آمال عويضة في الفترة من3 إلي5 ديسمبر2013, استضافت مكتبة الإسكندرية مؤتمرها الأول للسرديات الدورة الأولي القصة القصيرة جدا: دورة الأديب مصطفي نصر. والذي جاء تنظيمه كأولي ثمار التعاون بين مختبر السرديات والرابطة العربية للقصة القصيرة جدا بالمغرب, وشارك فيه عدد من المبدعين والنقاد والمتابعين للقصة القصيرة جدا أو ق.ق.ج اختصارا علي شبكات التواصل الاجتماعية- من مصر والمغرب وتونس وسوريا وفلسطين والسعودية واليمن وعمان وليبيا والأردن. شهد جلسة الافتتاح كل من د.خالد عزب; رئيس قطاع الخدمات والمشروعات المركزية بمكتبة الإسكندرية, والأديب منير عتيبة; المشرف علي مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية, والروائي السكندري الكبير مصطفي نصر, والباحث والناقدالمغربي محمد محقق, كممثل عن الرابطة العربية للقصة القصيرة جدا. وإلي جانب الاحتفاء بالمبدع مصطفي نصر, بإطلاق اسمه علي دورة المؤتمر الأولي, لم ينس المشرفون الدعوة للوقوف دقيقة حدادا علي روح الأديب الكبير الراحل محمد الجمل, وتكريم الكاتبين المصريين شريف سمير وطارق إمام الفائزين بجائزة متحف الكلمة الإسبانية للقصة القصيرة جدا, لعامي2012 و2013 علي التوالي, فضلا عن الإعلان عن صدور عدة مطبوعات تتناول القصة القصيرة جدا ونماذجها. ميلاد المؤتمر يعود الفضل في طرح فكرة المؤتمر إلي رابطة القصة القصيرة جدا التي تم إطلاقها عبر الإنترنت والمدونات وموقع الفيسبوك في مارس2013, وتبعتهااستجابات سريعة بتأسيس روابط مشابهة من جانب مبدعي القصة القصيرة جدا علي امتداد الوطن العربي, والتي تولت الدعوة للمشاركة واختيار الكتاب والنقاد المشاركين, بالتعاون مع مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية. المختبر في مناقشته وتبنيه لهذا النوع الحديث إنما يسعي لرصد كل الأصوات للتأسيس لنوع سردي يقترب من كونه انعكاسا للعصر الحديث, مشكلا كيانه النقدي الخاص الذي يتجلي في الأوراق البحثية للنقاد المشاركين والمشاركات الإبداعية للممارسين, لتكتمل الخطوة الأولي المدروسة بعيدا عن الفردية والتشرذم والغموض. وهو ما رصده د.خالد عزب بقوله: إن مكتبة الإسكندرية في دعمها لمختبر السرديات تقوم بدور علي جانب كبير من الأهمية في محاولة إيجاد الصيغ المناسبة لدعم الاتجاهات الإبداعية الجديدة وفي الوجود في المشهد الأدبي بالطريقة التي تجعل من الإبداع جزءا من وعي الإنسان المعاصر بحياته ومتغيراتها. جلسات ونقاشات علي امتداد الأيام الثلاثة, شارك المبدعون في قراءة نصوصهم القصيرة جدا في أمسيتين, فضلا عن ورشتي كتابة آنية سمحت للحضور بكتابة قصص قصيرة جدا حول أفكار تم طرحها في اللحظة نفسها, دون إعداد مسبق من المشاركين. كما دارت الجلسات النقدية الأربع الأساسية للمؤتمر حول المحاور التالية: الجلسة الأولي: المداخل النظرية للنوع الأدبي في القصة القصيرة جدا الجلسة الثانية: القصة القصيرة جدا وموقعها في تطور النوع السردي الجلسة الثالثة: القصة القصيرة جدا وجماليات الأداء السردي الجلسة الرابعة: القصة القصيرة جدا: دراسات تقنية تطبيقية وإلي جانب عشاق ومبدعي القصة القصيرة جدا, لم يخل المؤتمر من معارضة لهذا الشكل الجديد, ومنهم: الناقد السعودي د.معجب العدواني, والذي ذكر في ورقته النقدية بعنوان القصة التويترية أن التقنيات الحديثة تشكل خطورة علي أدب القصة, وأن عدد الحروف المحدود تسبب في غموض الرؤية عند المتلقي, مؤكدا أن الرواية سوف تبقي الأقوي في حقل الأجناس الأدبية, وأن انتشار القصة القصيرة جدا لا يعني أنها سوف تسود, لأنها عاجزة عن طرح فكرة أو استيعاب قضية, وهو ما رفضه غالبية الحضور مؤكدين أن للقصة القصيرة جدا حضورها وتميزها وإبداعها, مع عدم موافقتهم علي أن كثرة المقبلين علي كتابتها لا يعيبها, رافضين مصطلح القصة التويترية, وإن كان التويتر قناة إبداعية ووسيلة نشر لها بصمة في حياة كثير من المبدعين والقراء. وقد أشار البعض إلي أن القصة القصيرة جدا فن له جذوره التي تبدت في كتابي جبران خليل جبران: المجنون والتائه, وأن ارنست همنجواي أول من أطلق مصطلح القصة القصيرة جدا علي إحدي قصصه عام1925, وكانت قصته تتألف من ست كلمات فقط للبيع حذاء لطفل, لم يلبس قط. كما مارسها مبدعون عرب دون تصنيف, ومنهم: يوسف الشاروني, ونجيب محفوظ, ومحمد زفزاف. ويري نقاد معاصرون أن القصة القصيرة جدا تدين بمولدها وتشكلها إلي التقدم التكنولوجي المتسارع في العقدين الماضيين, فضلا عن ظهور الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي التي تركت آثارها علي اللغة وساهمت في تغييرها ووصمها بالقصر والسرعة مع دقة الهدف وبراعة التصويب وتفرد التشكيل, وإن اختلفوا في تسميتها ما بين لوحات قصصية, وومضات قصصية, ومقطوعات قصيرة, وبورتريهات, وقصص, وقصص قصيرة, ومقاطع قصصية, ومشاهد قصصية, وأقاصيص, وفقرات قصصية, وملامح قصصية,وخواطر قصصية, وإيحاءات, والقصة القصيرة الخاطرة, والقصة القصيرة الشاعرية, والقصة القصيرة اللوحة, والقصة اللقطة, والكبسولة, والقصة البرقية, وحكايات, ولقطات قصصية, والقصة الومضة, والتخييل القصير جدا, والقصص المختصرة أو المختزلة, أو ما يشار إليها تشفيرا( ق.ق.ج)