الباحثون عن جوهرة الأفعي السبت: يخرج الرجل البسيط عصر كل يوم ليعزف لحنه الجميل الي الأفعي فيطربها، لتلقي إليه بالجوهرة الثمينة، فيأخذها ويذهب ليبيعها، ويضبط علي ذلك ايقاع حياته ومعيشته. وذات يوم مرض الرجل فأرسل ابنه ليعزف للأفعي، ولم يكن ماهرا ولا مقتنعا بذلك فكانت الأفعي ترفض أن تلقي اليه بالجوهرة، فلم تكن منسجمة معه، فاغتاظ الابن، فكل محاولاته تفشل معها، فإذا به ينقض علي الأفعي بفأسه يقطع ذيلها، فما كان منها إلا أن هجمت عليه وقتلته.. وبعد حين.. عاد الرجل الأب ليعزف لحنه للأفعي. لكنها خرجت اليه لتقول له: «لا أنا ح انسي قطع ذيلي، ولا انت ح تنسي موت ابنك»(!!!). هذه القصة بدلالتها الحكيمة، الرابضة في أعماق المأثور الشعبي، تصور - في تصوري - ما يحدث في المشهد الراهن.. حين أنظر اليه وأراه - وغيري كثيرون - بالصورة الأعم. ثأر.. انتقام.. انتقاص.. ضغينة.. حقد.. دين وديناميت.. فقر فكر.. وفكر فقر.. دماء وأحشاء.. أبيض وأسود.. قبح أكثر من جمال.. عذاب يطغي علي عذوبة.. ألم يخنق أملا.. حلم لا يتم ولا يتحقق.. وان تحقق فهو خادع.. حقيقة تائهة في واقع مخادع.. أيام أطول من ساعاتها.. كوابيس تجهض النواميس.. مصابيح تطفئها الخفافيش.. زحام مرعب في كل شيء وفي الزحام لا أحد يسمع أحدا.. نميمة وشك ويقين مراوغ - ان وجد - فتن من حيث لا نحتسب.. بقرات عجاف أكثر من السمان.. التهام.. وعدم إلتئام.. جوع فكري.. وجمهور سياسي متوحش فكيف نطعمه قطعة شيكولاتة؟! كيف لقرص اسبرين أن يعالج السرطان..؟! فصائل تتقاتل علي طريقة »الجنازة حارة........«.. لا فواصل للتواصل.. وليس الذئب يأكل لحم ذئب ويأكل بعضنا بعضا عيانا!.. انفجار.. انشطار.. انهيار.. أنهار من التهديد والوعيد.. مربعات متناحرة.. ومرايا غير متجاورة.. حرف «الراء» سيظل يشطر كلمة «حب» مع أنها حرفان فقط! أيها »الثأر«.. الي متي؟ والي متي ستظل الأفعي تقول لعازفها »لا أنا ح أنسي قطع ذيلي، ولا انت ح تنسي موت ابنك«. أيتها »الجوهرة« أنت سر الانشطار.. أيتها »الجوهرة« كم من الجرائم ترتكب باسمك.. أيتها »الجوهرة« اطفئي بريقك.. فالبريق حريق.. وكفانا احتراقا واختراقا. أيتها »الأفعي« عودي الي جحرك.. أيها »العازف« احتطب وأشعل نورك لا نارك.. وكفاك كسلا.. وموتا.. ان في الموت حياة!! يا «ابن الخطاب».. أعزّيك!! الأحد: (1) علمني « عمر بن الخطاب » ان الكمال الانساني يمكن ان يتجسد بشرا سويا، وينهض علي قدمين.. وان الانسان في المجتمع المعاصر يسهل عليه أن يبتعد عن ازدواج الشخصية، فلا يقسم علي ذاته، فيضع احدي قدميه هنا، والقدم الأخري هناك! (2) علمني » عمر بن الخطاب « انني عندما أوثق عراي بالله، وأسلس خطاي وراء رسوله