يري المترجم عبد الرحمن الشرقاوي أن الكتاب الذي قام بنقله إلي العربية تحت عنوان »الرواية والخيال الريفي في مصر» للناقدة المصرية المغتربة سماح سليم هو أبرز الدراسات التي تناولت صورة الفلاح والقرية والريف في مصر في الأعمال السردية المصرية منذ نهاية القرن التاسع عشر وحتي نهاية القرن العشرين، حيث يسعي هذا الكتاب إلي بيان الطبيعة النوعية المميزة لهذه الصورة وتحولاتها عبر الزمن في النصوص السردية البارزة وارتباط هذه الصورة بالسياسات الوطنية وتجلياتها في الأدب، ويبحث الكتاب عن كيفية تحقق هذه الصورة ودلالاتها في الأعمال الروائية المصرية من خلال البحث في الاستراتيجيات السردية والتعددية اللغوية في الأعمال، وقد توقف الكتاب عند أعمال النديم ويعقوب صنوع، ومحمود طاهر حقي، ود.محمد حسين هيكل، وتوفيق الحكيم، وعبد الرحمن الشرقاوي، وعبد الحكيم قاسم، وبهاء طاهر، ويحيي الطاهر عبد الله، وغيرهم من الروائيين المصريين في الفترة من عام 1880 إلي عام 1985.. ويقول الشرقاوي: يتفق الكتاب الصادر عن المركز القومي للترجمة - مع كتاب »الروائي والأرض» للناقد الراحل د.عبد المحسن طه بدر في اعتماده علي النصوص ذاتها، ومعالجة الموضوع نفسه، ويختلفان في المدي الزمني، والمنهج النقدي، ووجهة النظر، فهما يعتمدان علي روايات محمود طاهر حقي وهيكل والحكيم والشرقاوي وقاسم، لكن سماح سليم تعود إلي نصوص أقدم كما تمتد بدراستها إلي التالية لم يتوقف عندها بدر، فهي تعود إلي صورة الفلاح في هز القحوف لشرح قصيدة أبي شادوف في القرن السابع عشر، وتصل في النهاية إلي رواية »شرق النخيل» التي لم تكن ضمن النصوص التي درسها عبد المحسن طه بدر، أما الاختلاف الثاني، والأكثر جوهرية فيكمن في أن عبد المحسن كان معنيا بالبحث في رؤية الأديب الواقعية للعالم وقدرته من خلال هذه الرؤية علي التصدي لموضوع القرية والفلاح علي النحو الذي يكشف طبيعة الواقع ويسعي إلي تقديمه إلي القارئ ليشاركه هذه الرؤية، وقد كان تركيزه علي من يستطيعون رؤية عالم القرية رؤية حقيقية صحيحة من وجهة نظره، أما سماح سليم فقد كانت معنية ببيان تقنيات السرد واستراتيجياته التي تبرز هذه الرؤية في سياقه الأعم مع التركيز علي الجانب اللغوي الذي يظهر تعددية لغوية ووضعا معقدا متناقضا لشبكة المصالح المرتبطة بالقرية وبالفلاح وكيفية توظيف صورة الريف المصري في إطار ثقافي وسياسي واجتماعي أشمل.