لو استطاع أن يختار الإنسان بدايته مستحيل أن يختار نهايته.. لأن النهاية بالتأكيد قدرية. لماذا نعيش جميعا هذه الحياة؟.. ولماذا يعيشها البعض منا قويا والآخر غير ذلك؟.. وما الفرق بين حياتك وحياة غيرك ما دام الجميع مسيرين لا مخيرين؟ الفرق بين شخص وآخر هو الاختيار.. فالمحظوظون في هذه الدنيا هم من لديهم رفاهية الاختيار.. فالاختيار يعني الحرية.. يكون الإنسان حراً في أن يختار مقدرات حياته.. حراً في اختيار عمله.. زوج أو زوجته.. مسكنه.. سيارته.. وغيرها من أمور حياته.. فالحرية مادية ومعنوية. لكن هذه أمور لا تصدق.. فأنت في معظم أمورك الحياتية مجرد مسير بحكم ما منحته لك الحياة من الإمكانيات.. سواء محدودة أو حتي معدومة.. فتجد كل إنسان يتمني أن يكون في وضع أفضل مما هو فيه.. ويضطر نظرا للإمكانيات المتاحة له أن يحيا حياته بالشكل والقدر المكتوب له في هذه الحياة.. فالبعض يصبر نفسه بأحاديث الرضا بالمقسوم.. والبعض الآخر ينقم ولا يرضي أبدا.. وحديثنا هنا عن الفريق الأول باعتباره الشائع في زماننا... فمعظمنا يحيا حياته بالحلول الوسط، حتي وإن أراد أن يعمل أكثر ليحسن من وضعه المالي يكون له سقف في كسب المال.. حتي وإن عمل في عملين -إن وجد أصلا عملين- فاليوم واحد وعدد ساعاته 24 فقط.. بالإضافة إلي الصحة التي تساعده علي ذلك.. في النهاية لكل منا سقف مهما بلغت قوته العقلية والعضلية في تكسب المال.. طبعا أنا أتحدث عن أبواب العمل الحلال، فهناك أعمال أخري كثيرة غير ذلك لا حديث لنا عنها الآن. إذن نسعي ونعمل وتتعدد أحلامنا التي تبدو عند البعض نهاية سلم أحلامه، والتي تكون عند البعض الآخر أحلاما متواضعة. لكن الأسوياء هم من يتحركون ويسعون في هذه الدنيا في ديناميكية مع اختلاف درجة نشاط البعض عن البعض الآخر.. فالناس مختلفون ولو شاء الله لجعلهم أمة واحدة.. لكن حركة البشر في هذه الحياة سبب استمرارها.. ليكمل كل واحد منا الآخر. وتشتد رغبة الإنسان في تحقيق طموحاته في فترات حياته الأولي.. والقلة من تستمر معهم هذه الرغبة في سنوات العمر المتقدمة.. ويشعر الإنسان بالزهو في بعض الأحيان بأنه انتصر بأن حقق أحد أحلامه، ويكفيه نشوة الانتصار في تحقيق بعض أهدافه.. ويشعر بالإخفاق في عدم تحقيق البعض الآخر.. وكلما تقدم الإنسان في العمر يشعر بأن حروبه بالأمس تافهة اليوم.. أو لم تعد بذات القيمة.. ربما لأنها بنت وقتها.. وكان لزاما عليه أن يخوضها لينتقل للمرحلة التالية.. وربما لأنه بذل مجهودا كبيرا لتحقيق هدف صغير.. أو ربما لأنه خسر في سبيل تحقيقها من مخزونه القيمي ما يجعله يندم ويتحسر علي إهانته لنفسه.. أو ربما لأنه شبع وشبع ولم يعد لديه من الشهية ليلتهم أهدافا جديدة.. وربما لأنه وهن العظم واشتعل الرأس شيبا ولم يعد يستطعم لذة الفوز التي تحتاج لصحة جسدية وفكرية ليستمتع بها أو ربما لأنه أدرك أن النتيجة في كل الحالات صفر/صفر والكل متساوون.. أو ربما عندما يري اختلال موازين الكفاءة والمهارة المنطقية.. فيشعر بغبائه الذي ضخم له من الأهداف والنجاحات، والتي يراها اليوم صفرا، لكنه مضطر أن يضحك الآن لأنه لم يعد هناك ما يستحق ان يحزن عليه فالنتيجة صفر/صفر. لأني أحبه لا تسأل أحداً لماذا تتعامل مع هذا الشخص هكذا؟.. أو بمعني آخر لماذا تستسلم وتصعر خدك لشخص بهذه الطريقة؟.. لماذا يستقبل قلبك كل هذه الطعنات ولم يرد أو يثأر؟.. لماذا تذهب بنفسك راجيا أن يستمر في طعنك هكذا؟.. لماذا تتعجب من علاقات المحبين؟.. ببساطة لأنك لم تحب.. فالحب حالة عقلية مختلة لا يوجد فيها الميزان العقلي الراجح.. فهي أساسها مختل.. تحكمه الأهواء والمشاعر الممزوجة بالرغبات الجنسية