أحمد رجب أين هم أدباء مصر؟!! أين النخبة الحقيقية من رواد الادب والفلسفة والفكر؟!!.. أين رموز التنوير والفكر والابداع؟!! أشعر بل أكاد أجزم أن الغالبية منهم قد أخذوا مضاجعهم خلف كواليس المشهد الراهن المتردي الباكي!! هذا المشهد الهزلي الذي يتصدره عجائز القول والفكر وبقايا المبدعين وأنصاف الموهوبين!!.. ان مصر الآن في أمس الحاجة الي من هم أعلم ببواطن الأمر ومواطن الألم!!.. وهؤلاء لن تجدهم بين صفوف الساسة أو زمرة المستشارين أو جبهة المنقذين أو ممن يطلقون علي أنفسهم مصطلح خبراء استراتيجيين!!.. نحن يا سادة في أمس الحاجة الي المفكرين والعلماء المصريين الحقيقيين وليس المتحولين الكومبارس الذين سئمنا من أدوارهم!!.. ان كلمة السر في اصلاح هذا الوطن لن تكون إلا من خلال خارطة طريق يحدد معالمها ويرسم اطارها مبدعو هذا الوطن ورواده من أهل الفكر والفلسفة والرأي والخبرة!!.. انني أسوق هذا الرأي بناء علي ما ساقه التاريخ من أمثلة عديدة تؤكد بما لا يدع مجالا للشك ان المبدعين من الكتاب والأدباء والفلاسفة كانوا دوما حجر الزاوية في عمليات الاصلاح والتنوير وحجر الزاوية أيضا في الثورات والحروب والانقلابات التي أطاحت بالفساد والاستبداد والطغاة!!.. وبناء عليه فانني اتفق كل الاتفاق مع المحاور والمبدع الكبير مفيد فوزي الذي خص احدي الفضائيات الشهيرة منذ أيام بحوار خاص أكد فيه أن ثورة الخامس والعشرين من يناير كانت في حقيقتها ثمرة كفاح أدبي وثقافي طويل قاده الكبار من علماء وأدباء ومفكري مصر!!.. ولكن أين هؤلاء الآن؟!!.. بل أين تلاميذهم ومن ساروا علي دربهم كي يقودوا هم مسيرة الاصلاح والتنوير والعبور من الأزمة حتي ولو بالتعليق علي الأوضاع أو بكتابة المقالات أو تقديم المشورة والاطروحات!!..ان الساحة الآن أراها تكاد تكون خالية من هؤلاء اللهم سوي النزر اليسير الذين تذرف عيونهم دموعا حقيقية علي أوجاع مصر وأحوالها ولكن الدموع وحدها لا تكفي بل لابد من المشاركة الحقيقية الفعالة التي سوف تكون بمثابة وميض البرق في ليالي شتاء مصر التي طالت كثيرا بعد ثورة الربيع المصري!!.. تعالوا نفتش عن هؤلاء المبدعين ونحثهم علي التضافر والظهور من أجل رفعة هذا الوطن.. تعالوا نشعل الطاقات ونستثمر مواردنا مهما كانت محدودة!!.. يقول عملاق الأدب العربي عباس محمود العقاد عن الفيلسوف والمبدع الشهير جان جاك روسو وهو مفجر الثورة الفرنسية وأحد مبدعي فرنسا الكبار ويقول عنه "لقد كان روسو.. عود كبريت.. أحرق المدينة" .. ومصر تزخر دوما بالمبدعين والعلماء والموهوبين الذين يملكون أقلاما يشعل حبرها الهمم ويحرق اليأس ويقفز علي كل المحن!!