رئيس جامعة المنوفية يستقبل لجنة قطاع الإعلام بالمجلس الأعلى للجامعات    غرفة عمليات لمتابعة امتحانات الفصل الدراسي الثاني بكفر الشيخ    نقل النواب تناقش طلبات إحاطة بشأن الطرق والكبارى    مصر رئيساً لاتحاد المعلمين العرب للدورة الثالثة على التوالي    تحقق الاستقرار والتوطين.. التجمعات الزراعية «حياة جديدة» بأرض الفيروز    تعديل رسوم التراخيص والغرامات للعائمات الصغيرة بقناة السويس    بشرى سارة.. تعديل كردون مدينة أسوان وزيادة مساحته ل 3 أضعاف    البرلمان الأوروبي يوافق على القواعد الجديدة لأوضاع المالية العامة لدول الاتحاد الأوروبي    .. وبحث التعاون مع كوريا الجنوبية فى الصناعات البحرية    السعودية تدين استمرار الاحتلال الإسرائيلي في ارتكاب جرائم الحرب الشنيعة في غزة    أوكرانيا: روسيا ستقصف أماكن غير متوقعة.. ونحن نستعد لصد أي هجوم    تشيلسي يهاجم آرسنال ب«جاكسون وماديوكي ومودريك»    بدء فاعليات الحفل الفني بقصر ثقافة العريش بحضور وزيرة الثقافة ومحافظ شمال سيناء    مدرب مفاجئ ينضم لقائمة المرشحين لخلافة توخيل    العميد يؤجل طلب إضافة عناصر لجهاز المنتخب لبعد مباراتي بوركينا فاسو وغينيا    اتحاد الكرة يطلب حضور 50 ألف مشجع أمام بوركينا فاسو    صدمة في ليفربول| غياب نجم الفريق لمدة شهرين    الرمال المثارة تصل اليونان.. هل تؤثر على مصر؟.. الأرصاد تجيب    براءة «عدلي القيعي» من تهمة سب وقذف «ممدوح عيد»    "تعليم البحيرة": تخصيص 125 مقرًا للمراجعة النهائية لطلاب الإعدادية والثانوية - صور    المشدد 15 عامًا ل4 مدانين بالشروع في قتل سائق وسرقته بكفر الشيخ    بدء حفل فني على مسرح قصر ثقافة العريش بحضور وزيرة الثقافة    إطلالات مثيرة وجسم رشيق..كيف أثرت ابنة مي كساب على قرار فقدان وزنها؟    افتتاح محاكي لأرشيف سينما الجنوب بمهرجان أسوان لأفلام المرأة    عمرو يوسف يكشف عن حقيقة وجود جزء ثاني من «شقو»    العقرب.. تفاصيل شخصية دياب في فيلم "السرب"    العيب الحقيقى    صبري فواز وسلوي محمد على يفتتحان «سمبوزيوم» المرأة والحياة ب«أسوان لأفلام المرأة»    بالفيديو.. خالد الجندي يشيد بكلمة وزير الأوقاف عن غزة بمؤتمر رابطة العالم الإسلامي    دعاء قضاء الحاجة في نفس اليوم.. ردده بيقين يقضي حوائجك ويفتح الأبواب المغلقة    "بقى فخم لدرجة مذهلة".. خالد الجندي يشيد بتطوير مسجد السيدة زينب |فيديو    الاعتماد والرقابة الصحية توقع بروتوكول تعاون مع جامعة المنوفية    «صحة كفر الشيخ» خامس الجمهورية في تقييم القوافل العلاجية ضمن حياة كريمة    دراسة: الوجبات السريعة تسبب تلف الدماغ عند الأطفال    قضايا الدولة تشارك في فعاليات مؤتمر الذكاء الاصطناعي "ويبو"    غدا.. تدشين مكتب إقليمي لصندوق النقد الدولي بالرياض    للحوامل.. نصائح ضرورية لتجنب المخاطر الصحية في ظل الموجة الحارة    كشف ملابسات سير النقل الثقيل في حارات الملاكي بطريق السويس الصحراوي    حذر من تكرار مصيره.. من هو الإسرائيلي رون آراد الذي تحدث عنه أبو عبيدة؟    التوقيت الصيفي 2024.. مواقيت الصلاة بعد تغيير الساعة    إبداعات فنية وحرفية في ورش ملتقى أهل مصر بمطروح    مؤشر الأسهم السعودية يغلق منخفضا    النسب غير كافية.. مفاجأة في شهادة مدير إدارة فرع المنوفية برشوة الري    أبو عبيدة: الاحتلال الإسرائيلي عالق في غزة    محافظة الجيزة تزيل سوقا عشوائيا مقام بنهر الطريق بكفر طهرمس    100 قرية استفادت من مشروع الوصلات المنزلية بالدقهلية    رئيس الوزراء يحدد موعد إجازة شم النسيم    سيدات سلة الأهلي يواجه مصر للتأمين في الدوري    محافظ كفر الشيخ ونائبه يتفقدان مشروعات الرصف فى الشوارع | صور    هل يحق للزوج التجسس على زوجته لو شك في سلوكها؟.. أمينة الفتوى تجيب    نستورد 25 مليون علبة.. شعبة الأدوية تكشف تفاصيل أزمة نقص لبن الأطفال    السفير طلال المطيرى: مصر تمتلك منظومة حقوقية ملهمة وذات تجارب رائدة    «النواب» يبدأ الاستماع لبيان وزير المالية حول الموازنة العامة الجديدة    خلال الاستعدادات لعرض عسكري.. مقتل 10 أشخاص جراء اصطدام مروحيتين ماليزيتين| فيديو    قطاع الدراسات العليا بجامعة القناة يعلن مواعيد امتحانات نهاية الفصل الدراسي الثاني    الرئيس السيسى يضع إكليلا من الزهور على النصب التذكارى للجندى المجهول    توفيق السيد: غياب تقنية الفيديو أنقذ الأهلي أمام مازيمبي.. وأرفض إيقاف "عاشور"    الإفتاء: التسامح في الإسلام غير مقيد بزمن أو بأشخاص.. والنبي أول من أرسى مبدأ المواطنة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



علاء خالد: أملأ فراغات نفسي بالناس والأمكنة
نشر في أخبار الأدب يوم 13 - 10 - 2018

لقطة طويلة LONG SHOT بمقاييس السينما ولغتها. نهار داخلي، يظهر علاء خالد خلف مكتبة الصغير يراقب العالم من حوله. لكن الكاميرا سرعان ما تصطدم بسور علي بعد خطوات من الشرفة الزجاجية الكبيرة. بسرعة، يأتي صوته مفسرا متأسيا: لم يكن المكان هكذا.. لم يكن هكذا أبدا.
