أصدر الدكتور مظهر شاهين، إمام وخطيب مسجد عمر مكرم، بيانا جاء فيه : انطلاقا من حالة الشعور النفسي الواحد والتضامن الأخوي الصادق، والمصير القومي المشترك، والوازع الأخلاقي الحميد، الذى يربطنا تلقائيًا بالأزمة فى ليبيا، ومع المجتمع الليبى بمعناته. وأضاف : إننى أتابع بشغف، وحرص شديدين، ما يستجد من أمور، فى الشأن الليبى، على مختلف الأصعدة السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية، المحلية منها والدولية. وتابع : أسعدنى - وفقًا لمعلومات مؤكدة - ما يقوم به الدكتور سيف الإسلام القذافى، من جهود حثيثة ومضنية، تهدف إلى بلوغ غايات اجتماعية ووطنية عظيمة، يأتى على رأسها نبذ الضغائن والشقاق والأحقاد، ولم الشمل، وتوحيد الصف، وإعلاء القيم الأخلاقية النبيلة، بين أبناء الوطن الواحد. وأردف: لقد زاد من مساحة سرورى، أن هذه المساعى التى يقوم الدكتور سيف الإسلام، كانت قد بدأت منذ سنوات، بدوافع وطنية شخصية، وشعوه بحجم الخطر، الذى يتربص بمستقبل بلاده. كما أنها جاءت أيضًا كاستجابة صادقة منه، لتلك المناشدات والنداءات المتكررة، من معظم أبناء القبائل بالمدن والقرى الليبية، بضرورة تدخله الشخصى، لثقتهم فى قدرته على إنجاز مهمة المصالحة المجتمعية والوطنية الجادة، وحرصهم على القيام بواجبه الوطنى والأنسانى، تجاه وطنه، للخروج به من أزمة حقيقية، سوف يؤدى تجاهلها إلى تلاشى كل المقومات اللازمة لبناء الدولة، وطمس كل الخصائص الداعمة لترسيخ الهوية الوطنية. وأضاف شاهين : لقد بات واضحًا للجميع، بأن السبيل الوحيد لإنقاذ ليبيا، وإعادة استقرارها السياسى والاقتصادى، لا يكون إلا من خلال الانتصار على الإرهاب بكل أنواعه، وهذا لن يتحقق إلا لتقوية النسيج المجتمعى، وربط أواصر المحبة والإخوة وتنقية النفوس، و نزع فتيل الفتن والاحقاد، التى نجحت إلى حد ما المؤامرة الخارجية، عبر السنوات الماضية، على تأجيج نارها، بين أبناء الشعب الواحد، الذى تعايش بسلام وإخاء، لحقب زمنية طويلة. وتابع : إننى كمواطن مصرى عروبى قومى، يؤمن بأن أمن مصر، هو جزء لا يتجزأ من أمن ليبيا، وأن استقرارها بمختلف أنواعه، مرتبط بها أيضًا، وبعد كل تلك المحاولات غير المثمرة، للحراك السياسى فى ليبيا بعد 2011 م، والعراقيل المختلفة، التى اجهضت جهود العمل الاجتماعى، فأننى أدعم بقوة رغبة أغلبية الشعب الليبى، نحو الدفع بجهود الدكتور سيف الإسلام القذافى، لتحظى بنصيبها، ولتجد طريقها نحو النجاح، فى تحقيق غايتها العظيمة، المتمثلة فى بناء ليبيا من جديد، لتكون دولة مستقلة بسيادتها الكاملة، مدنية، ديموقراطية، موحدة، تنعم بالحرية والعدالة والمساواة، والتعايش السلمى، وتزدهر بتحقيق الأمن والاستقرار والرخاء، للشعب الليبى الشقيق. وفى هذا الصدد، فأننى أرفض بشدة، أى محاولات ظالمة تعسفية، وغير قانونية، تقوم بها المحكمة الجنائية الدولية، تجاه الدكتور سيف الإسلام القذافى، أو أى حالات مماثلة له، تؤدى إلى عرقلة جهوده، فى مسار المصالحة الوطنية داخل ليبيا، بالشكل الذى يطيل من أمد الفوضى، ويفاقم من معدل الأزمة بها. كما أننى استغرب شخصيًا، كيف لهذه المحكمة، التى ينبغى أنها تكيل بميزان العدل لإحقاق الحق، أن تبذل كل جهودها، للمطالبة بمحاكمة رجل وطنى مخلص، يسعى لعودة الاستقرار لبلاده، تلبية لإرادة شعبها، بينما تتجاهل بالمقابل، ملاحقة دول معينة كقطر وتركيا وغيرهما.. تلك التى مارست العبث والإرهاب الحقيقى بشكل صريح، وانفقت الأموال الطائلة، على تمويله بالشكل الذى أدى إلى انتشار الفوضى العارمة فى بلدان كانت آمنة ومستقرة، كما هو الحال فى ليبيا، وبعض الدول الأخرى، التى تضررت من سياسات تلك الدول العابثة، والذى راح ضحيتها الآلاف من الشهداء، وملايين المصابين والمشردين.