نفتقر كثيرا في مصر إلي التقييم الموضوعي للأشياء.. فكثيرا ما أتعرض لسؤال في نقاشات مع أشخاص أتعرض لهم مصادفة.. يسألونني: ما تقييمك للمرحلة الحالية؟.. ويتفاجأون بإجابة تجعلهم يعيدون التقييم الموضوعي.. ورأيي ان هذا السؤال خاطئ بهذه الطريقة.. لأنه قبل تقييم الفترة الحالية لابد ان نعرف كيف كانت البلاد بعد اربع سنوات من التوقف والشلل التام والمظاهرات والارهاب والتراجع الأمني الذي لم تشهد له مصيرا مثيلا مما انعكس بشدة علي الاستثمار والسياحة وكافة العوامل التي تحيي الدول.. الرئيس السيسي تسلم البلاد.. والفشل الكلوي يضرب المواطنين.. ويحولهم الي كم مهمل ويضيع عليهم اهم حق من حقوق الانسان.. تسلم البلاد والاحتياطي النقدي يلامس ال16 مليار دولار وهو ما لايكفينا مطلقا.. وكنا نستدين 2 مليار دولار شهريا من اشقائنا العرب لشراء القمح والسلع الغذائية والغاز.. والاحتياطي محلك سر.. تسلمها والبنية التحتية سيئة للغاية.. الطرق سيئة والمرور مختنق..لا محاور ولا مدن جديدة.. ولا استثمار جديد.. ويتوالي اغلاق المصانع.. تسلمها ومحطات الكهرباء متهالكة والفجوة 4 جيجا وات بين الاستهلاك والإنتاج.. والانقطاعات لتخفيف الأحمال يومية. ومن هنا يبدأ التقييم. بدأ الرئيس السيسي العمل مع فريق العمل الخاص به.. ومن بينهم ودون تحيز اشد علي يد طارق عامر محافظ البنك المركزي الذي كان اشبه بالجندي الذي نفذ جيدا المهام المكلف بها علي اكمل وجه في وقت كان اصحاب الياقات البيضاء يهربون من هذه المهمة وهي منصب محافظ البنك المركزي او اي وزارة.. عامر استطاع ان يقفز بالاحتياطي إلي اعلي معدل له في التاريخ.. وان يدخل التكنولجيا في القطاع المصرفي وان يدعم المشروعات الصغيرة والسياحة والمصانع. في ضوء التوجهات الرئاسية. واستطاع ان يعيد ثقة المستثمرين في مصر. واستطاع الرئيس ومن خلال دعم القوات المسلحة ان يواجه كل الأمراض التي ابتليت بها مصر من الفشل الكلوي والزحام المروري.. وانهيار شبكات الكهرباء ودعم المنتج المصري.. وعلي رأس نجاحات الرئيس نجد عودة الأمن وهو اثمن سلعة في الوجود. ولكن هل هذا يكفي.. فالإجابة بالطبع لا.. الرئيس نفسه يؤكد انه لديه الكثير ليفعله.. مازلنا نحتاج إلي تعظيم الإنتاج.. وريادة المنتج المصري وتراجع الاستيراد.. ودعم التصدير والسياحة.. واحداث نهضة في مجالي الصحة والتعليم ونحن في نطاق التجربة حتي الآن.. كل هذه طموحات ولكن النتيجة النهائية ان الرئيس استطاع في زمن قياسي ان ينفذ خطة 10 سنوات قادمة.