يستمر: »كان هذا المكان مقرا للجاليات الأجنبية، كان وجودهم طبيعي جدا، ومؤثر جدا علي شكل المكان وطبيعته«. كان وجودهم مبررا لافتتاح «فراديس» في هذا المكان. كان الجاليري «مشروع عمر» هكذا كان يفكر هو وسلوي زوجته وقت افتتاحه، لكن أحداثا كثيرة جرت، جرته معها لخلفية المشهد، هدمت الفيلات ورحل الأجانب، ظهرت العمارات والأبراج، وتغير الناس من حوله، ربما تغيرت أفكار أصحابه أيضا، صار كنغمة جميلة وسط جملة لحنية لا معني لها، لم يعد يصلح «فراديس» ك «مشروع عمر» لكنه بات مكانا مناسبا للمراقبة واجترار الذكريات، من مكان المراقبة ذاك، من «فردوسه» الخاص، يصبح علاء خالد كالجمل فعلا كما يشبه نفسه، يحتفظ بكل ما يراه من شرفته الواسعة في جيب عميق تحت جوف عينه، ليخرجه في الوقت المناسب، ليستمع وهو يجرش هذه المناظر والأحاسيس والذكريات والوجوه، وربما يفكر في المستقبل.
المستقبل، الجملة الأساسية في دماغ علاء خالد الآن، بعد تجربة مرض صعبة وخطيرة، يفكر ماذا يفعل بسنواته الجديدة «المنزوعة من فم الأسد».
اصطادته الكاميرا في لحظة التفكير العميق تلك، لحظة التخطيط للمستقبل، لحظة إعادة ترتيب أوراق اللعبة كلها، لحظة اهتز كل شيء ولم يعد شئ علي حاله.
«عندما تعجز أن تري المدينة من داخلها، ولا تري ماذا يجري وراء هذا السطح الذي يغلي باستمرار، عندها يكون من المناسب أن تغادرها إلي محيطها، إلي المستبعدين عنها، إلي ضواحيها التي تشف عن فائض المدينة». نصيحته التي لا ينفذها فقط في كتاباته عن السفر، بل حتي في كتاباته الأدبية نفسها، يتجول في العالم بحثا عن الإنسان، وعن الوجه الآخر للمدن، فالأدب الحديث في رأيه تمحور حول الغربة والاغتراب والسفر، بصفتها الأداءات الجذرية المتاحة، الطريق ذا الاتجاه الواحد، للبعد عن البيت والوطن والحب، و«إذا كان الأدب قد سار مع رحلة عوليس، في نصفها الأول المرتبط بالسفر وترك الديار، ومكوثه علي الجزيرة، فربما نحتاج الآن أن نري النصف الآخر من هذه الرحلة: العودة».
بطريقته الخاصة يستكمل علاء ذلك الجزء الناقص في الخريطة، يربط بين مكانه الأصلي وأمكنة السفر، يمد جسور المعرفة ذهابا وإيابا، طريق باتجاهين، ليوسع مفاهيم البيت، والوطن، «خلود المسافر بدلا من سفر خلوده» كما يقول، عودة لإحياء البيت، والوطن، ولكن في مكان جديد وبعد رحلة طويلة.
في رحلته الطويلة تلك يصدر ديوانه الأول »‬الجسد عالق بمشيئة حبر» عام 1990، وبعد سنتين يلحقه بديوان »‬وتهب طقس الجسد إلي الرمز»، ثم »‬حياة مبيته» عام 1995، وفي العام نفسه يصدر أيضا »‬خطوط الضعف» الذي يسجل رحلته إلي واحة سيوه ويمزج فيه بين سيرته الخاصة وسيرة الواحة، يتوقف عن النشر حتي عام 2000 عندما يصدر كتاب »‬المسافر» وAطرف غائب» الذي يجمع بين القصة والمقال الطويل والحكايات. لكنه خلال تلك الفترة أصدر مع زوجته سلوي رشاد والكاتب مهاب نصر والفنان محمد أبو النجا مجلتهم الفريدة »‬أمكنة» التي تعني بثقافة المكان. يعود للشعر عام 2006 بديوان »‬كرسيان متقابلان» ثم »‬تصبحين علي خير» في العام التالي، وهو مرثية طويلة تحكي العلاقة مع أم غائبة. في 2009 يصدر رواية »‬ألم خفيف كريشة طائر تتنقل بهدوء من مكان لآخر» يقدم فيها فصل من فصول الإسكندرية، إسكندرية الناس العاديين، وفي 2012 يكمل رحلة التأريخ تلك ب »‬وجوه سكندرية» يحكي فيه تاريخ الإسكندرية عبر الرموز والصور، يجسد الجانب الخاص من المدينة، في العام نفسه يصدر ديوان »‬تحت شمس ذاكرة أخري» عن رحلته لألمانيا وإقامته في بيت »‬هاينرش بل» تلك الإقامة التي سيعود إليها مجددا في روايته الصادرة مؤخرا »‬أشباح بيت هاينرش بل». في 2014 يصدر ديوانه »‬لمرة واحدة» ويقيم فيه علاقة مجازية مع الموت، استباقا لحدوثه، في 2016 يعود لكتب السفر فيصدر »‬أكتب إليك من بلد بعيد» سجل فيه رحلاته للمغرب والبرازيل ومارسيليا والجزائر وأمريكا واليونان، وكان قبلها قد أصدر »‬مسار الأزرق الحزين» الذي سجل فيه رحلته مع المرض، تلك الرحلة التي غيرت كل شيء.
كمن يسابق الوقت يفكر علاء خالد في حياته الآن، حتي عندما يتحدث، فإن الكلمات كأنما تتسابق للخروج، وراء كل كلمة، كلمة أخري، وخلف كل فكرة، أخري تتزاحم في رأسه، يحاول أن يخرجها بأوضح كلمات، حتي تصلني كما يريد، أشعر أحيانا بضغط الأفكار علي رأسه، وبشفقته حين يدرك أن علي صياغة هذا كله من جديد.
بعد نصف نهار من الحديث أشفقت عليه وأنهيت حوارنا الممتد الذي لم يقطعه سوي مرة واحدة
لإبعاد شخص ظن أنه سيترك سيارته قبالة شرفته الكبيرة.
سِفر اللحظة الضاغطة
- وقت إصدار العدد الفائت من »‬أمكنة» في 2014 والذي تضمن شهادات عن الثورة، سألتك عن شهادتك الشخصية، ولماذا لم تضمنها في العدد، وقلت إنها ربما تظهر في سياق آخر.. هل »‬أشباح بيت هاينرش بل» هي التي كانت مقصودة؟ هل كنت بدأت في كتابتها وقتها؟
لا لم يكن هناك تخطيط. ما حدث أنه أثناء الثورة كانت تظهر أيقونات، مشاهد، وصور، لم أكن أستطيع التحليل وقتها، لكن ما أعرفه أن هناك لحظة ضاغطة علي الجميع، علي اللغة وعلي الأفكار، فربما كنت أقرب للفكرة الشعرية، هي الوسيلة الأقرب ربما لهذا النوع من الأحداث، لن أحكي، لكن أرصد مشاهد، مثلا الشاب الذي يفتح صدره أمام النيران. هناك رمزيات كثيرة كانت تتكون داخل اللحظة، بعدها أدركت أن هذا هو الأقرب لي، الرمزيات التي لها مشاهد، أو لها أفكار، هذا ما كان يشغلني وقتها، لماذا؟ لأنها اللحظة السريعة، لأنها لا تحتاج لتأويلات، يمكن حملها أثناء المسير، وفي الوقت نفسه لها اكتمالها، ربما يمكن القول إنه لم تكن هناك مشاهد ناقصة، كل المشاهد كانت مكتملة للنهاية، لأن عناصرها كلها كانت موجودة، ربما في لحظة أخري كنا سنحتاج لتأويلات، لكن هذه المرة كان الفعل الإحداثي كبير، المشهد وتفسيره متاح أمامك، لذا وقتها لم أكن أسجل سوي هذه المشاهد.
