استقرار أسعار الذهب في مصر.. وعيار 21 يسجل 3260 جنيهًا    بدء تسليم عدد من الأبراج الشاطئية بالعلمين الجديدة.. أغسطس المقبل    الدفاع الروسية تكبد قوات كييف خسائر بلغت نحو 1910 عسكريين خلال 24 ساعة    ريال مدريد يقدم مهاجمه الجديد البرازيلي إيندريك    الأرصاد: طقس الأحد حار نهاراً مائل للحرارة رطب ليلاً    أولمبياد باريس – كرة طائرة.. إيطاليا تفوز على البرازيل في مجموعة مصر    اليونسكو تدرج منطقة سعودية علي قائمة التراث العالمي    إيرادات الجمعة.. "ولاد رزق 3" الثاني و"جوازة توكسيك" في المركز قبل الأخير    مدير شبكة المنظمات الأهلية بفلسطين: انتشار سريع للأمراض والأوبئة    بدء اختبارات القدرات ب "تربية موسيقية حلوان"    برامج دراسية مميزة بجامعة أسيوط الأهلية    أولمبياد باريس - رغم الأداء الجيد.. هالة الجوهري لم تتأهل لنهائي الرماية    جامعة القاهرة: تجديد شهادتي الأيزو للجودة الدولية لكلية الاقتصاد والعلوم السياسية    العدل الأمريكية تتهم تيك توك بجمع بيانات حساسة ونقلها للصين    السيسي يجتمع مع وزير التعليم ومدير الأكاديمية العسكرية لدعم قدرات ومهارات المعلمين    محمود الهباش: مجزرة دير البلح نتيجة دعم نتنياهو في الكونجرس    لم يلمسني أو يتحرش بي.. أقوال الفنانة هلا السعيد حول سائق أوبر في تحقيقات النيابة    عمر خيرت لجمهور "ليلة الأحلام": نعمل ما في وسعنا لإسعادكم    خالد النبوي وروبي من بينهما .. 5 فنانون قدمهم يوسف شاهين للجمهور    بتمويل ذاتي.. افتتاح تطوير وتوسعات مركز الأمان الحيوي ب«صيدلة القاهرة»    الصين: 67 مليون دولار إضافية لدعم الإغاثة من الكوارث في الأقاليم التي ضربتها الفيضانات    جامعة الأزهر: 26 ألفًا تقدموا لاختبارات القدرات وغلق باب التسجيل الجمعة المقبلة    أوكرانيا: إصابة 8 أشخاص في قصف روسي لمنطقة خيرسون    إصابة 6 أشخاص اثر حادث تصادم سيارة ملاكي برصيف ببنها    محافظ القاهرة يقرر النزول بالحد الأدنى للقبول بفصول الثانوى العام    مصرع 3 وإصابة 7 عمال في انقلاب سيارة بكفر الشيخ    محافظ القاهرة يتفقد عيادة القلعة للأمراض الجلدية والجذام بحى الخليفة    ختام فعاليات المؤتمر العلمي الدولي الرابع للاتصالات    السيسي يتابع جهود رفع مستوى وانتقاء وإعداد الكوادر العاملة بالمدارس المصرية    القاهرة الإخبارية: عشرات الشهداء جراء قصف مدرسة غرب دير البلح ب3 صواريخ    المؤتمر: الحوار الوطني أصبح لاعبا رئيسيا في المعادلة السياسية    أرتيتا: 114 نقطة تفصل آرسنال عن لقب البريميرليج    اليوم العالمى لالتهاب الكبد.. 220 مليون مصاب بفيروس B بالعالم و 36 مليونا ب C    سيلين ديون: فخورة بتقديمي حفل الأولمبياد وسعيدة بقصص التضحية والعزيمة للرياضيين    أسعار الألبان ومنتجاتها اليوم السبت 27-7-2024 في الأسواق.. «الرومي بكام؟»    أولى جلسات سائق أوبر المتهم بالتحرش بالفنانة هلا السعيد    نادي الفيوم يستضيف "مسرح المنوعات".. ومحاضرة حول اختبارات القدرات    جامعة المنصورة الجديدة تشارك في مؤتمر الغدد الصماء والسكري بالإسكندرية    بعد أعمال التخريب.. تشغيل 7 قطارات سريعة بفرنسا على ثلاثة خطوط رئيسية    الموت يغيب محمود صالح نجم الأهلي السابق    تحرير 170 مخالفة للمحال غير الملتزمة بمواعيد الغلق خلال يوم    الحكومة تكشف حقيقة تغيير التصميم الفني لجواز السفر المصري    انكسار الموجة شديدة الحرارة.. الأرصاد تعلن توقعات طقس اليوم السبت    «التعليم العالي» تُغلق كيانًا وهميًا في أسيوط    النائب حازم الجندى يطالب بإجراءات حكومية للسيطرة على الأسواق وضبط الأسعار    رسالة غاضبة من محمد عبد المنعم: «بجد تعبت»    تواصل عمليات إصلاح خط مياه الكريمات المغذي للغردقة ورأس غارب    مشادة بين أحمد كريمة وياسمين الخطيب: «مش هسمحلك تعبثي في الإسلام    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 27-7-2024    ما هو وقت صلاة الضحى ؟ سبب تسميتها بهذا الاسم؟    «محتاج ظهير جماهيري».. رأي إكرامي الشحات في رحيل رمضان صبحي عن بيراميدز (فيديو)    9 معلومات عن لقاء وزير المالية بنظيره التركى في اجتماعات «مجموعة العشرين»    دار الإفتاء تكشف حكم إخفاء المرأة مالها عن زوجها    تكريم 450 من حفظة القرآن الكريم بالرحمانية قبلي في نجع حمادي.. صور    باريس 2024| الزي المصري في الأولمبياد يحقق المركز 15 على العالم    واشنطن تطالب الاتحاد الأوروبي بضمان استمرار تجميد الأصول الروسية    أخبار × 24 ساعة.. أهم الأسئلة حول اختبارات القدرات بالجامعات الحكومية    الجيش العراقى يلقى القبض على 9 إرهابيين فى 4 محافظات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



روبابيكيا
أين وثائق يوليو؟
نشر في أخبار الأدب يوم 29 - 07 - 2012

السجال الدائر الآن حول إرث نظام يوليو وعلاقته بثورة يناير سجال ضروري وصحي. هناك بالطبع من يري أن أي نقاش حول ثورة يوليو وشخص عبد الناصر يعد "تطاولا" علي الماضي لا يجب السكوت عليه، وهناك آخرون ممن لا يستطيعون النظر إلي هذا السجال سوي من زاوية "القطيعة والاستمرار" التي ما برحت مهيمنة علي الكتابات التاريخية المصرية.
