كارثة! مواقع عديدة اتخذت من التنمر أسلوبا للحياة! داخل الاسرة، في المدرسة، في النادي، في هيئات ومؤسسات، في وسائل النقل،.....،.... التنمر بين الاطفال مرفوض، لكن ماذا عن تنمر الكبار بالصغار؟! عندما يتنمر مدرب بلاعب ناشئ، أو معلم بصبي، أو بائع بطفل،....،.. تنمر الكبار أصبح ينافس كظاهرة خطرة ما يحدث بين الاطفال والصبية تجاه أحدهم، وكأن هؤلاء الكبار سنا يقدمون القدوة في أسوأ تجلياتها. بدلا من أن ينهي الكبار بحكم خبرتهم وأعمارهم وأدوارهم عن التنمر ، إذ هم يقدمون النموذج الفج، حينما يلجأون للتنمر في إدارة علاقاتهم بمن لا يستطيعون رد أذاهم! ثم إن تنمر الكبار اتسعت دوائره، فإذا هم يتنمرون بالأضعف بغض النظر عن عمره أو أي اعتبار آخر، ما دام بوسعهم إلحاق الضرر به عبر الاستهزاء والسخرية، والايذاء، وكل ما يستطيعون من أدوات التنمر. ما فعلته محافظ دمياط ردا علي تنمر مدرس بتلميذة بسبب لون بشرتها، رد فعل جيد، ولكن هل يتفرغ المسئول، أو يمنح جزءا من وقته يوميا لمواجهة الظاهرة المتنامية؟ أظن أن المجتمع بصدد محنة حقيقية تهدد معاني السلام الاجتماعي في الصميم، من ثم فإن علي الجميع التكاتف في مواجهة تفاقم ظاهرة التنمر، وانتشار نطاقاتها بوتيرة متسارعة، قبل أن تستعصي علي العلاج، أو أن تتحول إلي وباء لا يبقي ولا يذر. ليس في الأمر أدني مبالغة، فقط أقول لمن يري عكس ما أري: انظر حولك وسوف ترصد هولا أنت غافل عنه، ولا تنتظر حتي يصل إليك لهيبه. واجهوا نار التنمر قبل أن تلسعكم، أو تحرق فلذات أكبادكم.