المجتمع، ينتقدن ما يطغي علي عالم النشر من زيف وما يسود العالم الأكاديمي من رياء. لا يري النقاد في المجمل هذه المواضيع باعتبارها لصيقة بالمرأة، ولكن بالأحري كونية، وكأن المواضيع الكونية لا تخص المرأة. الخطوة القادمة للمشروع سوف تكون فلسطين.. تقول هالة: بسوف أنتج كتابا مسموعا في العام الواحد لأن »البوتقة« فصلية تنتج 4 أعداد في العام، 12 قصة سوف يضمها كل كتاب مسموع، الحقيقة أن ليبيا وفلسطين اختياران توخيت فيهما العامل الجغرافي بالأساس، أي القرب من مصر، الوطن العربي كله بحاجة إلي كتب مسموعة، حتي دول الخليج الغنية، ولكني سوف أركز في المستقبل علي ليبيا وفلسطين - إلي جانب النصوص - في موقع »البوتقة« ليسمعها أيضا المبصرون مجانا، ولكن الوصول للمكفوفين في حاجة إلي عمل علي الأرض أكثر من الإنترنت، ولا أستطيع أن أنكر أن تعاون مؤسسة آريتي للفنون والثقافة في ليبيا - تحت رعاية الشاعر الليبي خالد مطاوع - سوف يساعد جدا في ضمان نجاح المشروع في الجانب الليبي.