وقت بدأت العمل علي الرواية، سألت نفسي ما المناسب؟ ما الذي يمكن فعله؟ خصوصا أن الرواية تقوم علي مشهد تذكر، أنا لست محللا، لكن عندما قرأت عن 68 مثلا وما كتب بعدها، شعرت بالتقاط عمق ما داخل لحظة التحول، وكان هذا الشكل الأقرب بالنسبة لي، لن يضعني في مأزق التفسير، لكن يحمل أيقونه اللحظة، ليكون لها عمقها، ومكانها الشعري وسط الجدل الدائر.
- الإقامة حقيقة، وفي نفس الفترة الزمنية المذكورة في الرواية.. فترة صعبة علي الجميع، كيف اتخذت قرار السفر وقتها؟
فعلا كانت حقيقة، لكن ليس بالضرورة أن يكون الأشخاص كما تم ذكرهم في الرواية، لكن الروح نفسها كانت موجودة، كانت إبريل 2011 تقريبا، تركت واقع ساخن جدا، لواقع مختلف تماما، كنت أشعر بالذنب، ولا أشعر بالذنب في الوقت نفسه! كنت أفكر فعليا في الرحيل والعودة، لأن الواقع الذي تركته كان ضاغطا جدا، كنت يوميا في الشارع سواء في القاهرة أو الإسكندرية بدون أي تفكير في الراحة، كما لو أن الجمع هو الذي يفكر، كما لو كان النزول ليس قرارا فرديا.
أتذكر مشهدا غريبا لكن دالا بالنسبة لي، في مسيرة معينة، وكنا بانتظار قرار رحيل مسئول ما، ربما كان شفيق، وأمام أحد المحلات أعلن شخص ما فجأة أن القرار صدر وأن المسئول رحل فعلا، وعربة الإذاعة التي كانت تصاحب المسيرة بميكرفونات أخذت عنه الخبر ونشرته في المسيرة، وانتشر الفرح والتهليل في المسيرة بالكامل، بعدها تأكدنا أن الخبر غير صحيح تماما وأنه لم يحدث شيء، هذا النوع من الأحداث يجعلني أفكر في القدرة علي التأثير وقتها، أن قشة صغيرة قادرة علي تغيير مسار النهر؛ رغم بساطة الشخص الذي أعلن الخبر، لكن خلفه شيء ما جعل لما قاله كل هذا التأثير حتي ولو كان كذبا أو غير حقيقي، كنا فعلا علي حافة إحساس، علي حافة وهم، علي حافة حقيقة.
- وقت الإقامة لم تكن تفكر في الرواية؟
لا. لكن كنت أريد أن أكتب فقط. أخذت معي هذه المشاهد أو المذكرات، وبدأت هناك العمل عليها. في لحظة معينة حدث تداخل بين مشهدي اليومي مع المجموعة في الإقامة، وبين المشاهد التي جمعتها خلال الثورة، لكن بعدها بأربع سنوات! وقتها لم أكن أفكر في هذا، كنت أسجل يومياتي في الإقامة، وفي نفس الوقت أدقق ما جمعته في الثورة.
- أخذت بذرة الثورة معك لهذه الإقامة الأدبية لتفتح لها زمنا جديدا ليكتمل نمو النص/الثورة. لكنك في الرواية نفسها تتشكك في عملية التهجين تلك، قلت أنها ربما تخلق كائنا مشوها أو بصفات جديدة.
الحقيقة أنني أقرب للوصف الأخير.. فالمقالات والشخصيات الحقيقية ربما تذهب بالرواية في اتجاه جديد غير معتاد. تقدم الروائي كشخصية روائية لكن الأبطال لا تتطور عبر الأحداث، بل عبر تبادل الأفكار كأنها في برنامج واقعي أو فيلم تسجيلي.. هذا الشكل الكتابي إضافة إلي إمكانية الوصول لمعلومات حقيقة عن الشخصيات بوصفها شخصيات حقيقية فعلا يبعد بالكتاب عن الشكل »‬التقليدي» للنص الروائي.. كيف تري المسألة؟
هذا حقيقي تماما. الرواية كما يقال رواية أفكار. التطور كما تقول كان في الأفكار، في صدام الفكرة مع مثيلتها، والناتج الذي يحدث من النقاش مع الكتاب الآخرين، البطولة الحقيقة للأفكار التي ليست كلها لي، لكن لآخرين طوروها وتناقشوا حولها، الرواية في المجمل حالة، بها ما يمكن تسميته بالثرثرة الفكرية، نص يحمل أفكار كثيرة، لكن بشكل يجعل الفكرة مجسمه داخله، ليست محاضرة نظرية أقصد، كلما حدث ذلك كلما شعرت أني اقتربت من تحقيق الشكل المطلوب. وربما لأن هناك فكرة أكبر كنت محملا بها في ذلك التوقيت، ولولا وجودها كان كل هذا تحول لفكرة نظرية، وكأني أجري حوارات مع مجموعة من الكتاب، لكن الثورة كانت مكان جاذب يدير حركة الأفكار، لهذا حرصت علي وجود المقالات داخل النص، طبعا ليست كلها مقالات منشورة بالفعل، فهناك مقالات كتبت لتكمل الفكرة الموجودة في الرواية. هذا الشكل من الروايات موجود، لكنه قليل ربما.
- هل كانت الثورة تحتاج كل هذه الفترة لتظهر في عمل أدبي؟ ولماذا اخترت أن تظهر في الرواية بدلا من الشعر؟
المادة التي جمعتها ظلت معي 5 سنوات، افتحها وأغلقها، ولا أعرف ماذا أفعل بها، حتي ظهرت فكرة المقالات، وقتها شعرت أن هناك حلولا بدأت تظهر، كنت أبحث عن زمن آني يجتمع مع اللحظة المطلقة، مع هؤلاء الذين يتحدثون في مجردات الثورة.
- لماذا لم تظهر في الشعر؟
الرواية بها الحس الشعري. السمة الغالبة علي رواية الأفكار تلك أن بها حس شعري، تلك الأفكار الجامدة أصبح لها »‬ختمة» أو »‬قفلة» أو »‬رنة» كما يقال. أنا مستوحي المنهج الشعري داخل لحظة الكتابة، لكن فعلا لا أعرف لماذا لم تظهر الثورة كشعر، لم أفكر في أن أكتب قصيدة عن الثورة طوال هذه السنوات، بالعكس الأفكار كانت مختلفة تماما، كتبت عن الخيول مثلا!
- ربما لأنه ليس انفعالي بالنسبة لك؟
بالفعل. هناك تراكم يحدث، ولن تستطيع أن تراه إلا بطريقتك، ووفقا لزمنك الخاص أيضا، فبداخل كل منا مقاييس زمنية مختلفة، مكان خاص يعتق الأشياء، يضعها في مكان أعمق، ويصنع خلود ما للفكرة، هذا المكان بالنسبة لي هو المكان الشعري، معمل الخلود هذا يستقبل الأفكار والمشاهد ويعتقها ويحضرها للظهور في الوقت المناسب.
