حضور الندوة عقد اتحاد كتاب وسط الدلتا بطنطا برئاسة الدكتور أسامة البحيري ندوة لمناقشة كتاب »طنطا مدينة البدوي» لمؤلفه أحمد محمد خليل مدير عام ثقافة الغربية الأسبق والذي رصد فيه مراحل تاريخية مهمة في مدينة طنطا وارتباط أهلها وجدانياً بالتصوف من خلال العارف بالله السيد البدوي المفتري عليه، مدعمة بالصور الفوتوغرافية التي كانت أداته الأساسية لتوثيق مولد السيد البدوي والمناسبات العامة والفلكلور الشعبي والأماكن العريقة. أدار الندوة د. رامي المنشاوي، الكاتب الصحفي بجريدة الوفد، وتناول الكتاب نقديًا الأديب محمد عبد السميع نوح والشاعر مصطفي منصور، بحضور الأديب جابر سركيس مدير عام الثقافة بالغربية ونخبة من أعضاء الاتحاد والأدباء والمبدعين والصحفيين، حيث أثني الحاضرون علي الكتاب الذي تناول تاريخ مدينة طنطا بشكل مبسط وموثق وتم التطرق فيه لتعريف مفهوم الصوفية وفلسفتها القائمة علي الزهد في الدنيا وحب الله بعيداً عن التشيع الذي يخلط البعض بينه وبين التصوف رغم الفارق الكبير بينهما. وقال الأديب جابر سركيس إنه قد جرت العادة دائماً في النشر الإقليمي التابع للهيئة العامة لقصور الثقافة أن يتم نشر أعمال إبداعية فقط ما بين قصصية وشعرية، وأحياناً مسرحية، لكن أن يتم نشر كتاب يتحدث عن مدينة كان أمراً صعباً، مشيراً إلي أن هذا الكتاب واجه عراقيل كثيرة، لكنه لاقي قبولا واستحسانا من قِبل مسئولي الهيئة العامة لقصور الثقافة وتم إصدار توجيه بأن تحرص كل محافظة علي اتباع هذا المنهج وأن تصدر كتب تتحدث عن تاريخ المدن. واستكمل سركيس قائلا إن المدخل الأساسي للكاتب هو التصوير الفوتوغرافي الذي كان يهواه فكان يحمل كاميرته ويتجول في الشوارع المختلفة لالتقاط الصور غير المألوفة أو ذات الطابع الفني والبيوت القديمة والعتيقة، كما كان يحرص علي تصوير مولد السيد البدوي وكانت هذه بداية لرصد تاريخ طنطا عبر الصور، واستطاع أن يجمع فيه المراحل التاريخية علي فترات متباعدة. وأضاف الشاعر مصطفي منصور أن هذا الكتاب كتب بالعين وليس بالقلم من خلال الصور التي تعبر عن الواقع بشكل أعمق وأدق عن الكتابة فاستطاع رصد مدينة طنطا بحواريها وشوارعها المختلفة، واصفاً المدينة بين الموروثات والتحديات، دفاعاً عن التراث من هجمة العولمة، ومن ناحيته، أكد الكاتب محمد عبد السميع نوح أن الكاتب سعي إلي تكبير مدينته المحبوبة »طنطا» بأن أطلق مصطلح »الليلة الكبيرة» علي المولد كله، فالمولد هو الليلة الكبيرة والأسبوع كله ليلة كبيرة، وقد برع براعة فائقة في وصف تفاصيل هذه الليلة من نواح عديدة اجتماعيا وتجاريا وصوفيا ولهويا وسياسيا وشعبيا، بل وعقد مقارنات بين هذه الاحتفالات الشعبية وكرنفالات تقام في الغرب، وأورد قواسم مشتركة غاية في الأهمية بين الطقسين الشرقي والغربي.