في قصتي الكسوف التي تناولت كسوف الشمس في الثاني من أغسطس 1999 قرأ راوي القصة وهو عائد بالطائرة من دمشق إلي القاهرة عموداً علي الصفحة الأخيرة من إحدي الصحف بعنوان »كسوف العالم العربي« أعلن فيه أن العالم العربي سيظل في حالة كسوف ما لم تتحقق عشرة شروط : القضاء علي الأمية الأبجدية والثقافية ثورة علي نظامنا التعليمي القائم علي التلقين والحشو والقهر ، ليحل نظام تربوي يتكامل فيه العقل والجسم والوجدان .. إيجاد المجتمع العلمي. مزيد من جرعات الديمقراطية لحكوماتنا وأحزابنا العربية .. معالجة الترهل السكاني فكثرتنا ليست قوة بل سمنة مرضية .. حل مشكلتنا الإدارية التي تعاني من الفجوة وربما الهوة بين التقنين والتنفيذ ، بين التنظير والتطبيق ، بين الرأس والجسد ، بين الأقوال والأفعال .. القيام بثورة سلوكية يتضافر فيها التعليم والإعلام ودور العبادة وهيئاتنا الثقافية نمارس النظافة فقمامة الشوارع قمامة العقول ، ومستوي نظافة دورات المياه العمومية دليل علي مستوي حضارة الشعوب. نحترم النظام ، فلا يدفع القوي الضعيف في حام المحلات والمواصلات وولائم الأفراح. أن يكون الكبار قدوة للصغار في احترام القانون لا اختراقه. الانتقال من مرحلة التوقيت الزراعي القائم علي فصول السنة الأربعة إلي توقيت الفمتو ثانية القائم علي كسر مليارات الملايين من الثانية. المسئولون يستجيبون لشكاوي المظلومين والمحتاجين عملاً أو حتي قولاً ، فيستيقظ الشعور بالانتماء. ثم وضع الكاتب الصحفي بين قوسين هذه الكلمات (أعرف أكثر من رئيس هيئة حكومية يتجاهل الرد علي مكالمات ومكاتبات عبيده المتعاملين مع هيئته وطلبات مقابلته إعتقاداً منه أن هذا السلوك المتخلف لزوم الهيبة والرياسة). ثم أنهي عموده بقوله : أما مشكلة العبور من التنفيس إلي التنفيذ فهي الظل الساقط علي عالمنا العربي . وقد نشرت هذه القصة بصحيفة الأهرام في يناير 2002 ، وقامت ما يطلق عليها ثورة يناير 2011 ، وما تزال ثورتنا تنفيس لا تنفيذ .