لكل دولة عاداتها وطقوسها الرمضانية ، وقد يختلف اسم الشهر الكريم في كل دولة بغرب أفريقيا ، حيث يطلق عليه الايفواريون المنتسبون لسلالات قبائل أو أسر ماندي من ساحل العاج ومالي وبوركينا فاسو وغينيا اسم »سونا كالو» يعني شهر الصوم، وهو يقع بين »سونكالوماكونو» أي شهر انتظار الصوم »شعبان» و»ميكالو» أي شوال. ومن المعلوم أن عدد المسلمين في ساحل العاج لا يتعدي 38٪ من السكان. مع اقتراب رمضان في ساحل العاج »كوت ديفوار» تبدأ المحاضرات الدينية والوعظ في المساجد، من أجل تثقيف الناس بالفقه الإسلامي، ويعلن المجلس الأعلي للأئمة عن »دعوة الزكاة» للأغنياء من خلال برنامجه الاجتماعي المعروف بالتضامن في رمضان، ويُطلب من أئمة المساجد جمع التبرعات المالية أو الطعام مثل الأرز والسكر والحليب لتوزيعها في المناطق المكتظة بالسكان. يستعد المسلمون الايفواريون لاستقبال رمضان ابتداء من شعبان، حيث يعدون المساجد وسجاجيد الصلاة، ويضيئون المصابيح وينظفون الجدران والأرضيات، وتعد أكثر الطقوس شيوعا في ساحل العاج زواج الشباب في أواخر شعبان، حتي يتمكنوا من قضاء الشهر مع زوجاتهم، ونتيجة لذلك يتم حجز العديد من أماكن الزفاف بالكامل في شعبان، وفي 29 شعبان يجتمع المجلس الأعلي للأئمة في المسجد الكبير (ريفيرا غلف) في بلدية كوكودي بأبيدجان ليتحروا هلال رمضان، والإعلان عن بدايته إذا تمت رؤيته، ليخرج بعدها الناس حاملين المشاعل، ويتجهون إلي السواحل ويضربون الطبول ويعلنون بداية الشهر الكريم. ويوضح »دوا فيلكس» القائم بأعمال سفارة كوت ديفوار بالقاهرة أن الشهر الكريم في القري يشهد تزايد زيارات المساجد، للاستماع إلي تفسير القرآن منذ شروق الشمس حتي الغروب، وتقام التراويح في الأماكن المفتوحة، أما في المدن فيتجمع الناس مع بعضهم عقب التراويح حتي الفجر لمدة 21 يوما، ومن ليلة 21 رمضان يعتكفون في المساجد. ويضيف انه في الماضي كانت قراءة القرآن وتفسيره من العصر للمغرب، وفي الليل يذهب الكثيرون للصلاة ومناقشة أمور دينهم، أما الآن فأصبحت الندوات والمؤتمرات تُعقد في كثير من الأماكن خلال رمضان، لغرس تعاليم الدين الصحيحة بعيدا عن الأفكار المتطرفة. ويشير فيليكس إلي أن الإفطار في بلاده يختلف عن أي دولة، حيث لا يتناوله الغالبية في المنازل، بل تقوم العائلات بالطهي والذهاب لأي أسرة فقيرة للإفطار معها، ويكون عبارة عن وجبة خفيفة أهمها الثريد والشوربة، ويعد طعام ال»مومي» الأكثر شيوعا في رمضان، وهو خبز مصنوع من الشعير ويؤكل بالزيت، أما السحور فيحتوي علي الأرز واللحوم والخضروات المختلفة والفواكه الحمضية، ويضيف أن ليلة القدر تتمتع بأهمية خاصة، فيتم الاحتفال بها وبث الحفل من خلال التليفزيون المحلي، ويعقبها إجازة رسمية في جميع أنحاء الدولة.