لكن الثورة فعلت شيء آخر خلال تلك الإقامة، فالآخر منتظر أن يسمع رأيك، منتظر أن يسمع منك بشكل
عام، ربما باعتبارك الشاهد الوحيد، هذا الشيء ربما كان مجهدا، لكنه أتاح الفرصة لرؤية المشهد من مكان مختلف، ولمراجعة النفس أيضا.
لكن فكرة الشبحية مثلا التي ظهرت في الرواية جائتني أثناء الكتابة الثانية، الشبحية بمعني أن الرواية موجودة في مرآة، أن هناك شاهد آخر لها، وأنت دائما في حضره هذا الشاهد، شعرت أن هذه الفكرة تحرك المشاهد باتجاه الفكرة الروائية، بمعني تعدد الأزمنة والبعد عن الزمن التسجيلي.
- الفكرة الروائية.. هذا بالتحديد ما أريد أن أسأل عنه.. بشكل مباشر، لماذا »‬أشباح بيت هاينرش بل» رواية و»‬أكتب إليك» ليست كذلك؟ ما الحد الفاصل؟ ما تعريف الرواية بالنسبة لك؟
ببساطة شديدة، الشخص الموجود في الرواية أعطيته مساحة للأفكار أكبر مني. بمعني أنه يستطيع أن يفكر ويكتب أن هذا شاذ جنسيا، ويحكم أحكام ربما بها بعض التمييز العنصري، لكن عندما أكتب المقال فأنا أسير بانضباط مغاير، أقرب لي أنا علاء، لكن في الرواية هناك مساحة مختلفة للعب بالأفكار، فلا أفكر كيف ستراني، علاء الموجود في الرواية أخذ مساحة حرية أكبر مني بكثير في تحريك الأفكار، هذه المسافة الزائدة هي مكان التخييل. هي الرواية من وجهة نظري. بالإضافة طبعا للتكثيف الزمني.
الفكرة في النهاية ليست في نسبة الحقيقة لكن في كيفية صياغتها، وترتيبها، وشعريتها، »‬لعبة الكرة الزجاجية» لهرمان هيسه كلها أفكار بغض النظر عن الحقيقة، عبدالفتاح كليطو أحد أهم المهتمين بالشكل الأدبي، كتب أن »‬حصان نيتشه» رواية وهي سيرة أقرب لما كتبه طه حسين، ترصد مراحل تعلمه، حقائق، لكن كيف صاغها، الحقائق لها بطولة هنا، عالم كامل.
السؤال هو هل تحققت المتعة أم لا؟ إدواردو غاليانو لديه حس روائي، يحاول صياغة الأفكار التاريخية روائيا، لكن المقطوعة تأتي في مساحة صغيرة من التعبير، فربما لا تجد الأشخاص التاريخية تلك الراحة أو لا تجد الفكرة المجال أن تتمدد. أنا أعتقد أن الأفكار هنا في »‬أشباح بيت هاينرش بل» أخذت مداها، بطولة حقيقية للفكرة، ولم أبدأها من هنا، بل من »‬خطوط الضعف» كلمة التناقض في حد ذاتها كان لها بطولة في هذا الكتاب، عندما راجعت نفسي وجدت ربما أنه شيء أصيل معي، أقصد تحريك الأفكار في مواقع حياتيه مختلفة، حتي تكتسب جسم وشخصية، تصبح بطل روائي.
- تقول. أو يقول بطل الرواية: »‬طالما يوجد راو ثان للذكريات، فالذكريات أصبحت منزوعة من العاطفة الجياشة، وهو ما يخشي منه في الأدب، وما يتجنبه الأدب الحديث ذو القشرة المغتربة بصفة عامة» ما المقصود هنا؟ ألا يعتبر الكتاب نفسه محاولة ثانية لرواية الذكريات؟
هناك مساحة للعب داخل الرواية. هذا الكاتب الموجود الذي يكتب رواية داخل الرواية، هناك من يكتبه أيضا، نوع من اللعب بيني وبين القارئ، لكني لم ألجأ للشكل معروف مثلا كأن يجد الراوي مذكرات أو شيء من هذا القبيل، لكن جعلت للأمر فتحة مسرحية، أن هناك أقدار لابد أن تدخل، ليس بالضرورة أن تكون مبررة، وتحدثت في الأمر مع أصدقاء أيضا حول هذه الفكرة ربما لأنها مؤرقة، وسيصدر قريبا عمل آخر يكمل هذا الخط ويوضح الفكرة، به هذا الصوت الأكبر.
هي فكرة بنيوية، أن يخرج النص منزوع العاطفة، بحيث يكون محايد بقدر ما، بدون النزوع لعواطف لزجة أو كلاسيكية، لكن أشعر في الحقيقة أننا أصبحنا في مكان آخر؛ في لحظة التغيير الكبري التي مررنا بها، تم إقصاء نوع من العاطفة، بمعني أنني أتصور أن هناك راوي جديد الآن، لم يصنف بعد لكنه موجود، شيء جديد، لم يتم التنظير له، هناك ذات جديدة داخل المجتمع لم يتم الانتباه لها، ربما تظهر في أنواع مختلفة من الأدب كروايات عبير مثلا التي تكتب الآن بأشكال مختلفة، أقصد أنه كان هناك قناة معينة مر بها الأدب، جعلنا ننظر لأي شيء من خلالها، ونحكم علي الأدب من خلالها، مثلا أن يتم النظر لكتابات هنري ميللر كروايات، اقرأ »‬مدار الجدي» وكلها كسر في النسق اللغوي بشكل سريالي، تعدد الأشكال هناك يتيح ذلك، لكن قلة الأشكال عندنا أغلق إمكانية التعبير لدي ذوات معينة، أصبحنا نستغرب وجود هذا الصوت.
- »‬أي ثورة مهما كانت دمويتها أو نقائها هي ثورة ناقصة» هذه الأحكام هل كانت موجودة وقت تسجيل المشاهد الأولي، أم وقت الكتابة الثانية؟ ماذا تقصد علي أي حال؟
زوفنكو، المرافق للبطل في الرحلة لدية ثورة سابقة، هو المستقبل بالنسبة له، كأن معه مستقبل الثورات. لكن الأهم بالنسبة لي أن تعتبر أن البطل مخطئ، قلت لك إنني أتحرك في مساحة أرحب بكثير، هذا شخص في رواية، أحكم عليه، أنا أعطي لك هذه المساحة، قول إنه مخطئ، فاشل، عنصري، لأول مرة أشعر أنني خلف هذا الشخص، وأنني أتحرك في مساحة أرحب بكثير.
- هل كانت الرواية تحتاج –فنيا- ما يحرك تفكير القارئ نحو ما تريد؟
ربما يكون هذا صحيحا، لكني دائما ما أشعر أن الشكل الفني يتكون تبعا لوعي الأشخاص، بالنسبة لي الشكل أخذ وقته حتي يتكون بهذه الطريقة، كان هناك قرائن جعلتني مطمئن لهذا الشكل حتي لو كنت لا أعرف بالتحديد ما هو هذا الشكل، لكن الطبقات التي تكونت كانت مؤشرا بالنسبة لي، وبالطبع ليس بالضرورة أن يستقبل القارئ العمل كما أخطط أنا، لكن حتي لو لم أحقق الشكل الأمثل للتلقي فأنا في الطريق له، هكذا أشعر.
