عاد من منزل خطيبته ليودع الحياة بطعنة في القلب جريمة بشعة راح ضحيتها شاب في ريعان شبابه، يقف العقل حائرًا عن سبب القتل، فليس هناك أي سبب واضح، فالمجني عليه لم يرتكب أي ذنب، ولم يكن طرفًا في المشاجرة التي وقعت بين جيرانه، ومع ذلك بادره المتهمان بطعنه في قلبه الغامر بالفرحة بعد موافقة اهل خطيبته عليه. تفاصيل تلك الجريمة البشعة ترويها السطور التالية. بدر رمضان، شاب يبلغ من العمر 19عامًا، هو الابن الأصغر لعائلته التي تتكون من أم وثلاثة أبناء، يعيش بدر مع أسرته البسيطة بعزبة المثلث، بقرية كوم أشفين التابعة لمركز قليوب، عاش ذلك الشاب الذي عرف بالطيبة والشهامة، حياة قاسية تحمل فيها ما لا تتحمله الجبال، عندما فتح عيناه علي الدنيا ووجد والده متوفيًا. حرصت والدته على تربيته هو وأشقائه بالحلال، ظلت تعمل وتكافح من أجل لقمة العيش. كبر بدر ووصل للمرحلة الإعدادية، ولكن بدأت مصاريف المعيشة تتزايد على تلك الأم المسكينة التي كانت تملك قوت يومها يومًا بيوم، فأنهى بدر تعليمه عند تلك المرحلة، فلم يشغل نفسه باللعب واللهو مثل من هم في عمره، وقرر أن يرتدي عباءة الشقاء ونزل لسوق العمل، حيث جاءته فرصة للعمل في إحدى المزارع بمنطقة بهتيم، كان يغيب بدر عن البيت لمدة أسبوع ثم يعود يوم الجمعة ليرتاح قليلًا، ويبدأ عمله في اليوم التالي، عاد بدر ليبته في صباح يوم الجمعة ليلتقي بشقيقته الكبرى "سامية" المتزوجة. يضحك معها ويلعب مع طفلتها، ثم ذهب عصرًا مع والدته ليتقدم لخطبة إحدى الفتيات بقريته، ثم عاد وقرر أن ينام قليلًا ليستريح، وفجأة جاءه صوت صراخ جعله يستيقظ مفزوعًا من نومه، ليعرف ماذا يحدث؟، فعرف أن هناك حريقًا بمنزل جارهم فأسرع ليساعد في الإطفاء ولم يكن يعلم أنه سيلقي حتفه هناك. بدون سبب "بدر مات ومعرفش السبب!"، هكذا بدأت "سامية" شقيقة المجني عليه حديثها معنا. ثم بدأت تحكي بنبرة صوت يعتليها الحزن: "عاد بدر للبيت بعد أسبوع من العمل بإحدى المزارع، فأنا من عادتي أن أزور والدتي كل جمعة، ظللنا نحكي ونضحك سويًا، وبعد صلاة العشاء سمعنا صوت صراخ يأتي من منزل أحد جيراننا، فاستيقظ بدر مفزوع من نومه، وخرجنا لنعرف ماذا يحدث، فكان هناك حريق خلف منزل جارنا الذي يدعى "عبده"، ساهمنا في إخماد النيران، وعند عودتنا حدثت مشادة كلامية بين زوجة هذا الجار وطفل صغير، ولكن فوجئنا بها تتصل بزوج ابنتها وتبلغه أنا هناك أشخاص يتهجمون عليهم، وكأن كلمة ذلك الطفل هي الشرارة التي أشعلت النيران من جديد ؛ لنجد في غمضة عين مجموعة من الأشخاص يأتون ومعهم أسلحة بيضاء، وفي مقدمتهم زوج نجلتها وشقيقه، وفجأة وبدون سبب واضح طعن الاثنان بدر بالسكين في قلبه، وفرا هاربين، لحظات ونحن نقف في حالة ذهول مما حدث، فآخركلمات سمعتها من بدر: "هو ايه اللي حصل، ده أنا حتى مغسلتش وشي". فجأة يقتل بهذه الطريقة .. أسرعنا بنقله إلى مستشفى قليوب في محاولة لإنقاذه ولكن صعدت روحه للسماء" واختتمت سامية حديثها: "أنا لا أريدسوى حق شقيقي الذي قتل دون أي ذنب.. إحناغلابة ومش معانا حتى فلوس للمحامي، وعارفة أن لا شيء سيعوض شقيقي، ومهما حدث فهو لن يعود ليحيا وسطنا من جديد، لكن الإعدام للمتهمين سيبرد نيران قلوبنا". بلاغ تلقى مركز شرطة قليوب إشارة من مستشفى قليوب التخصصي تفيد بوصول "بدر. ر"؛ 19سنة، مزارع، مقيم عزبة المثلث دائرة القسم جثة هامدة إثر إصابته بعدد 2جرح طعني بالصدر، على الفور انتقل رجال المباحث لمحل الواقعة، وبسؤال شقيق المتوفي اتهم كل من "أحمد. ج"، 24عام، مزارع، وشقيقه "محمد. ج"، 24عام، مزارع، مقيمان دائرة المركز، بأنهما السبب في قتل شقيقه، وتم ضبط المتهم الأول، بينما فر الثاني هاربًا، ومن خلال الملاحقات الأمنية تم القبض عليه، وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة وتحرر عن ذلك المحضر اللازم، وتولت النيابة التحقيق، والتي أمرت بحبس المتهمين أربعة أيام على ذمة التحقيقات. فريق البحث اللواء رضا طبلية مدير أمن القليوبية العميد هيثم حجاج مأمور مركز قليوب المقدم أحمد عبد المنعم رئيس مباحث مركز قليوب