التي قد تشتد في بعض الأحيان لتتغلب الرغبة علي طبيعة العلاقة فتطمسها لتتحول لعلاقة جنسية فقط في بعض الأحيان. يخطئ من يقيس العلاقات العاطفية بميزان التساوي بين الطرفين.. أو حتي عند معالجة المشكلات بين المحبين بدليل أن ما لا يقبله الشخص العادي في علاقات الزمالة أو الصداقة أو حتي الأخوة يقبله في علاقات الحب! فتجد المحب يغفر حتي في حوادث الشرف وفي زلات الخيانة.. وفي تصوري هي أكبر الكبائر بين المحبين لكن تجدها مغفورة.. وتتعدد الصور التي يغفر فيها أو يقبلها أحد الأطراف وكأنه مخدر أو وقع تحت التنويم المغناطيسي. هو بالفعل مخدر مسلوب الإرادة، عقله لا يعمل.. لأنه لو كان يعمل حقا ما ترك الطرف الآخر يفعل به هذه الأمور. بل إن الحب قد يتحول إلي مرض في بعض الأحيان.. فهناك نماذج يصل بها الأمر إلي ارتكاب الجرائم.. وتجد نفسك تقول الحب ليس هكذا.. لا يا عزيزي أنت نسيت أن الحب حالة مزاجية تحكمها الأهواء، وقد تدفع بصاحبها إلي الجنون.. بدليل مجنون ليلي.. فقيس أخذ يعشق في ليلي حتي الجنون.. وفي تقديري لو كان كلل حبه بالزواج لكان انتحر ليتخلص من حبه لليلي.. ولكنه وقع في الجنون.. وبالتالي رفع عنه العقل فلم يختر الانتحار.. ليس لأنه اكتشف أن ليلي لا تستحق الحب، لا بل لأن الانتحار كان أفضل له للتخلص من عذاب الحب.. هذه حالات مفرطة في الحب. ولكن هل للحب مرحلة عمرية معينة؟ بالطبع هناك مراحل للتهور في عمر الإنسان يكون حبه فيها متهورا.. وكلما تقدم الإنسان في العمر يقل ما يقدمه من مجهود للحب بحكم السن.. لكن من الممكن أن تظل العاطفة مشتعلة في القلب لكنه يحاول إخفاءها لأنها من الممكن أن تكون نقطة ضعفه.. ورغم ذلك يظل علي العهد وافيا. والسؤال هل كل الناس تقع في براثن الحب؟.. الإجابة طبعا ليس كل الأشخاص يمرون بالحب ومراحله من الشدة والضعف.. ولكن الغريزة تحرك البعض وتؤجج العاطفة. وستظل علاقات الحب لغزاً غامضاً بين طرفيها لا تحكمه لغة العقل لأنه بالأساس حالة يغيب فيها العقل بإرادته مستعذبا حالة التنويم المغناطيسي.. فهي ممتعة وشاقة في نفس الوقت.. يتساوي فيها الطرفان الغالب والمغلوب بإرادتهما. كلام = كلام • هل يختار الإنسان بدايته؟ ممكن.. لكن لا أحد يختار نهايته. لماذا؟ لأن النهاية دائما ما تكون قدرية؟ والبداية؟ عوامل البداية ممكن تكون من الإنسان.. وإن تدخلت الصدفة. والنهاية؟ ممكن أفعاله تؤدي بشكل ما لنهايته. إزاي؟ يعني لو أنت كويس أكيد ربنا هيسترك في نهايتك. ولو العكس؟ ربنا يكفينا شر الفضايح. يعني مفيش ظلم؟ لا ظلم.. إنما عقاب. هل نشمت بأنفسنا؟ ممكن عند غير الأسوياء. إزاي؟ غير السوي يتمني المصيبة لأي حد حتي نفسه. حد تاني يشمت في نفسه؟ آه.. الزملكاوي والأهلاوي يشمت كل منهما في الآخر في مباراة طرفها فريق أجنبي. حد تاني يشمت في نفسه؟ أي حد لم يشترك في عمل داخل مؤسسة يتمني له الفشل. متي يلجأ الإنسان للف والدوران؟ لما يكون خايف ولا يملك الشجاعة. طيب اللف والدوران ميزة أم عيب؟ والله حسب الظروف. لماذا يبحث الإنسان عن التغيير؟ حينما تكون لديه القدرة علي التغيير. ومتي تكون له القدرة؟ لما ربنا يعطيه يفتري ويطلب التغيير. ومتي يرضي بالأمر الواقع؟ حينما يكون لا مفر منه. التغيير يصلح في كل أمور الإنسان؟ لا، في حاجات لا يمكن يغيرها. هل تؤمن بالصدفة؟ نعم.. وأعتبرها رزقا. هل للصدفة حدود أو سقف؟ لا.. بلا سقف أو حدود. يعني نحلم بالصدفة؟ لا.. لأنها رزق فهي لمن يستحقها فقط. بمعني؟ مكافأة لصاحبها. هل تراني؟ لا.. أري نفسي فيك وفي الآخرين. هل دي أنانية؟ كل الناس كده. إيه اللي بيهرب منك؟ العمر والحرامي. إيه وجه الشبه؟ الاثنان لا تلحق بهما.