أقام مختبر السرديات بمكتبة الاسكندرية بالتعاون مع الرابطة العربية للقصة القصيرة جدا، مؤتمرا ناقش علي مدي ثلاثة أيام مفهوم هذا النوع الأدبي، وذلك بحضور مبدعين من عشر دول عربية من: مصر والمغرب وتونس وسوريا وفلسطين والسعودية واليمن وعمان وليبيا والأردن المؤتمر حاول أن يقدم دراسات نظرية ونماذج حية للقصة القصيرة جدا، من خلال أكثر من ورشة تم تنظيمها، ضمن فعاليات المؤتمر، الذي حقق نسبة مشاركة لافتة للنظر، كما كان جادا في طرحه لسلبيات وإيجابيات هذا النوع، الذي من الممكن أن يستسهله البعض، فيقدم نماذج رديئة. الأديب منير عتيبة رئيس مختبر السرديات ألقي كلمة أوضح فيها أهمية هذا النوع الأدبي: " أنه عالم السرد الذي يقدم لنا نفسه كل مرة في ثوب جديد ليصبح الحكي اكثر اتساقا وتوافقا مع الواقع الذي نعيشه أو يعيش فينا، لذلك فإن مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية سيظل علي الدوام حريصا علي أن يكون في مقدمة مشهد هذا العالم، إنه ذلك الكيان الذي يهتم بالسرد في كل صوره، لاسيما ما يكون موازيا للتطورات الجديدة ومبينا للأشكال الحديثة وتطوراتها، ولهذا السبب علي وجه التحديد يبدأ المختبر مؤتمراته التي يركز فيها علي تلك الأشكال محتفيا بها ومناقشا لجوانبها الإبداعية، ومن جانبه أعتبر د. خالد عزب مدير المشروعات بمكتبة الإسكندرية، أن إقامة هذ النشاط يأتي من خلال دور المكتبة الساعي دائما نحو كل متطور، من هنا فإنه لا يبدو غريبا أن تنظم المكتبة فعاليتها حول هذا النوع من السرد المتجدد، الذي يوازي في تعبيره المجتمع الحديث وتطورات وعيه. و كان موفقا أن يتم إحتيار الروائي مصطفي نصر لتكريمه في الدورة الأولي، وأن يطلق اسمه علي هذه الدورة، تقديرا لرحلته الطويلة مع السرد، وقد نشر روايته الأولي " الصعود فوق جدار أملس" 1977، وتلاها: الشركاء، جبل ناعسة، الجهيني، والعديد من الروايات، أما مجموعاته القصصية فمنها: الاختيار، الطيور، حجرة وحيدة. ودار المؤتمر في ثلاثة محاور، الأول بعنوان " المداخل النظرية للنوع الأدبي في القصة القصيرة جدا" وفيه ناقش الأبحاث التالية: "تقنيات القصة القصيرة جدا وعناصرها" د. أحمد جاسم الحسين، " إشكالية القصة القصيرة جدا.. كمين الجاذبية نموذجا" سيد الوكيل، " القصة التوتيرية مدخل نظري" د. معجب العدواني، أما المحور الثاني فدار حول " القصة القصيرة جدا وموقعها في تطور النوع السردي" من خلال هذه الأبحاث: " مقاربات نقدها في الوطن العربي" د. جميل حمداوي، " التطور الأدبي" د. محمود الضبع، " القصة القصيرة جدا بين الفن والانزياح" د. زينب العسال، في حين أنصب المحور الثالث حول نصوص وأدباء أجادوا في هذا النوع الأدبي.