الكريم، فلا بد أن أمشي ثابت الخطي فوق صراط العدل والفضيلة والواجب، وبالتالي لا أقبل أنصاف الحلول، ولا أنام علي ضيم لحظة من ليل أو نهار! (3) علمني » عمر بن الخطاب « أن أنشغل دائما وأبدا بعلامة استفهام، لاتغفل ولاتنام، متجسدة في ست كلمات: ماذا تقول لربك غدا اذا أتيته!! (4) علمني »عمر بن الخطاب « ألا أشتري كل ما أشتهي ، وقد مر ذات يوم فرأي رجلا يأكل لحما، وفي اليوم الثاني رآه يأكل حلوي ، وفي يوم ثالث ورابع وخامس ، رآه علي نفس الشاكلة ، فاستنكر فعله، ونهره بكلمته المشحونة بألف معني ومعني : ( أكلما اشتهيت اشتريت)!!. (5) علمني » عمر بن الخطاب « ان العظمة لا تأتي من خارج النفس ، انما هي تنبع من داخل النفس، ولا يمكن للانسان الحقيقي ان يجد راحة نفسه وغبطتها الا في البساطة المتناهية وفي الحياة بين الناس .. لا فوق الناس! (6) علمني » عمر بن الخطاب « ان المسئولية لا تتجزأ فليس هناك مسئولية صغيرة، وأخري كبيرة، وثالثة فوق مستوي العادة ، وان الانسان لابد ان يقبل علي المسئولية في مثل عزم المرسلين! (7) علمني »عمر بن الخطاب« أن البساطة الحقيقية تكشف الحماقة الكبري التي يخوض فيها كل من يأخذه الزهو بمنصب يناله أو ثروة يجمعها.. فما كل هذا إلا عبء ثقيل يحمله المخدوعون وهم لا يشعرون! (8) علمني »عمر بن الخطاب« كيف أحس بآهة المظلوم وهمهمة صاحب حق ضائع! (9) علمني »عمر بن الخطاب« ان الغني غني النفس! وكيف "يكون الانسان .. انسانا! و كيف يظل الانسان انسانا!" (10) علمني أمير المؤمنين كيف يكون المؤمن أميرا! (صفر...) لكننا يا بن الخطاب . لا نزال عاجزين ، عن أن نحولك الي( مؤسسة اجتماعية) لتكون أنت فينا: ألف ألف عمر!!!. لذة التلقي.. والثقافة والمسدس! الثلاثاء: أحرص علي حضور الندوات والأمسيات الثقافية - ما استطعت إلي ذلك سبيلاً - انتقل بين خرائط الإبداع المصري والعربي والإنساني عموماً هل نحتاج إلي اعادة رسم هذه الخرائط علي الأقل في الأربعين عاماً الماضية؟ هذه ضرورة؟.. أتحاور مع حملة مشاعل التنوير والاستنارة، أتحسس أشواق المثقفين، أتسمع أصوات المبدعين، أصغي إلي حنين محبي الآداب والفنون إلي الصدق والبراءة أتلمس عذابات وعذوبة الذين يؤمنون بثورية الثقافة ومقدرتها علي تحريك المجتمع من »التثوير« إلي »التنوير«. هي بالتأكيد.. لذة الإصغاء.. لذة الحوار.. لذة النص.. لذة الإبداع.. لذة التلقي .. أن تجري محاورة حية بين أحياء.. أخذ وعطاء.. فعل ورد فعل.. سؤال ينجب جواباً.. وجواباً يستدعي ثقافة الأسئلة. من اتيليه القاهرة بوسط البلد.. إلي جمعية السرد العربي بالدقي.... إلي مركز رامتان بالهرم.. إلي دار الأدباء ونادي القصة بشارع قصر العيني.. إلي اتحاد