أحد ممرات الدرب حصول طريق درب سيناء كأفضل مسارات المشي المؤمن علي مستوي العالم من الرابطة العالمية للسياحة والسفر بلندن مؤخرا، أعاد الروح لسياحة السفاري والمغامرات بجنوبسيناء مرة أخري. يمتد طريق أو درب سيناء لنحو280كيلو مترا، وتمدد حتي وصل لنحو 550 كيلومترا من خليج العقبة حتي جبل سانت كاترين، حيث يقبع بالصحراء وسط ممرات صخرية ومرتفعات وسهول واسعة، بين دروب الصحراء، حيث لا يجد المار في الدرب أي علامات أو إرشادات، وأن السير يحتاج إلي مرشد، من إحدي القبائل البدوية التي تقوم علي خدمة الدرب والرحلة، لما يحتويه من مسالك وعرة باتجاه ما يعرف بالصحراء الزرقاء في جنوب شبه جزيرة سيناء وتعود التسمية بهذا اللون نسبة إلي صخور كان قد قام علي ألوانها الفنان البلجيكي »جان فيرام» عام 1980بعد توقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل. تعد دروب سيناء من أفضل الدروب الطبيعية في العالم من حيث التراث التاريخي بما يحمله الدرب من أواصر جمعت العديد من الأطراف، ويصل عدد القبائل البدوية المتواجدة بالمنطقة والتي تقوم علي خدمة الدرب والرحلة لنحو8 قبائل من بينها الترابين والمزينة والجبالية، وقد عملت القبائل البدوية في الماضي بدرب سيناء علي مرافقة الحجاج عبر الدرب إلي مكةالمكرمة، فضلا عن مرافقة المسيحيين القاصدين زيارة ديرسانت كاترين أو القدس، حيث كانت عشائر قبائل البدو تتناوب علي اصطحاب الزوار من منطقة لأخري بين الجبال قبل ظهور السيارات والطائرات، كما أصبح درب سيناء مقصدا للتجارة، ووفقا لبعض الروايات أن علي قمة هذا الجبل بالدرب تلقي النبي موسي عليه السلام الوصايا العشر كما جاء في سفر الخروج بالكتاب المقدس. يضم الدرب العديد من المعالم منها الواحات الخضراء التي تقع داخل الصحراء وعيون كبريتية وجبال، إضافة إلي عين حضرة التي تعد أجمل واحات سيناء الغنية بالأشجار والنخيل والتي تقع بين ما يسمي بالهضاب البرونزية، كما تعد أهم المقاصد التي تبهر السائحين والزوار، كما يصفها البعض من أهالي المنطقة ببوابة العبور للكنز لاعتقاد راسخ في ذهنهم بوجود كنز تحت أرضه، ويعرف عن عين حضرة بأنها كانت نقطة التزود بالمياه لحجاج القدس وجبل موسي والحجاج المسلمين لمكة. ويعد الوادي المغلق ممرا يقع بين حائطي صخر بين مرتفعات ومنطقة النواميس بعين حضرة والوادي الأبيض كما يعد نقطة الانطلاق لتسلق جبل روم وجبل برقة ويعطي للداخل إلي الوادي الانطباع بالعمق ويقع علي بعد45 دقيقة سيرا علي الأقدام من الطريق الرئيسي بين سانت كاترين ونويبع ودهب، وبالنسبة لوادي الحجاج فهو كان نقطة عبور للقوافل القديمة خاصة الطريق المؤدي إلي ديرسانت كاترين ولا تزال آثار تلك القوافل موجودة حتي اليوم، حيث يضم الوادي توثيقا لأسماء الحجاج من أرمينيا والشام واليونان، إضافة إلي رموز مسيحية منقوشة علي الحجر، كما توجد صخور أخري مزينة بنقوش الحجاج. تشتهر دروب سيناء بمجموعة من الصخور ذات اللون الأزرق الزاهي، حيث يقع علي بعد بضعة كيلومترات من سانت كاترين وهذه الصخور مبعثرة علي سهل منحرف وتعرف هذه المنطقة بالوادي الأزرق إضافة إلي العديد من الكنوز والمعالم والآثار التي يمتاز بها درب سيناء. يعد المغامر العالمي المصري عمر سمرة أصغر عربي وأول مصري يصعد إلي قمة جبل »إيفرست» كما يعد المؤسس والمدير التنفيذي لشركة »وايلد جواناينا» المتخصصة في سياحة المغامرات والتي انتشرت بين الشباب وأصبحت تحتل نسبة كبيرة من حركة السياحة العالمية ويعمل عمر حاليا علي دعم سياحة المغامرات في مصر