جغرافيا متوهمة
- كتابة »‬الرحلة» شيء أصيل في تجربتك، وحتي »‬أمكنة» تعتبر امتداد لمشروعك في هذا الاتجاه الذي قدمت فيه مؤخرا كتاب »‬أكتب إليك من بلد بعيد». بشكل عام لماذا لم يعد هذا الشكل الكتابي منتشرا، لماذا اختفي »‬أدب الرحلات».. من السبب في نظرك: الكتاب أم الناشرين أم القراء؟
لأن الثقافة انهارت، هذا الشكل كان موجود في فترات التعدد، محمد التابعي، وأحمد الصاوي محمد، وآخرين كانوا يسافرون في العالم ويكتبون كتابة لطيفة جدا، وكتاباتهم لم يكن فيها حس الدونية، كانت مناقشات حقيقية مع الثقافات الأخري، بعد اختفاء التعدد في المجتمع، بعد 52 أصبح هناك ميسم معين تمر منه نظرتنا للغرب، لابد أن أقهره لأنه يقهرني، الفكرة بعد الكولونيالية بدأت تعمل، النظرية السياسة تحجم الجميع، حتي الآن، من يسافر للغرب يحمل معه فكرة الإدانة تلك، يسافر بغرض الإدانة، يقتص منه، كأننا جميعا أولاد للفكرة السياسية تلك، كأنه لا وجود لأفكار كونية تجمعنا، قبل 52 لم تكن الفكرة السياسية هي الحاكمة، كان هناك فكرة ليبرالية.
هذه الكتابات موجودة في كل مكان، الياس كانيتي في رحلته عن مراكش مثلا. كشف الطرق الداخلية للحياة هي النقط التي تركز عليها هذه الكتابات، البحث عن الإنسان هو ما يحكم هذه الكتابات، بدون أحكام مسبقة، لكن مجرد اللقاء يرسم تقاطعات كثيرة بين حياته وحياتنا، أتصور أن هناك مكان ما في الحياة غير المقارنة يصنع تقاطعات.
- الكتاب فعلا بعيد عن أي فكرة سياسية، إنساني تماما..
الفكر السياسي ضعيف، لأنه يحتاج نصاعة في الحكم، وشعار معلن، قلت في »‬خطوط الضعف» إنني أريد أن اكتشف داخل المشهد الاجتماعي الجزء الذي يخصني. هذا الجزء الذي يخصني ربما يكون موجود في أي مكان، ولو كان المشهد الاجتماعي مسيس كله، فلن أستطيع الوصول لهذا الجزء أبدا.
هناك شيء أخر مهم، فهذا النوع من الكتابات تراكم لكتابات أخري أشعر بالفعل أنني مدين لها، القراءة المبكرة لهذه الكتابات، جعلت الكتابة في السفر شيء حاضر دوما في ذهني، ومشاهدة العالم وفق هذه الرؤية.
- تقول في »‬أكتب إليك» إن»‬الشرق أحد أمراض الغرب النفسية».. غير تقليدية هذه الفكرة، العكس هو المطروح دائما..
الكتابات التي أنتجها الاستشراق جعلت من الشرق المكان الروحي، والثقافة أحيانا تسيرها الأوهام، فمادية الغرب تبحث عن نقيضها لتكمل نفسها، وربما توجده حتي لو لم يكن موجودا، لأن الفكر أقوي من الرؤية، إلا لو أعيد إنتاج الفكرة من جديد بتراكم غير رأسمالي، وغير استعماري. هناك نظرية تسمي الجسم الناقص، وفيها يكمل الشخص الذي فقد عضوا، عضوه الناقص بالخيال، العالم أيضا له هذه الوحدة والتكامل. كأنه أصبح هناك تصور عالمي للثقافة -يمكن للأشخاص تكسيره- لكن هناك مكان ما أعلي صاغ هذا التصور وسار علي نهجه، أغلب رحلات الرحالة منذ القرن الرابع عشر لمصر والشرق تبين أن القادم يأتي بقانون الخلاص، الرحالة الفرنسي المعروف فلوبير مثلا اخترع علاقات جنسية غير موجودة مع فتاة في الصعيد، شيء يمكن تسميته بالجغرافيا المتوهمة، لماذا؟ لأن هناك شخص آخر منتظر هذه الصورة ولابد أن تقدمها له. التجربة الشخصية المفتوحة هي فقط من يمكنه تحطيم هذا كله، رغم كل هذه الكتابات، طالما أننا لا نعمل وفق نماذج مسبقة.
- الرغبة في السفر ورائها رغبة في تجاوز المكان، رغبة في الخلود، وأنت تقول في الكتاب أنك تمتلك وعيا مهاجرا مع أنك تعيش في مصر.. غربة تغذيها بالمسافات والسفر والترحال بعيدا عن الوطن، وفي سياق آخر تقول إن السفر أحد وجوه رد الجميل لأخيك.. متي بدأ لديك الوعي بالسفر، وهل فكرت في ترك الإسكندرية في أي مرحلة؟
فكرت طبعا. لكن الوعي بالسفر بدأ معي منذ الطفولة، بدأ مع سفر والدي لرحلة لإيطاليا وألمانيا، كانت فكرة جديدة وغير مطروحة بكثرة، ومع الجامعة بدأ أخي أيضا رحلات لليونان، هنا أخذت المسألة بعدا آخر، ليست في الحكايات التي ينقلها، لكن روح أخري يأتي بها من هذه العوالم، ومن مكان الأخوة ذاك، فهناك روح أخري تسافر معه، كأن جزء مني كان يسافر معه.
وقت الجامعة كنت أشعر أنني أضعف من أن أخوض التجربة، لكن بعدها ربما في التسعينيات أخذت القرار، وكنت مسافر فرنسا فعلا، وتمت الإجراءات وحصلت علي كل الأوراق اللازمة، لكن قامت حرب الخليج فتوقف كل شيء، لكنها كانت لحظة مهمة جدا رغم الإخفاق، قررت أن كل ما كنت أخطط لتنفيذه في باريس سأنفذه هنا، والدي كان في حالة أشبه بالغياب وقتها، حالة اكتئاب، قبل وفاته بعام تقريبا، ورغم ذلك أخذت قرار السفر، لهذه الدرجة كنت ممسوس بالأمر، وسافرت وقتها الصعيد فعلا لمدة أسبوعين، وبعدها أصبح أي مكان مهم بالنسبة لي، كأني أملأ فراغات نفسي بالناس والأمكنة، في البداية لم تكن حتي تحركني فكرة المتعة وربما لم تكن تتحقق أصلا، لكن كنت فقط أريد أن أركب القطار وأنزل في محطة، حتي أعاود الرحلة مجددا مرة أخري في مكان مختلف، حتي لحظة معينة أحسست بأهمية ما أفعله، الناس الذين قابلتهم والأماكن التي نزلتها أصبحت جزءا مني، وعدت إليهم بعدها لحوارات وتسجيلات.
لاحظ إنني ابن مجتمع ضيق، ابن الطبقة المتوسطة، ولم يكن في وقت طفولتي كثير تجارب باستثناء سفر والدي ثم رحلات أخي بعدها، كانت مصر في السبعينيات والثمانينات تبدو كمجتمع أبدي لا نية للتغير فيه.
