تعرفون الممثل الأمريكي الشهير نيكولاس كيدج الذي دفع غرامة 6 ملايين و200 ألف دولار بتهمة التهرب من الضرائب، ولكن البعض ربما لا يعرف أن مثل هذا الحكم كان له كبير الأثر في الحد من التهرب الضريبي في الولاياتالمتحدة فقد ارتفع حجم الإقرارات الضريبية هناك بنسبة ضخمة للغاية في دولة مثل أمريكا التي تتعامل مع التهرب علي أنه جريمة مخلة بالشرف بعكس ما يحدث في مصر فالتهرب يعتبر نوعا من الشطارة والفهلوة ! .. ولم يكن كيدج وحده الذي نال تلك العقوبة الصارمة فقد تم حبس لاعب البيسبول الأمريكي أوجي سيمسون 9 سنوات بنفس التهمة التي كانت أيضا وراء حبس نائب الرئيس الأمريكي سبيرو أجنيو بشحمه ولحمه عام 1973وهوما يعني أن الجميع أمام القانون سواسية بشأن المال العام الذي يظل في حكم المقدسات . ما أريد قوله أن يكون للضرائب » عين حمراء » وأن تتعامل بنوع من الحسم مع المتهربين، يعني تجعل التهرب جريمة مخلة بالشرف وأن تسجن المتهربين خاصة أصحاب المهن الحرة وفي المقدمة الكثير من الأطباء الذين وصلت أسعار كشف الواحد منهم إلي أرقام فلكية تتعدي الألف أوالألفين جنيه بدون مبالغة ولا يحاسبون الضرائب وفق تلك الأرقام، ناهيك عن أسعار العمليات الجراحية التي يضعونها في جيوبهم بعيدا عن حسابات المستشفيات التي تجري بها تلك العمليات وبالقطع بعيدا عن أعين الضرائب .. والكارثة أن نقابة الأطباء كانت قد أعلنت أنها لن تسمح بذلك لكنها لحست كلامها ولم تفعل شيئا لعدم إغضاب أعضائها فانتخابات النقابة لها مفعول السحر ! .. وهنا لا أستطيع سوي الترحم علي روح أستاذ اساتذة أمراض الكبد في مصر الدكتور ياسين عبد الغفار الذي ظل يتعامل مع المرضي علي أساس 15 جنيها فقط حتي آخر يوم قبل رحيله، ومثله هناك آخرون وفي المقدمة د. حسام موافي أستاذ طب الحالات الحرجة أطال الله في عمره والذي يتقاضي أقل من 50 جنيها وغيرهما من الملائكة بعكس الأبالسة الذين يهبشون الملايين دون خجل فضميرهم في أجازة مثل أمثالهم من بعض أصحاب المهن الحرة من معدومي الدم ! .. ومع كل ذلك فإن الصورة في مصلحة الضرائب لا تدعوللتفاؤل والعهدة علي الراوي وهو مأمور الضرائب الشهير علاء هراس الذي طلب أن أسأل وزير المالية ورئيس المصلحة عن عدد مأموري الضرائب في أكبر مصلحة إيرادية وأعمار نصفهم التي تقترب من سن الإحالة للمعاش، وعلي حد تعبيره فإن ما لا يقل عن 5 آلاف مأمور سوف يحالون للمعاش خلال العامين القادمين، ويتساءل : ماذا تنتظر من مأمور عمره أكثر من 50 سنة .. هل يستطيع اللف والدوران علي أماكن المتهربين وهل يمكنه فحص 10 آلاف ملف ضريبي وحده .. ولوسقط أحد تلك الملفات أوتقادم وسط هذه الضغوط يتعرض للمساءلة وربما السجن، ناهيك عن ضياع أموال الدولة ! .. ولذا فإن العديد منهم يلجأ للهروب من المصلحة للعمل بالخارج أولدي القطاع الخاص حيث المرتب الأعلي .. باختصار هويطلب إعادة نظر لأوضاع موظفي الضرائب حتي تستقيم الأمور علي حد قوله !