الكتاب.... إلي أجواء المجلس الأعلي للثقافة.. إلي الصالونات الثقافية الخاصة.. إلي المنتديات العامة.. إلي المؤتمرات.. كلها وغيرها تشكل طبقات ثقافية بعضها من بعض.. تتجاور وتتحاور وتتخالف وتتوافق.. كلها وغيرها تمثل رصيداً فكرياً يؤتي أكله دائما ولو بعد حين.. وكلها وغيرها تتمثل دور الثقافة الأساس والتأسيس في بنية المجتمع والناس والزمان والمكان والإنسان... كلها وغيرها تشعل مصابيح لا تقبل إلا التوهج حتي حد الاحتراق.. وكم يحترق المثقف الحقيقي الأصيل (راجعوا الذاكرة الثقافية التاريخية والتأريخية عبر الأزمنة والأمكنة). أطلق البصر والبصيرة جغرافياً لتري النوافذ الثقافية والمنافذ الفكرية هنا وهناك.. وما عادت الجغرافيا حواجز.. فقط بلمسة زر الكومبيوتر تجد العالم بين يديك وعند أطراف أصابعك.. وسلط العدسة علي المواقع التي تتخذ مادتها من الثقافة، تشعرك فعلاً انك إذا أردت تأكيد فكرة أو نشر معتقد أو تثبت دعوة فلن تجد مثل الثقافة بكل تجلياتها المعنوية والمادية وسيلة فعالة وخلاقة.. فقط يتعاظم السؤال المرعب.. كيف يكون لدينا كل هذا وذاك ونري ما نري من انهيار منظومة الأخلاق والقيم؟! هل تصدق مقولة »ديستوفسكي« في غياب القيم يصبح كل شيء مباحاً حتي القتل.. وذلك في رائعته.. الإخوة كرامازوف.. ربما! هل نصدق مقولة أستاذنا توفيق الحكيم عن المقارنة بين كرة القدم وكرة العقل؟ و»من يهز وسطه ينال أضعاف من يهز عقله«؟! ربما! أم أن مقولة »جوبلز« وزير دعاية هتلر: »اكذب.. اكذب.. اكذب حتي تصدق نفسك«؟! يبدو ذلك إلا قليلاً! أم تلك المقولة المثيرة للجدل: »كلما سمعت كلمة ثقافة تحسست مسدسي في جيبي«؟ ولهذه للأوجاع.. عودة!! نفسي الأمّارة بالشعر: تجليات النور والنار منكِ .. من عينيك أتلو الاحمرارْ من ينابيع التصافي استمد الاخضرارْ وأمدالخطو كيلا يسبق الليل النهار وتخليتُ بكلي .. عن عناويني التي قد شطرتني .. فجرتني .. بشظايا عنفواني .. والتجافي للتصافي والتنائي للتداني وتحليتُ بقيدٍ ، زانني بالعشق حتي ، زادني بالشوق لمّا : بحتُ في النارِ بنوركْ هيمنتْ ..حتي وصلتُ فاتصلتُ .. فانفصلتُ ! وتجليتِ عليّ .. فتجلت مفردات العشق آيات البداية كلما أسلكت آية نلت فجرا وهداية وتحللتُ بروحي .. في سنا روحك .. ريحانا وروحا.. وانفراطاً .. وائتلافاً وغموضاً .. وانكشافاً وتحاملت ، تحايلت ، تمايلت ، تخايلت ، تململت ، تخبأت ، تنبأت ، تداعيت .. فأضحي : كل مافيكِ وصالاً..لانفصالٍ ! وانفصالاً..لاتصالٍ ! سامحيني .. إن أنا بُحت ، فإن البوح مشروع لكل العاشقين ، الصادقين ، الشاهرين غرامهم ، بين النفوس المطمئنة .. فاطمئني .. فكأني .. لم أبح إلاّ .. لأني : لم أجد إلا علي النار .. هداكِ !!