لكنك وقتها لم تكن بهذا الوعي؟
طبعا لكن كان هناك إحساس بالاكتئاب، إحساس بفقد الروح، هناك شئ كبير ضائع لكنك لا تعرفه، أذهب للعمل كل يوم لكن بدون هدف، تسيير نظام فقط، لكن في سنة 90 قررت إيقاف هذا كله، حدث صدام ما، فكان إشارة بالنسبة لي، تركت العمل، وقررت أن أعيش »‬صايع» بدون عمل، قررت أن أعيد النظر لنفسي داخل طبقة اجتماعية
ومجتمع ضيق يرسم ويحدد شكل الحياة، مع بعض خيوط الشعر والأفكار والأحلام لكنها لا تستطيع أن تغطي علي الكتلة الكبيرة غير المفهومة المحيطة بحياتي، قرار السفر في هذه اللحظة كان بمثابة إعادة اكتشاف للذات من جديد، فتح نفسي علي العالم.
- هل تتذكر أول سفر خارج مصر؟
سنة 95. وقتها كان لي صديق في الإمارات، ورتب لي زيارة لمعرض الكتاب، سافرت مع دار شرقيات، وكان المفترض أن تكون أسبوع لكن استطعت تمديدها لأتجول في الخليج لمدة شهر كامل، وهي فكرة أحاول تطبيقها دائما أن أمد فترة الإقامة بعد المشاركة في أي حدث سواء كانت ندوة أو مهرجان، أبحث عن الجزء الخاص بي، بعدها بعام كانت رحلة اليونان مع سلوي وكتبتها في كتاب بعد حوالي 20 عام، أعتقد أن هذه الرحلة أسست لشيء ما حول فكرة السفر، كانت مشبعة، لأنك تتعرف علي الحياة وحدك بدون قرار سابق.
- في »‬هاينرش بل» و»‬أكتب إليك» تركيز كبير علي ثنائية الغابة والصحراء وليس البحر كما في كتابات سابقة، وكما هو متوقع بحكم قربك منه؟
رغم البحر فإن ثقافتنا صحراوية كما أعتقد، الصحراء ربما تحقق الفكرة الدينية أيضا، فكرة الذوبان، عابد الجابري يقول تقريبا إن البحر معكوس الصحراء، هي أصل التكوين وهي من تصنع الثقافة، الغابة رَحمِية فعلا، ليس بها الانفتاح، الغابة تحتويك، كأنك في لحظة ولادة، كأنها العالم الكامل، في العالم المفتوح تصبح فكرة الإله فكرة أساسية. الصحراء لا تحقق ذلك الاكتمال، لا أقصد أن الغابة عالم كامل مقطوع عن الإله لكن تصلح كعالم لم يولد فيه الإنسان بعد ولم تكتشف فيه حتي السماء، أقصد أن الإنسان مفعول به داخل هذا العالم، الندي في كل مكان، أنت محاط بالماء بالفعل إضافة إلي التشابك الذي تغيب معه الشمس، ربما تكون الغابة فعلا المكان الأصلي الذي شهد ولادة الإنسان، الصحراء لا يمكن أن تقوم بهذا الدور، الصحراء ليست تجربة استقرار.
- أنت حتي لا تبحث عن البحر؟
صحيح. ربما لم يدخل في الحسبان، حتي عندما كنا في اليونان كنا نقطع البحر ليلا فلا أشعر به، كأني علي الأرض. البحر مسطح لطيف، كأرض خضراء.
- لا يوحي لك بالأفكار نفسها التي تطرحها الغابة أو الصحراء؟
ربما لأنه معتاد.. لا أعرف، ربما مزاجيتي الشخصية، ربما يكون مكان التأويل بالنسبة لشخص آخر، ربما أبحث أنا عن الجمل المركبة كالغابة والصحراء.
بالمناسبة، الشغف بالصحراء موجود عندي من الطفولة، كنا نذهب عند أقرباء لنا في كنج مريوط وكانت صحراء شاسعة وقتها، ولم أكن أنزل البحر بسبب الحساسية، هذا المنع ربما شكل حاجز ما مع البحر، لذا عندما كنا نسافر لكنج مريوط كنت أنطلق، كنت أشعر كمن ارتدت إليه روحه، لذا عندما فكرت في السفر سافرت سيوه وأمضيت فترة طويلة هناك.
- في الكتابين أيضا شغف كبير واحتفاء خاص بالأكل، بالطعام بشكل عام؟
الأكل والروائح والأصوات.. الحياة اليومية جزء من الأدب الحديث، كطقوس الشاي في اليابان مثلا. لكن بشكل شخصي أنا لم أكن أحب الأكل، حتي سنة 90 كان وزني تقريبا 65 كيلو قبل أن أترك العمل، وأنا بهذا الطول لاحظ، أول ما تركت العمل، أصبح لدي نهم للأكل، وخلال شهرين قفزت ل84 كيلو، كأن جسمي كان مضغوط ربما لأن النفسية لم تكن مرتاحة، لم يكن الأكل من المباهج بالنسبة لي، بعدها أصبحت أتذوق، بالإضافة للخبرة الشخصية التي كونها السفر بعد ذلك، السفر يفرض عليك ذلك، جزء من التعرف علي المكان يدخل من خلال الأكل، سلوي أيضا تحب ذلك.. المذاقات والتوابل جزء من حياتها وهذا يشجعني جدا.
- سلوي دائما موجودة في كل النصوص، هي أكبر من فكرة شريك.. يظهر هذا في كتاباتك كلها تقريبا..
الارتباط بسلوي كان في لحظة مهمة، كنت غريق، تعرفت عليها سنة 90 في اللحظة التي تركت فيها العمل وتكون لدي الشغف بالسفر، وارتبطنا سنة 95. خمس سنوات كانت فيها سند أساسي قبل أي ارتباط رسمي، كنا نترجم ونتحدث في الفن، كانت تثبتني في الحياة، بجانب أنها تنظر إلي العالم بمنظور مشابه لي، طبعا كان هناك حياة سابقة لكل منا امتدت 30 عاما تقريبا، فكان الارتباط بمثابة حياة ثانية لكلانا.
هناك جانب مهم أيضا فبجانب الشراكة الحقيقة هناك جزء التأويل والتحميل الأدبي، حول فكرة المرأة والحب والزواج لأن مفردات التأويل قليلة.
