سُبات الناس نائمون في المدينة النائمة التاريخ ملتفٌ علي نفسه مرميّ علي الناصيةِ و نائمٌ؛ في المدينة النائمة الشوارعُ، المنازلُ، الأرصفةُ مصابيحُ الإضاءة.. نائمةٌ أيضاً. إنه نوم النوم.. كل شيءٍ نائمٌ كل شيءٍ نائمٌ و الأعداءُ هم وحدهم المستيقظون يحرسونَ هذا السُبات. المايسترو المايسترو الذي يقطّعُ الأُفقَ بعصاه الحديدية أصواتُ جوقته الجُثث، تسقط ككرباج يحفرُ أنفاقاً في ظهورنا ها أنا أسمعُ وقعَ طبولِ موسيقييه الذين بكلِ حماسةٍ يقرعون بمطارقهم الحديدية، كلُ ضربةٍ تفتحُ هوةً كبيرةً في هذه الأرض. أري الدماءَ تسيلُ من آذان الجمهورِ الذي أُدخل عنوةً المايسترو يواصلُ تقطيعَ الأفق بعصاهِ الحديديةِ، بينما يرتفعُ منسوبُ الدماء التي تُوشكُ إغراقَ الجميع. أيها المايسترو المسخ أيتها الجوقةُ الجثثُ من كتبَ لكم هذه النوتة؟ من أعطاكَ هذا الحق يا مايسترو الخراب! دورة مياه كلما اعتقدنا أن الاستراحةَ قريبة وجدناها قذرة المسافةُ جِدُّ طويلة، ولا استراحة لا استراحة في هذا الطريق.