يتسبب الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية في تغذية الدواجن وخصوصا كمنشطات للنمو في حدوث مشاكل عديدة للإنسان الذي يتغذي علي لحوم هذه الدواجن حيث تنتقل المتبقيات الدوائية من بعض المضادات إلي الإنسان وتؤدي لعدم فعالية المضادات الحيوية التي يتناولها نظرا لقدرة الميكروبات علي تكوين مناعة ضدها، إضافة إلي العديد من المشكلات الصحية التي تسببها هذه المتبقيات.. هذا الأمر دفع د. عبدالرحمن يوسف محمد مدرس تغذية الدواجن بكلية الزراعة جامعة عين شمس للتفكير في بدائل آمنة لأعلاف الدواجن مكونة من مواد عضوية وأعطت نتائج جيدة.. عن تفاصل هذا البحث كان معه الحوار التالي.. • في البداية حدثنا كيف جاءت فكرة البحث؟ - أدت زيادة استخدام المضادات الحيوية في تغذية الدواجن الي مشاكل عديدة للإنسان مثل زيادة مقاومة الميكروبات للمضادات الحيوية البشرية مما قد يؤدي لعدم فعالية بعض المضادات، أيضا أدي لزيادة احتمالية التعرض لبعض الأمراض الخطيرة مثل الأورام والفشل الكلوي لذا كان التفكير في بدائل لهذه الأعلاف من خلال الاعتماد علي الأحماض العضوية. وللأسف يوجد الفسفور في هذه النباتات في صورة معقدة غير قابلة للهضم والامتصاص حيث إن نسبة الاستفادة من هذا الفسفور لا تتجاوز 30% والباقي يخرج في الفضلات مع ذرق الطيور مما يسبب مشاكل تلوث بيئي خطير علي الإنسان والنبات والحيوان ومن هنا كانت فكرة هذا البحث وهي دراسة مدي الاستفادة من الفسفور عند استخدام حمض الفورميك بمستويات متعددة وتأثير ذلك علي أداء الطائر الإنتاجي وكفاءة القناة الهضمية. • نود التعرف علي بعض الأبحاث التي قمت بها، وكيف كانت النتائج؟ أجريت بحثا بعنوان »دراسة بعض الإضافات لتحسين الاستفادة من عنصر الفوسفور في علائق بداري التسمين» واستمررت في عمل أبحاث وتجارب لمدة اربع سنوات لدراسة دور الاحماض العضوية وخصوصا حمض الفورميك وفورمات الصوديوم في تحسين الأداء الإنتاجي لبداري التسمين وتحسين الاستفادة من الغذاء المقدم وخاصة عنصر الفوسفور. وأجريت هذه التجارب في وحدة أبحاث تغذية الدواجن بكلية الزراعة جامعة عين شمس، كما أجريت تجربتين لتحديد أثر استخدام أملاح حمض الفورميك (فورمات الصوديوم) في وجود نقص عنصري الفوسفور والكالسيوم علي الأداء الإنتاجي لبداري التسمين خلال فترة البادي والنامي والناهي وكذلك تم اخذ قياسات لدراسة صفات الدم والعظم والتأثيرات الهستولوجية والميكروبية في الأمعاء الدقيقة وكذلك الكفاءة الاقتصادية. كما استخدمت ثلاثة مستويات من أملاح حمض الفورميك مع نقص في مستويات الفوسفور في العلف لدراسة مدي قدرة الأحماض العضوية في تحرير الفوسفور داخل جسم الطائر. والحمد لله جاءت خلاصة هذه التجارب بنتائج رائعة حيث ظهر تحسن في الأداء الإنتاجي مع استخدام فورمات الصوديوم في عليقة منخفضة في نسبة الفوسفور المتاح (50% من الاحتياجات الموصي بها للسلالة) مما كان له مردود ممتاز كل من الانسان (بتقليل استخدام المضادات الحيوية في العلف وبالتالي في انسجة الطائر »الدوجين» المأكولة) وزيادة الإنتاجية. • ما أهم الأحماض العضوية المستخدمة في مجال الدواجن؟ - تعتبر الأحماض العضوية نوعا من الأحماض الدهنية الطيارة قصيرة السلسلة تم استخدمها منذ فترة بغرض حفظ الأطعمة والأغذية ومنع نمو الميكروبات بها. ويوجد العديد من الاحماض العضوية أهمها حامض الفورميك وحامض الخليك وحامض البروبيونك وحامض البيوتريك وحامض اللاكتيك وحامض الستريك. بالنسبة لمجال الدواجن يتم استخدام العديد منها بغرض تنشيط النمو وتقوية المناعة والوقاية من الإصابة بالكثير من الامراض المعوية. • ما مميزات استخدام الأحماض العضوية في تغذية الدواجن؟ - من أهم مميزاتها أنها تتحلل طبيعيا إلي ماء وكربون ولا يتخلف عنها اي مواد مضرة أو سامة بالطيور او الإنسان او البيئة. ولا تتداخل مع اغلب الأدوية واضافات الاعلاف. وليس لها أي آثار سلبية أو متبقيات ضارة لذلك يمكن استخدامها مع كافة انواع الطيور عند كل الأعمار بدون أي مشاكل. كما أنها تحسن من صحة القناة الهضمية وتحسن من عملية الامتصاص للعناصر الغذائية وبالتالي تقلل من تلوث البيئة إضافة إلي صعوبة تكوين مقاومة ميكروبية عند استخدامها مثل المضادات الحيوية.