استمرت سلسلة الجوائز في تحضيراتها حتي اللحظات الاخيرة ومن أحدث ما أصدرته رواية اكتاب الزنوج« التي تستمد عنوانها من وثيقة تسجيل العبيد الأفارقة الرسمية التي حررها موظفو البحرية البريطانية عام 1783، وذلك قبل أن تضع الحرب الأهلية الأمريكية أوزارها بقليل. ولقد تضمنت هذه الوثيقة وثائق السفر لحوالي ثلاثة آلاف من الزنوج العبيد الذين يتطلعون إلي الفرار من نيويورك إلي كندا لكي يصبحوا أحرارًا، وبطلة هذه الرواية واحدة من العبيد، وهي الراوي العليم لدي مؤلفها »لورانس هيل«، تحكي رحلتها كاملة من العبودية إلي الحرية بوقائعها المفزعة أمام مناهضي الرق بدايةً من رفض البريطانيين السماح لعامة الزنوج بالسفر من أراضي المملكة والتزامهم فقط بالسماح بسفر العبيد الواردة أسماءهم في »كتاب الزنوج«.في رواية »كتاب الزنوج« سيبتكر زلورانس هيلس طُرقًا جديدة في السرد تستوعب كلَّ معاناة العبيد خلال رحلتهم الشاقة والمؤلمة والطويلة نحو الحرية، تستوعب دون سوداوية قاتمة كلَّ المشاهد المؤذية للتعذيب النفسي والجسدي الذي نالوه، ولا يسع القارئ بعد أن يصل إلي نهاية صفحات الرواية إلا أن يردد: يا لها من رحلة! لا يمكن وسمها أو وصفها بغير عنوانها.. »كتاب الزنوج«.تقدم السلسلة أيضا رواية »هناك حيث النمور في أوطانها «رواية ضخمة تتألف من اثني وثلاثين جزءًا، ينفتح كلُّ جزءٍ منها علي فصلٍ من سيرة »اثنا سيوس كيرشر« غير المنشورة والتي تحوي العديد من القصص التي تتقاطع وتتابع دون وجود صلة ظاهرة بينها، كقصة إيلانس المرسلة في بحثٍ إلي الغابة والتي اكتشفت قبيلة بدائية متواجدة في العالم منذ مئات السنين لكنها لم تزل تستعمل اللغة اللاتينية عند أدائها لطقوسها الدينية، أو قصة الأب الأول لعلم المصريات والبراكين ومخترع المجهر والفانوس السحري، وعالِم الرياضيات الذي تمكن من حساب أبعاد سفينة نوح وبرج بابل وهيكل سليمان، واللغوي الذي يتقن العديد من لغات العالم، وعالم الفلك، والرحالة العظيم الذي يبحث في اتجاه الأبدية.إن رواية زهناك حيث النمور في أوطانها والتي تشبه سِفرًا موسوعيًّا ضخمًا والتي يلهو مؤلفها جان ماري بلاس دو روبليسس بمراجع العالم الشهيرة تتكشف أمامنا فصولها فصلاً إثر فصلٍ، ليرتسم أمام أنظارنا كما في أرواحنا الوجه الذي لم يخطر علي أذهاننا.. وجه الجوهرة النقية الباروكية، التي تربط الحياة بالمعارف والحقيقة بالخرافة والتوقع والإنتظار بالغموض والأحاجي، كما لو أن الكون كله كون بطل الرواية إليازار فون ووقوس كان علي شِفا الإنفجار الكبير في هذه الرواية الجريئة والساحرة.كما صدر عن السلسلة أيضا الترجمة العربية لرواية اوبني لها معبدب للروائي الألماني سيجفريد أوبرماير الحائز علي جائزة شيلزهايم عام 1987، وقام بنقلها للغة العربية أشرف نادي، وتقع الرواية في سبعمائة وثمانين صفحة. زوبني لها معبداس رواية تاريخية تدور أحداثها في البلاط الملكي وكواليس الحكم ومفردات الحضارة التي أذهلت العالم، الألقاب والمسميات، الخصائص والرموز، العقائد الملكية، وعادات وتقاليد المجتمع، وذلك من خلال قصة حب قديمة وبالغة العذوبة بين ابنة رمسيس ميريت آمور والفنان النحات الذي كلف بعمل تمثال للأميرة فأحبها وأحبته متمردين علي نواميس شديدة الصرامة. ولقد أهدت قصة الحب هذه لمصر واحدًا من أجمل معابدها علي الإطلاق بوادي الملكات بالبر الغربي بطيبة الأقصر حالياً، ولقد أراد رمسيس أن يبني له النحات الموهوب معبدًا لزوجته الجميلة نفرتاري، ولكن النحات بناه بهذا التفرد ليهديه إلي محبوبته التي لم يشأ القدر أن تكتمل قصة حبه معها.