د. مينا بديع عبدالملك وُلدت سيزا نبراوي » أو زينب محمد مراد « في 24 مايو من عام 1879 في إحدي قري السنطة بمديرية الغربية، ولم تكد تبلغ شهرها العاشر حتي انفصل والدها عن والدتها، فكفلتها بنت خالة أمها عاديلة هانم نبراوي ومنحتها لقب العائلة (نبراوي). التحقت وعمرها 26 عاما بالاتحاد النسائي وبعد عامين تولت مسئولية رئاسة تحرير مجلة المرأة المصرية الصادرة عن الاتحاد النسائي باللغة الفرنسية. هي أول من دعت المحيطين بها إلي مقاطعة البضائع الأجنبية ، وكانت تقف هي وزميلاتها أمام المحال التجارية يدعين الناس لعدم الشراء منها، وكانت النتيجة السريعة لحملتها هي إغلاقت المحال الأجنبية أو التي تتعامل مع البضائع الأجنبية، وبالحماس نفسهت خطت خطوة أخري لمساندة إنشاء بنك مصر وهو أول بنك مصري وقتها في مواجهة البنوك الأجنبية. كما كانت ضد هجرة اليهود إلي فلسطين. كانت رائدة من رائدات الحركة النسائية في مصر منذ عام 1919 فلقد اشتركت في تنظيم وقيادة أول مظاهرة نسائية عام 1919 ضد سلطات الاحتلال الإنجليزي. كما عرفتها الحركة الوطنية عام 1951 حين طالبت بتكوين لجنة المقاومة، كما عرفت حركة السلام التي نشطت في تلك الفترة برئاسة الصحفي المعروف يوسف حلمي وزميله سعد كامل، الذي أشرف علي مجلة الكاتب لسان حال حركة السلام. وكانت سيزا نبراوي موضع تقدير مناضلي تلك الفترات، كما أعادت تكوين لجنة المقاومة داعية للوقوف في وجه العدوان الإنجليزي الفرنسي الإسرائيلي علي مصر عام 1956. لقد تحولت من مجرد فتاة ريفية تقليدية مثقفة إلي إنسانة صاحبة رسالة ودور في وطنها في فترة اتسمت بالغليان هي فترة الأربعينيات من القرنت العشرين، كما كانت وراء صدور قانون تحديد سن زواج الفتيات ب 16 سنة، عندما كانت الفتاة تتزوج في عمر صغير، وأصبح لها شهرةت وسمعة تتشرف بهات المرأة المصرية علي المستوي العالمي. حصلت علي الكثير من الأوسمة والجوائز منها وسام لينين من الاتحاد السوفيتي عام 1970 ووسام الكمال من جمعية هدي شعراوي عام 1971مما حدا بهيئة الاستعلامات المصرية أن تصدر كتابا عنها بوصفها واحدةً من رائدات الحركة النسائية في مصر. كان أول إختبار حقيقي واجهته بمفردها بعد رحيل هدي شعراوي معركة دخولها الإتحاد النسائي الديمقراطي العالمي الوحيد في ذلك الوقت الذي حدث وحضرت مؤتمره عام 1923 في روما مع أول وفد نسائي مصري كان مكوّناً من هدي شعراوي وسيزا نبراوي ونبوية موسي، وعند عودتهن قرّرت هدي شعراوي مع سيزا نبراوي مواجهة المستقبلين لهنّ في محطة القاهرة سافرات الوجه. ومنذ رحيل الرائدة هدي شعراوي مع مرور الأيام، ومن خلال مواقفها القوية أصبح إسم سيزا نبراوي يتقدّم أشهر الزعيمات النسائية في العالم. قال فيها الزعيم جمال عبد الناصر: (إذا كان صوت سيزا نبراوي يشرّف وطنها أمام العالم، فإن وطنها يتشرّف بإسمها أمام المصريين). وكان من رأي الزعيمة الراحلة أن المرأة لا تستطيع كسب أي جولة إلا بمساندة الرجل، فالرجل المثقف الذي يرغب بالإرتفاع بمستوي مجتمعه يعلم جيداً أن الإرتقاء بالمرأة معناه النهوض بالمجتمع كله. رحلت زينب محمد مراد أو سيزا نبراوي عن عالمنا في الرابع والعشرين من فبراير عام 1985 ، وتركت وراءها موسوعة من الذكريات تصلح لأن تكون منهجاً كاملاً لمدرسة الأجيال القادمة من النساء والرجال.