مس الاعتراف
- بدأت علاقتك بالشعر بمس من الاعتراف أو ربما »‬التطهر». حاولت أن يكون الشعر هو الوسيط الذي يطابق بين داخلك والخارج، قلت هذا الكلام في إحدي شهاداتك. هل يقوم النثر بهذا الدور الآن استبدلتها ب »‬الحقيقة الروائية»؟
طبعا. في الديوان الأول »‬الجسد عالق بمشيئة حبر» صدرته بمقولة لفوكو تقول »‬ينبغي أن أفترض أن خطابي هذا لا يؤمن لي طول البقاء. وأنني إذ أتكلم لا أتحاشي موتي وإنما أؤسسه، أو بالأحري أنني أزيل كل داخليّة، في هذا الخارج الذي لا يبالي بحياتي، هذا الخارج الذي لا يقيم أي فرق بين حياتي وموتي» هذه فكرة حساسة جدا، إزالة الداخلية ألا يكون هناك سوي مكان واحد، أي الاعتراف، أن أستطيع قول كل ما بداخلي، هذا »‬مس الاعتراف» بالنسبة لي، وفي النهاية الاعتراف جزء من التطهر، لو كنت أستطيع تحمل فكرة وجود شخصيتين منفصلتين داخلي ربما لم أكن سأقول هذا الكلام، لكن في هذه اللحظة لم أكن أتحمل هذا، لكن في اللحظة الحالية ربما أستطيع، مع النضج ربما لا يحتاج داخلك لفكرة الاعتراف، هل يعني هذا أن الكتابات الحالية ليس بها سرية؟ لا طبعا، لكنها لا تشكل عبئا داخلي، أشعر أنني أسرب كل شئ حتي لو لم أقله بشكل واضح، وهذا لم يكن موجودا عندما بدأت الكتابة كان هناك شخصيتين واحدة في الخارج وأخري في الداخل.
تأخر نشر الشعر، ألا يقلقك هذا؟
ليست مقلقله، ربما لأنها تكررت، فعدة مرات أتصور أن الشعر اختفي ثم يعود مرة أخري، لأنني لا أعرف كيف يتحرك الشعر، فقط أشعر الآن أن مساحة النثر أكبر، »‬شوف»، أنا أشعر أن الشعر الذي أكتبه سردي بشكل ما، الديوان الأول كان يتحرك في مكان عميق، الآن الشعر يأتي من مكان أوسع.. مشهدي، لذا أشعر أن العلاقة بين الشعر والنثر قريبة جدا بالنسبة لي، وأنا من البداية لم أكن مشغولا بالتصنيف، وكنت أسال نفسي دائما، هل ما أكتبه شعر فعلا أم لا؟ أنا الآن فعلا لا أهتم بهذا، حتي في الرواية أحقق فكرة الالتباس تلك، هل هي رواية أم لا، »‬خطوط الضعف» عمل مهم جدا بالنسبة لي، يعتبر العمل الذي خرج منه كل شئ فيما بعد، الأفكار التي عملت عليها فيما بعد، العالم المادي كيف يتحول لأفكار وشخصيات ومقاييس ومعايير، هذا الكتاب حقق هذا.
- وفق هذه الفكرة فالشعر ذائب وسط الأشكال الأخري وربما لن يعود لشكله القديم..
أعتقد هذا. لا أريد أن أتنبأ لكني أعتقد أن هذا سيحدث فعلا، الشعر فكرة جذرية، بدأ يستعين بأدوات كثيرة ليستعيد نفسه، بالمشهد والحوار، وغيرها، لكن فكرة القول والمآسي ذابت تماما، بداية من صلاح عبد الصبور والمسألة تتغير كشكل شعري وكتصور للشاعر نفسه وكقدرة علي التعبير.
- لحظة الثورة وما بعدها ربما كانت لحظة مناسبة لعودة الشعر، ليتصدر المشهد. لماذا لم يحدث هذا. رغم أن الرواية أفسحت المجال لبعض الوقت؟
لأن الداخل تغير، الإنسان يتشكل وفقا لما حوله، داخلنا يُسلّع كالخارج تماما، مقاومتنا لهذا هو ما يوجد الشعرية، مقاومتنا للتسليع هي ما توجد الشعرية، الذات الشاعرة محتلة، غير الذات السابقة التي كانت تصارع الكون؛ نيتشه كل كلامه شعر، لماذا؟ لأنه يملك ذاته أو هكذا يتصور، لكن نحن، إنسان جديد، تم حذف مناطق أساسية من وجوده، ويعمل بجزء ما، هذا الجزء لا يستطيع أن ينتج شعرية إلا بالاتكاء علي أشكال أخري من التعبير، كما قال ماركوز »‬الإنسان ذو البعد الواحد»، هذا ما حدث بعد عصور التحرر في السبعينيات والثمانينيات وجد فعلا هذا الإنسان، فأقصي ما يستطيعه هو التماس مع الهامش، مع سيرة العائلة وموت الأب، ولا يمكن أن يقوم شعر علي الهامش فقط، لابد أن يكون هناك عمق ما، عمق وجودي، وفلسفي، لذا الشعر الأجنبي لا يقوم علي التشخيص كما يحدث هنا لكي يتم إنقاذ هذا الكيان من الضمور.
باختصار قلت الأماكن التي نبني عليها شعريتنا لأن إمكانات وجودنا تقلصت، لذلك أصبح التداخل بين الأشكال مباح جدا. وعلي أي حال، وبشكل شخصي تماما، حتي الآن هل أنا شاعر أم لا محل تساؤل.
- هذا يجرنا لسؤال واسع عن الكتابة.. اللحظة الحالية مربكة جدا، علي مستوي الكتابة والنشر وحتي التلقي، كيف تري المسألة وكيف تنظر لنفسك وسط هذا المشهد؟
بداية من الخمسينيات كان هناك معايير للكاتب، أو الكاتب المهم، لكن في نفس الوقت كانت الرؤية مسيسة إلي حد ما، تميل ناحية المرتبطين باليسار تحديدا، بداية من التسعينيات سقطت هذه الأشكال الأدبية برحيل أصحابها، وتحرك المجتمع ناحية الاستهلاك، فانهارت الجمل المعيارية، وانفتح سوق كبير جدا، ومع الأجيال الجديدة في الألفينيات لم يعد هناك وجود لفكرة المعايير من الأساس، انهار السد وظهرت أشكال كبيرة جدا من التعبير.
ككتابة.. فهذا الوقت من أنشط الأوقات علي مستوي الكتب، لكن الجودة بالنسبة لي ضعيفة، لكن هذا طبيعي جدا لمجتمع فقد قدرته علي الحكم، حتي فكرة الدستوبيا الموجودة هنا لا تعتمد علي الحس الفلسفي كما في الغرب.
وجدت أشكال كثيرة، لكن بدون مرجع تستطيع أن تقيم نفسها داخله، عدم وجود هذا المرجع النقدي أو الثقافي جعل هناك تعدد في الأشكال، لكن محكوم عليها بعدم الاستمرار. حتي الأشكال المهمة، التي تحافظ علي قيمة، في عدم وجود حركة حقيقية يمكن أن يقضي عليها. المجتمع ينفض نفسه من هذا كله، أتصور أنه حتي لو كان هناك مقروئية ما في مجتمعاتنا الحالية، فإن المجتمعات القادمة المعتمدة علي الديجيتال لن تهتم بهذا كله، الأفلام ربما ستأخذ مساحة أوسع، الأشكال المرئية ستحتل المشهد.
- الكتابة ستنقرض؟
الكتابة مرتبطة بحس ديني لهذا لن تنقرض، لكن ربما لن يكون لها مساحة التأثير الموجودة حاليا، أو ربما تظهر أشكال جديدة لا نعرفها. لكنننا في لحظة مرحلية كل شيء فيها مهدد. الإنسان الحالي يخف وزنه يوما بعد يوم، يتحول لصور وأرقام، نحن علي أعتاب عالم جديد، لا أعرف إن كنا سنستطيع التعامل معه أم لا، أو إن كنا »‬هنتهزق فيه» أم لا.
