تمتاز دول العالم بعادات وتقاليد تختلف بعضها البعض، تبرز فى شهر رمضان، سواء بمظاهر الاحتفال أو الاستعدادات لهذا الشهر الكريم، ويربط الشعوب أصالة وعراقة عربية بين أبنائها والوافدين إليها. فى تلك الأيام، يُفرش البساط لإحياء ليالى رمضان، واستعادة ذكرياتها فى الدول كافة، وترسيخ تقاليدها، لبث السعادة والبهجة على ملامح الشعوب. يشكل المسلمون فيها أكثر من 40٪ من تعداد السكان البالغ 20 مليون نسمة، وصل الإسلام إليها عن طريق التجار المسلمين الذين قدموا من دولة «مالي» الإسلامية، ونشط هؤلاء التجار فى نشر الدعوة فى النطاق الجنوبى بها، إنها دولة ساحل العاج أو كوت ديفوار بالفرنسية. ولكل دولة أفريقية عادة تختلف عن غيرها فى شهر رمضان الكريم، سواء فى طبيعة الوجبات التى يتناولونها على الإفطار أو أماكن التنزه بالدولة، وشهر الصوم عند مسلمى ساحل العاج له نكهة خاصة وتقاليد مميزة. يقول توريه حامد، أحد أبناء دولة ساحل العاج، والذى ترك بلدته فترة؛ لطلب العلم فى جامعة الأزهر بالقاهرة، شهر رمضان فى كوت ديفوار يختلف كثيرًا عن باقى الدول الأفريقية المجاورة، حيث يستعد المسلمون لاستقبال الشهر الكريم بدءًا من شهر شعبان، بأعداد المساجد والمصليات، وتشغيل مصابيحها، وتنظيف الجدران والأرضيات. وعن العادة التى يتبعها سكان القرى، يضيف «حامد» أنهم يضربون منذ الليلة الأولى من شهر رمضان الطبول؛ إعلانا بقدوم الشهر الكريم، كما يؤدون مهنة «المسحراتي» لإيقاظ الجيران وقت السحور، ويلفت إلى أن الشعب العاجى يتحول إلى أسرة واحدة، طوال الشهر، يجمعها نداء الأذان بالصلاة خاصة أذان المغرب فى المساجد، ويبدأون بعدها تناول الإفطار، كتعبير مميَّز عن مشاعر الوحدة والمساواة. ويشير إلى أن، العاجيين المنتسبين إلى سلالات قبائل من مالى وبوركينا فاسو وغينيا وساحل العاج يطلقون على شهر رمضان اسم «سون كالو» ويعنى «شهر الصوم» وهو الشهر الواقع بين «سونكالو ماكونو» أى شهر انتظار الصوم، و«ميكالو» شهر شراب «شوال». وعن أبرز الوجبات على مائدة الإفطار، يستكمل حديثه: وجبة المديد، والثريد، والحساء «شوربة» من أهم الأطعمة الرئيسية على المائدة، أما وجبة السحور تكون الأرز أو الحصيد، بالإضافة إلى اللحوم والفواكه والحمضيا. ويختتم: المشروبات تشمل بصفة أساسية عصير الزنجبيل، والأناناس وبعض الفواكه، كالبرتقال والتفاح واليوسفي، والخضراوات، بالإضافة إلى الشاى الذى يحرصون على تناوله فى وجبة السحور.