■ مظاهرات معادية لخروج بريطانيا من الاتحاد في لندن فعلتها أوروبا مجدداً ومنحت بريطانيا مهلة جديدة للخروج من الاتحاد الأوروبي تمتد حتي 31 أكتوبر المقبل وذلك بالرغم من التردد الفرنسي حيال تأجيل موعد البريكست. وحملت جولات رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي الأسبوع الماضي والفترة الأخيرة بشكل عام في العواصم الأوربية بنتائج إيجابية للبريطانيين. وأكدت ماي أن بريطانيا قد تنفصل قبل 31 أكتوبر وتتفادي المشاركة في انتخابات البرلمان الأوروبي إذا وافق أعضاء مجلس العموم علي اتفاقها بحلول يوم 22 مايو ويحاول الجانبان أي الاتحاد الأوروبي وبريطانيا تجنب بريكست بدون اتفاق، لأنهما يجمعان علي أن ذلك سيكون له تداعيات كبيرة علي اقتصاد كل منهما. وطبقا لل سي إن إن فشهر يونيو يعتبر أكثر أهمية من أكتوبر بالنسبة للبريطانيين، إذ يتعين علي لندن إرسال ممثلين عن بلادها للبرلمان الأوروبي في حال عدم خروجها من التكتل الأوروبي قبل 30 يونيو حيث يبدأ البرلمان الأوروبي دورة جديدة في الأول من يوليو. وكانت ماي قد أشارت من قبل أن في حال نجاح بلادها في الخروج من الاتحاد والتوصل لاتفاق يرضي الجميع في بلادها قبل 22 مايو المقبل، فلن يكون هناك التزام علي بريطانيا بالمشاركة في انتخابات البرلمان الأوروبي. وعلي الجانب الآخر، أكد رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك أن بريطانيا تعتبر عضوا كاملا يتمتع بكل الحقوق والواجبات في الاتحاد حتي يحين موعد خروجها رسميا. وفي نفس الوقت حذر لندن من إهدار الوقت. كما توقع رئيس المفوضية الأوروبية جون كلود يونكر أن تشارك بريطانيا في الانتخابات البرلمانية الأوروبية المقبلة. وفي يونيو المقبل، يتوجب علي بريطانيا الاجتماع مجددا مع مسئولي الاتحاد وعرض تقرير بما تم التوصل إليه حتي هذه المدة. وتري صحيفة الجارديان البريطانية أن رد فعل النواب البريطانيين تجاه مهلة الستة أشهر الجديدة رد فعل إنساني للغاية، حيث قرروا أخذ قسط من الراحة. لقد منحوا أنفسهم هدوءًا في عيد الفصح، ووصف كاتيل هذه المهلة الجدية بأنها مهمة وجاءت في الوقت الصحيح لكل من النواب البريطانيين وتيريزا ماي لإعادة تعلم فن التفكير بشكل مباشر واغتنام الفرصة. فقد مر الآن ما يقرب من خمسة أشهر منذ توقيع ماي علي اتفاق الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة بشأن الخروج من الاتحاد. ومنذ ذلك الحين، حاول القوميون اليمينيون لحزب المحافظين مرارًا إفشالا لاتفاق وإسقاط ماي. ولا شك فقد حققوا بعض الانتصارات الشهيرة علي طول الطريق، ولكن في النهاية، فقدوا الحرب بشكل حاسم لصالح ماي. وكان هدف اليمين هو إخراج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق من النوع الذي وقعته ماي أو أي من الضمانات الاقتصادية التي يطالب بها حزب العمال وغيره من المعارضين. وتري الصحيفة ان القوميين اليمينيين خسروا موقعتهم لصالح البريكست، وأن قرار ماي بفتح محادثات مع جيرمي كوربين زعيم حزب العمال كان بمثابة نقطة تحول. الهدف منها إيجاد خروج بريطاني أكثر اعتدالا يجعل حزب العمال وآخرين التصويت لصالحه. وقد تواجه ماي معضلة حول الجدول الزمني. فحزب المحافظين يائس في عدم إجراء الانتخابات الأوروبية في 23 مايو. كما أنها تخشي السخرية والهزيمة إذا كان عليها أن تشارك في الانتخابات. لذا فإن الحكومة مجبرة علي تقديم المزيد من التنازلات. لكن قد يكون يوم 23 مايو فرصة أيضًا. لم تتضمن معظم الانتخابات الأوروبية السابقة أي نقاش علي الإطلاق حول أوروبا، مع اعتبار المنافسة في الانتخابات تعتبر فرصة لإزاحة الأحزاب الحاكمة دون التعرض لأي عقوبة. ولكن قد تكون هذه المرة مختلفة للغاية، حيث سيكون هناك جدال حاد حول أوروبا، وستواجه جميع الأحزاب أسئلة جدية حول سياساتها. سيكون ذلك صعباً علي كل من حزب المحافظين والعمال- وهو أمر صائب.