- في رأيك هل هناك تأثير ملحوظ لمواقع التواصل علي الكتابة؟
بالطبع أثرت. الفيس بوك أصبح مجتمعنا الجديد، سواء حقيقي أو تمثيل، لكنه مجتمع معتمَد بكل الالتباس الموجود به، أصبح هو الواقع، لذلك تجد من يريد الراحة يقول إنه سيغلقه شهر مثلا، كمن يريد السفر للصحراء للاختلاء بنفسه، الخروج منه أصبح يحتاج لإرادة.
تخيل إن تلك الصورة كونت مجتمع قوي جدا، تحتاج لإرادة حقيقة حتي تخرج منه! وهو اختيار له ثمن، تخيل أننا أمام هذا المنتج الحديث وأكيد هناك أشياء أحدث ستظهر، نحتاج لفعل ثوري حتي نمنع تأثيره.
بالتالي تصبح الكتابة موضوع آخر، نبحث قبلها عن تأثيره علي ذاكراتنا، وصورتنا عن أنفسنا، والتعامل اليومي، الكتابة ستأتي بعد هذا كله.
أشعر أحيانا أن الفيس بوك ليس اختراعا، كان سيأتي شئنا أم أبينا، هو تطور لفكرة الصورة، التسليع.. والنموذج، كلها خطوات لتوحيد العالم داخل أشكال
معينة للتعبير، وجدت صورتها الأخيرة في الفيس بوك، وبالتأكيد هناك أشياء أخري قادمة في هذا الاتجاه.
مشاريع مؤجلة
- ما تقوم به عندما تكتب عن الإسكندرية أنك تصنع ذاكرة بديلة للمدينة والأشخاص تقاوم بها النسيان ربما.. لكن تبدو المدينة في كثير من كتاباتك مفهوم أكثر منها مدينة حقيقية، كيف لهذه الرؤية أن تصيغ وتتعامل مع ما يجري في المدينة الآن؟ ولماذا لا تظهر هذه الرؤية في عمل روائي؟
حولت المدينة لفكرة فلسفية، ربما نتيجة التأثر بالقراءات التي قرأتها عن الإسكندرية، هذه القراءات تحول المدينة فعلا لمفهوم، حتي تتمكن من العيش والاستمرار ولا يتم تحجيمها في موضوع.. القمامة أو الزحام أو الاصطياف..الخ، داريل عندما كتب عن الإسكندرية، وميلر عن اليونان، وباموك عن إسطنبول، هذه الكتابات فيها شيء مهم، تصبح المدينة كأنها شخص له أبعاد، له شخصية واضحة يتعامل معها الجميع، وأخري مخفيه، أنا أحاول البحث عن تلك الشخصية الأخري، تاريخ الأدب بشكل عام يبحث عن المعني في تاريخ المدن، تدخل المدن في بوابات فلسفية، وهذا ما أبحث عنه، وأتصور أنها الجزء الأصعب.
بهذا الشكل لا أستطيع التعامل مع الأحداث اليومية، هناك شيء مفقود، حتي عندما فكرت في الكتابة عما يجري في المدينة الآن، فكرت أن الصورة وحدها ربما تكون كافية، وكأنني أريد أن أتواري خلف شكل آخر من أشكال التعبير حتي أتناول فكرة يومية.
- أين »‬أمكنة»؟
العدد الذي صدر كان الأول من 2 من مسارات الثورة، دخلت بعدها في أزمة صحية، لكن كان المنتظر في العدد الثاني تأويل لما حدث بخلاف الشهادات التي نشرناها في العدد الأول، لكن ما جري كان خبريا أيضا، شهادات عما جري، المجتمع لم ينتج لحظات عميقة لأنه كان لازال غارقا في صراع، الأزمة الصحية الصعبة ردتني لمكان شخصي أيضا، بدأت أفكر في حياتي الشخصية، وهل الكتابة جزء منها أم لا، حدثت هزة، وربما لا تزال مستمرة، لذا أفكر في الكتابة بشكل أكثر منهجية. الفلوس جزء ثالث بعد ارتفاع تكلفة الطباعة، لذا ما أفكر فيه جديا الآن هو تحويل »‬أمكنة» لموقع يعطي مساحات أوسع من التعبير، وأبواب أخري للمجلة، وأشكال بصرية مختلفة، تحركت فعلا في هذا الموضوع، وحاولنا الحصول علي دعم لكن فشل هذا المسار للأسف.
المجلة أو هذا النوع من الأفكار يحييني، يعطي العالم مصداقية بالنسبة لي، وكأن المجلة هي المكان الذي أسكن إليه، لذا أتمني خلال العام القادم أن يكون الموقع موجود.
خلال هذه الفترة أنفذ مع الجزويت »‬حلقة أمكنة» وتنتج كتابا صغيرا، العام الأول كان »‬مسارات في المدينة» وقرأنا »‬ميرامار»، السنة الثانية »‬وجوه في المدينة» اشتغلنا علي »‬وجوه سكندرية»، العام الماضي نفذنا »‬ألبوم عائلي» وهو شكل قريب من الأشكال التي تقدمها المجلة لكن طبعا ليس بنفس التوسع.
بشكل عام المنهج لا يموت، طالما اكتشفت منهج معين للتعامل مع ظاهرة معينة وكيف تعالجها وكيف تراكم عليها مواد، وتنتج فكرة بحثية غير رسمية، غير نظرية، أعتقد أن هذا لا يموت وهي الاستفادة الحقيقة من المجلة خلال الأعوام السابقة.
- طرحت في الكتابين فكرة كتابين آخرين. في »‬أشباح» تجمع قصاصات أو يجمع بطل روايتك لقصاصات لاقتباسات كثيرة لجمعها في نص »‬رواية الروايات» هل تخطط لهذا فعلا؟ وفي »‬أكتب إليك» تفكر في كتابة رواية بعنوان »‬مدينة لا يزورها السياح». ما مصير هذه المشاريع؟
مدينة لا يزورها السياح وليدة لحظة الكتابة، لكن المقولات موجودة فعلا، كلود ليفي شتراوس، هيرمان هيسه، فوكو، ورويات كثيرة، خلطة غريبة، لو عملت عليها فعلا ستكون تاريخ موجز للأفكار، والربط يحتاج حرفية طبعا، كيف توجد للفكرة واقع جديد.
- إذن ما الذي تعمل عليه فعلا الآن؟
انتهيت من رواية أتمني أن تصدر علي بداية العام، لحظة من 2011 وحتي 2013.. كاتب أيضا يتم الخمسين، مرآه أخري لبطل رواية أشباح، مع مجموعة أخري »‬ثوريين» هذه المرة، يري أفكاره من خلالهم أيضا.
هناك مشروع كتاب عن داوود عبد السيد، أنا كتبت عنه عدة مرات وأجريت عدة حوارات معه وشهادات وحوارات مع آخرين حوله، يحتاج أيضا أن أعمل عليه بشكل مكثف. هناك رواية أيضا عن فترة الثمانينات كنت بدأت فيها ولم أكملها، ربما أعود لها، أتمني أن أكتب كذلك عن الصعيد، أتمني فعلا أن أتم هذا الكتاب عن الصعيد وتحولاته، لكن هذا النوع من الكتابات بالتحديد يحتاج إنتاج كبير، وهذا النوع من الطموحات قل في دور النشر مع الأسف.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.