ولكني أري أن حدثا كثورة يوليو وشخصية كعبد الناصر يجب أن تتعدد الرؤي حولها، بل يجب أن تتطور هذه الرؤي من زمن لآخر، فتغير رؤية المجتمعات لتاريخها علامة علي نضج هذه المجتمعات وعلي قدرتها علي إعادة النظر في تاريخها ونقد ما كانت يوما تعتبره من المقدسات أو المسلمات.
انظر مثلا لعدد الكتب التي تتناول شخصية مثل تشرشل أو لينكولن أو هتلر أو نابليون علي أرفف أي مكتبة لبيع الكتب في أي مدينة أمريكية أو أوربية وستجد أن هناك كتاب جاد جديد عن كل شخصية من هذه الشخصيات يطبع حوالي كل سنتين أو ثلاث. أنا لا أقصد هنا الكتب التي تكتب "تحت السلم"، ولكني أقصد السير الجادة النابعة من رؤية جديدة لموضوع مطروق،أو تلك المعتمدة علي مادة جديدة لم يتناولها الدارسون من قبل.
في زيارة لي لإحدي هذه المكتبات في لندن منذ أسابيع قليلة لفت نظري أن خمسة أو ستة كتب قد صدرت مؤخرا عن تشرشل في السنوات القليلة الماضية. وأخذت أتصفح واحدا من هذه الكتب فإذا بي أقرأ رؤية مغايرة تماما عن تلك التي ألفناها عن هذه الشخصية الأسطورية. في هذا الكتاب يظهر تشرشل في ضوء مختلف، ضوء قاتم، غامض، كئيب. فالكاتب قرر أن يقدم رؤية جديدة تلقي الضوء علي ما يعتبره جزء من شخصية تشرشل التي لم تحظ باهتمام المؤرخين من قبل، ألا وهو اكتئابه المزمن، وهواجسه النفسية بل وسكره البين شبه الدائم.
غرض الكاتب لم يكن "التطاول" علي التاريخ البريطاني، ولم يتهمه أحد بالتعرض ل"قيمة" تشرشل و"قامته" ، بل أقبل القراء علي الكتاب بدافع الفضول وانطلاقا من ثقة المجتمع في نفسه وقدرته علي طرح أسئلة لم يكن يستطيع حتي التفكير فيها من قبل. علي أن الأهم من ذلك كله هو أن الكاتب يبني كل فكرة يسوقها علي مصادر تاريخية أصلية جزء كبير منها وثائق رسمية مودعة في دار الوثائق القومية البريطانية.
المشكلة عندنا أننا ما زلنا لا نحتكم علي وثائق مماثلة. تخيلوا معي حال الدراسات التاريخية الأكاديمية وغير الأكاديمية عن ثورة يوليو وعن عبد الناصر إذا تمكنا من الاطلاع علي وثائق مجلس قيادة الثورة وحادث المنشية أو أزمة مارس 1954 مثلا، أو وثائق مجلس الوزراء وعلاقة عبد الناصر بوزرائه وأعوانه ومستشاريه، أو وثائق رئاسة الجمهورية التي يمكن أن تجيب علي سؤال هل كان عبد الناصر مدركا لعمق الأزمة التي كان يعاني منها النظام في منتصف الستينات؟ أو وثائق وزارة الحربية والتفاصيل العديدة الغامضة لهزيمة 1967 المروعة، أو وثائق المخابرات والمباحث والأهوال التي كان الإخوان والشيوعيون والماركسيون يتعرضون لها في السجزن والمعتقلات.
هذا نموذج صغير، وصغير جدا، للأسئلة العديدة التي لم نستطع طرحها، ولن أقول، الإجابة عليها، نظرا لغياب الوثائق الرسمية. قانونا كل الوثائق الرسمية، بما فيها وثائق وزارة الحربية، يجب أن تودع في دار الوثائق القومية حتي يتمكن أفراد الشعب من الاطلاع علي تاريخهم والتفكر فيه. علي أن أغلب الوزارات، وخاصة "السيادية" لا تودعما لديها في دار الوثائق، بالإضافة إلي أن الدار تشترط موافقة أمنية حتي تتيح مقتنياتها للجمهور.
هناك ولع بيوليو وبعبد الناصر، وهناك إقبال من الشباب تحديدا علي قراءة تاريخ بلدهم. ولكن القبضة الأمنية المهيمنة علي دار الوثائق القومية هي التي تمنع الشعب من الاطلاع علي مصادر تاريخه وهي المسئول الأول عن تدني مستوي البحث التاريخي في البلد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.