والاستفادة من طريق درب سيناء باعتباره أول درب مشي طويل في مصر ويمنح السائرين فيه الفرصة لرؤية أفضل طبيعة برية في مصر والتعرف علي سكان المنطقة وتراثها. وبرغم المواجهة التي بدأت عام 2013 بعد عزل الرئيس الإخواني محمد مرسي بين قوات الجيش والشرطة والمجموعات الإرهابية المتطرفة في شمال سيناء والتي تراجعت بسببها رحلات التجول في جبال ووديان جنوبسيناء، فإن هذه الرحلات عادت وبشكل ملحوظ خلال العامين الماضيين حيث يقوم البدو أنفسهم بحماية السائحين والزائرين المشاركين في رحلات درب سيناء والذي وصل عددهم إلي ألف تقريبًا. يمثل قطاع السياحة في مصر ركيزة أساسية للاقتصاد القومي ومصدر رزق لملايين المواطنين وموردا رئيسيا للعملة الصعبة، وتعد أكثر فترات القطاع السياحي المصري ازدهارا عام 2010 والذي وصلت فيه نسبة السياح الذين زارو مصر قرابة ال14 مليون سائح، وقد لحق ضرر كبير بهذا القطاع عقب أحداث 2011، والاضطراب السياسي الذي شهدته البلاد خلال هذه الفترة وبعض أعمال العنف المسلح، قبل أن يعاود التحسن تدريجيا خلال العامين الماضيين، حيث نجح القطاع إلي حد كبير في التعافي من الآثار التي لحقت به ما بعد 2011 مدعوما بتحسن أجواء الأمن، فبحسب تقرير حديث للمجلس العالمي للسياحة والسفر يتوقع أن يصل عدد السياح في مصر حتي نهاية هذا العام إلي نحو11٫7 مليون سائح، وأن معدل نمو القطاع السياحي المصري بلغ نحو16٫5% وقد ساهم بما يناهز نحو 11٫9% من إجمالي الناتج القومي، كما رصد تقرير حديث لموقع »ترافل ويكلي» البريطاني المتخصص في السياحة أن القطاع السياحي في مصر أصبح الأسرع نموا بين دول شمال إفريقيا بسبب تحسن الأمن خلال العام الماضي، فبحسب الخبير السياحي مجدي البنودي فقطاع السياحة المصري ينمو بشكل سريع متوقعا أن يتجاوز عدد السياح الوافدين إلي مصر نهاية العام الحالي بنحو15 مليون سائح ليصل لنحو20 مليونا في عام 2020 لافتا إلي وجود تنوع في عدد السياح ودخول أسواق جديدة مرتقبة، من بين هذه الأسواق السوق التشيكية والبولندية والأوكرانية فضلا عن إمكانية عودة السياحة الروسية بشكل كبير وتشغيل الطيران الشارتر، موضحا أن الروس يتحايلون علي الحظر المفروض علي الطيران الشارتر ويزورون مصر بطرق غير مباشرة عن طريق إيطاليا وتركيا وغيرها من الدول. وتعمل وزارة السياحة علي تسويق طريق درب سيناء باعتباره منتجا سياحيا واعدا يعد أحد أهم المنتجات السياحية الواعدة في سيناء والتي لامثيل لها في العالم، فدرب سيناء يعد من أفضل أنواع سياحة المغامرة علي مستوي العالم والتي أصبح لها مريدون وزوار كثر يبحثون عن كل ما هو جديد في هذا النوع من السياحة علي مستوي العالم. ووفقا للواء خالد فودة محافظ جنوبسيناء، فإن إحياء طريق درب سيناء والذي يعد من أفضل مسارات المشي المؤمن علي مستوي العالم كنوع سياحي واعد يضاف إلي المنتجات السياحية في محافظة جنوبسيناء وسيسهم في إيجاد تنوع كبير في المنتج السياحي بالمحافظة والتي تضم العديد من أنواع السياحة المتميزة كالسياحة الشاطئية وسياحة المؤتمرات وسياحة الألعاب المائية والترفهية إضافة إلي السفاري وسياحة التسوق حيث تم افتتاح شارع مصر بهضبة أم السيد في مدينة شرم الشيخ، موضحا أن فكرة إحياء طريق درب سيناء من قبل الرابطة العالمية للسياحة والسفر وتكريم مشايخ القبائل البدوية المسئولين عن الدرب من قبل الرابطة وحصول القبائل علي وسام أفضل مناطق سياحية مؤمنة علي مستوي العالم يؤكد الاهتمام العالمي الكبير بطريق درب سيناء وسياحة المغامرات وأيضا السفاري، وأن