قالت المترجمة هالة صلاح الدين، رئيسة تحرير ومؤسسة مجلة البوتقة الإلكترونية، إنها تسعى حاليًا إلى أن تقدم مشروعا لإنتاج مادة أدبية للمكفوفين، لا أمام المؤسسات الحكومية فحسب، وإنما أمام المؤسسات ودور النشر الخاصة التى من الواجب عليها أن تتخذ الخطوات اللازمة لإتاحة كل – أو حتى بعض - منشوراتها فى أقراص رقمية. وأشارت هالة فى تصريحات خاصة ل"اليوم السابع" إلى أن الكتب المسموعة فى أوروبا وأمريكا تَصدر بالتزامن مع المنشورات الورقية، وليس الحق فى وجودها مدعاة تساؤل، لا أحد يتساءل هل ننتج كتباً مسموعة أم لا، إنها حق للكفيف، وواجب على دور النشر. وأضافت، أن دور النشر حتى لو كانت ساعية للربح فقط بمقدورها أن تنتج الكتب المسموعة على أن يتولى شراءها آخرون من أفراد وهيئات، المهم أن تكون الكتب موجودة بالفعل. وقالت هالة، لقد أتمت مجلة البوتقة عامها الثامن فى أبريل 2014. ونشرت حتى عددها الثانى والأربعين رواية واحدة ومائة وسبع عشرة قصة قصيرة ومائة وثلاث سير، وتنصب غاية "البوتقة" على عرض مشهد غير منقوص لإبداع آداب اللغة الإنجليزية المعاصرة دون إعلاء أسلوب من الأساليب فوق غيره، وتهتم اهتماماً خاصاً بأقلام تتناول قضايا إنسانية تكشف النقاب عن المحجوب من بلايا البشرية، وأقلام تُعبر عن مضطهدين لا صوت لهم وتبعث برسالة إلى القارئ عبر تجارب المبدعين الفنية، بالإضافة إلى تقديم كُتاب ذائعى الصيت، وتسلط "البوتقة" الضوء على آخرين لم ينتهوا من قبل إلى آذان القارئ العربى وإن كانوا ينسجون مؤلفات لا ينقصها الإبداع. ولا تتكل المجلة بأى شكل من الأشكال فى اختياراتها على ألوان المساهمين أو أجناسهم أو أعراقهم أو أديانهم أو اتجاهاتهم الأيديولوجية. ولا تتبنى البوتقة – ولن تتبنى – أية أجندة سياسية مهما كانت. وقالت "هالة" المجلة تنتج حالياً كتاباً مسموعاً للمكفوفين فى مصر وليبيا. وأسستُ مؤخراً جمعية خيرية فى القاهرة لدمج عمل المجلة الثقافى بالجانب المجتمعى، ومن بين الأنشطة الأساسية إنتاج كتب مسموعة للمكفوفين. وأشار إلى أنه من بين ما يزيد على ألف وخمسمائة مشروع مقدَّم إلى الصندوق الدولى لتعزيز الثقافة - اليونسكو فازت البوتقة بمنحة لترجمة اثنتى عشرة قصة من اللغة الإنجليزية إلى اللغة العربية، علاوة على سبر سير كاتبات القصص - سير تتضمن نقداً أدبياً لكتاباتهن والمشهد الثقافى العاملات فيه - ونشرها إلكترونياً فى أربعة أعداد متتالية من مجلة البوتقة بدءاً من العدد الحادى والأربعين، فبراير 2014. هذه المنحة هى المنحة الخامسة التى تنالها البوتقة بعد منحتين من الصندوق العربى للثقافة والفنون ومنحتين من المجلس الثقافى البريطانى، إحداهما مخصصة لدعم هذا المشروع. تتمحور قصص المشروع حول شئون المرأة وتحديات حياتهن، نساء يكابدن صراعاً ما، مع خيانة الرجل، المجتمع بتقاليده البالية، مرض الولد، الحق فى الإجهاض، العنصرية، الفقر وغيرها من صعاب الحياة، ثم قراءة القصص من قبل مبدعات عربيات لننتج عدد 10000 نسخة من كتاب مسموع سوف تقدمه البوتقة هدية للمؤسسات العاملة فى مجال خدمة المكفوفين، وهناك عدد من المؤسسات التى تكرمت بالموافقة على توزيع الكتاب المسموع على المكفوفين بمصر وليبيا، وهى: جمعية المكفوفين فى القاهرة قاعة طه حسين فى المكتبة المركزية بجامعة القاهرة، حصلت بالفعل على موافقتهم كتابةً على قبول الأقراص الرقمية وتوزيعها على المكفوفين، وأيضًا جمعية الكفيف فى بنغازى، كما تم الاتفاق مع الشاعر الليبى خالد المطاوع، على أن مؤسسة آريتى للثقافة والفنون فى طرابلس سوف تنتج الكتاب المسموع فى طرابلس وتقوم بتوزيعه، وجمعية الكفيف فى بنغازى، مشيرة إلى أن المشروع بأكمله مجانى، سواء المجلة الإلكترونية أو الكتاب المسموع. وقالت "هالة" هناك ما يُقدَّر بملايين المكفوفين فى مصر وليبيا، والعدد فى تزايد سنوى، على حين لا تضع وزارتا الثقافة والهيئات الأدبية فى مصر وليبيا المكفوفين ضمن خططهم الثقافية، إذ لا يقع تحت أيدى المكفوفين إلا مواد تعليمية لاجتياز العام الدراسى، وعليه قررت مجلة البوتقة أن يتضمن هذا المشروع إصدار عشرة آلاف نسخة من كتاب مسموع يضم القصص المترجَمة لخدمة المكفوفين فى مصر (القاهرة) وليبيا (بنغازى وطرابلس)، وهكذا تفتح مجلة البوتقة صفحة جديدة فى مسيرتها الأدبية مدمجة عملها الثقافى فى المشهد المجتمعى من أجل خدمة فئة من المجتمع تفتقر إلى أية مواد أدبية ذات قيمة للاطلاع عليها. هذا الكتاب الأدبى هو أول كتاب أدبى مسموع على الإطلاق لخدمة المكفوفين فى الوطن العربى، وسيتم على نطاق دولتين. وعن المبدعات المشاركات فى قراءة القصص باللغة العربية، هم: فيروز التميمى، الأردن/السويد، إيمان حميدان، لبنان/فرنسا، جاكلين سلام، سوريا/كندا، ميرال الطحاوى مصر/أمريكا، منصورة عز الدين مصر، فاطمة غندور ليبيا، غالية قبانى سوريا/بريطانيا، إيمان مرسال مصر/كندا، عالية ممدوح العراق/فرنسا، سحر مندور لبنان/مصر، سمر يزبك سوريا/ فرنسا، هالة صلاح الدين مصر /بريطانيا.