مصر بعد الثورة تختلف كثيراذ عن مصر قبل الثورة فاللحظة فارقة والأمر جد خطير والمرحلة التي يمر بها الوطن تغلي في بوتقة الدماء فأين نحن من مرآة الضمير- فالمرحلة تنامزدمعة علي أهداب العيون تمزق منا الشراع والمجداف والبدن فأين الثقافة من ذاك الوطن فهيا ننهض بهذا الشعب العظيم ثقافيا وعلميا وسياسيا، كي ننبذ التطرف والعنف واللامبالاة ، هيا نهتم بقصور الثقافة فنجعلها مشكاة في عين الظلمة ومئذنة للضوء الخالص علينا أن نتحرك بعمل قوافل تجوب أرض مصر كي تتلاقح الأفكار والرؤي ونهدم أسوار اليأس ونكنس صدورنا من الهواء الفاسد ونغسل مرآة الضمير الحي من العناكب والغبار كي يعود الوطن بهيا ونحتويه بألف ذراع وندثرة بعباءة النبض. والثقافة في مصر علي الهامش- وهذا أمر مرفوض وكفانا من ثقافة (المكروباص والأغنيات الهابطة والفهلوة والتنطع والغش). والثقافة في مصر يجب أن تقوم بدورها الفعال كي يزيد ترمومتر الوعي ونرصد جوائز للموهوبين في كل قصر ثقافة من أسوان إلي الإسكندرية ونرسل قوافل للمبدعين تجوب محافظات مصر وتوضح معني الكلمة والإبداع معني الأرض والنبض والوطن، معني البوح والتسامي والتسامح والمناجاة. -نحن في أزمة ثقافة الآن كيف نصل بأنفسنا إلي ثقافة القتل وكيف ندق أوتادنا في التشتت والتشظي والندم (إنه قانون الغاب) الآن تبكي الأرض منا خجلا وتغيب في العظام حرجا أبديا، لأن الثقافة لم تقم بدورها الفعال والمؤثر ولأن الثقافة لا تقل أهمية عن المأكل والمشرب والملبس بل أن الثقافة بمثابة الروح التي تقطن في الجسد بمثابة الضوء في لجة الروح والسراج بمثابة الشمس في كبد الحقيقة بمثابة الوطن الشامخ كالنخيل في خلايا الدم. فهيا نشمر عن سواعدنا ونفتدي مصر الحضارة والتاريخ مصر المستقبل والأمل مصر التاج علي جبين العالم مصر الجغرافيا والتاريخ والنضال. والثقافة هي المحك الأول في الثورة الحقيقية كي نحافظ علي مصر من الانزلاق في هوة الخلاف والعنف والتطرف والفتنة حتي لا تذهب ريحنا ونجتر الحنظل في كهف الموات . علينا أن ندرك ذ من ألف نافذة أن الثقافة هي القوة الناعمة ومنارة الفكر منذ عهد الفراعنة إلي البطالمة ومكتبة الإسكندرية خير شاهد ودليل والوقت قد حان لرجوع الثقافة إلي عهدها الأفضل والأبقي.