مردود هذا الاهتمام سينعكس علي تدفق أعداد الوفود السياحية القادمة إلي جنوبسيناء خاصة المهتمين بهذا النوع من السياحة، لافتا إلي أنه يجري الآن تطوير منطقة سرابيط الخادم الأثرية حتي تكون جاهزة أمام السائحين. بينما يري حمد أبوراشد الجبالي، شيخ قبيلة الجبالية بمحافظة جنوبسيناء، وأحد المشاركين في إحياء طريق درب سيناء، أن الهدف من إحياء الدرب تنشيطه وعودته مرة أخري علي الخريطة كمنتج سياحي فهو بمثابة إحياء لطريق الحج القديم الذي كان يسلكه الحجاج المسلمون إلي مكة وأيضا المسيحيون حيث كانوا يمرون علي أغلب محطاته لعبور الطريق والذي يبدأ من أمام جزيرة فرعون بخليج العقبة بمدينة طابا مرورا بمنطقة كلور كانيون في نوبيع أو ما يسمي بالجبل الملون وعين حضرة ومنطقة النواميس ثم الجبل الأزرق حتي سانت كاترين ،لافتا إلي أن صعود السياح قمة جبل موسي لمشاهدة شروق وغروب الشمس من أعلي الجبل وأن الرحلة تستغرق نحو6ساعات صعودا وهبوطا، ثم بعد ذلك يستكمل السياح الرحلة حيث يصل بهم الطريق إلي جنوب غرب حتي الوصول إلي جبل سريال بمنطقة وادي فيران بأبورديس، فشمالا غربا وصولا إلي منطقة سرابيط الخادم في أبو زنيمة حتي منطقة حمام فرعون حيث المغارة الجبلية التي يخرج منها بخار المياه الذي يعالج مرضي الروماتيزم والروماتويد. أضاف، إن الطريق يمتد طوله لنحو280 كيلومترا وأن الرحلة تستغرق نحو أسبوعين، ويقوم علي خدمة طريق درب سيناء 8 قبائل بدوية: الجبالية والمزينة والترابين والحماضة والقرارشة والصوالح والعليقات إضافة إلي أولاد سعيد، حيث تقوم هذه القبائل بتوفير الإقامة من خلال تجهيز خيام معيشية تقدم لهم أشهي المأكولات التي تشتهر بها القبائل مثل جبن الماعز بالزعتر وزيت الزيتون إضافة إلي الفراشيح وشوربة العدس، موضحا أن السياح يمرون علي بعض الأودية والواحات والتي تشتهر بمحاصيل العنب والمشمش والتين واللوز وعين الجمل كوادي الأربعين والرصيص بمنطقة سانت كاترين إضافة إلي عيون المياه في وادي الواشواشي. ويري حميد أوغلبة الجبالي »دليل بدوي» أن رحلات سفاري درب سيناء طويلة وشاقة فالسائح يمر علي الغابات في الجنوب ومناطق محميات طبيعية، لافتا إلي أن عودة الرحلات لدرب سيناء يأتي بسبب الحالة الأمنية الموجودة بالمنطقة وثقة السائح في هذه الحالة الأمنية، موضحا أن الرحلات تستخدم فيها أفضل الطرق العلمية وباستخدام الخرائط التي تؤمن خط سير السياح وعودتهم آمنين. اللافت هو عمل السيدات البدويات كمرشدات أو ما يطلق عليه البدو »دليل» لرحلات التجول علي الدروب في جنوبسيناء في مشهد غير مسبوق وغير معتاد بالنسبة إلي المجتمع البدوي المحافظ، لكن في حالة السماح لهن بالعمل كمرشدات يشترط أن يقمن بإرشاد مجموعات من السائحات النساء فقط وأن يعدن مساء كل يوم إلي المنزل، قابلتنا صعوبة في الوصول إلي إحدي السيدات البدويات العاملات كمرشدات لكننا استطعنا الوصول لإحداهن والتي رفضت الإفصاح عن اسمها واكتفت بلقب أم سالم والتي تنتمي لإحدي قبائل جنوبسيناء قائلة: أنا أعمل في هذا المجال كدليل مرافقة للسائحات فقط حيث تربيت وعشت في المنطقة وأثناء جولاتي مع السائحات أقدم لهن نبذة عن المكان وما يحتويه من معالم وطبيعة، كما أقوم بتعريفهن علي بعض الأكلات التي يتناولونها ومنها الفراشيح وجبن الماعز وغيرها من الأكلات، وتضيف »أنا مع عمل النساء كدليل لأن هذا يدر دخلا إضافيا في هذه المنطقة التي يقتصر العمل فيها علي رعاية الأغنام والصناعات التعدينية وهذا غير كافٍ لالتزامات الحياة بسبب ارتفاع الأسعار».