الرئيس الفرنسي مع نظيره الإيرانى على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة »صورة من أ ف ب« تواصل الجمعية العامة للأمم المتحدة أعمالها لليوم الثاني وسط خلاف حاد بين أوروبا وأمريكا حول الملف الإيراني، حيث يترأس الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جلسة لمجلس الأمن الدولي كان دعا إليها مسبقا لبحث منع انتشار الأسلحة النووية في اليوم العالمي للقضاء علي الأسلحة النووية. ويأتي ذلك بعد يوم من خطاب ترامب في افتتاح أعمال الدورة ال73 للجمعية العامة ودعوته لعزل ما وصفها ب »الدكتاتورية الفاسدة» في إيران، فيما رد الرئيس الايراني حسن روحاني منتقدا التناقض الامريكي وسياسة استعراض العضلات من جانب واشنطن المحكوم عليها بالفشل. ولن يشارك روحاني في الاجتماع حيث إن بلاده ليست ضمن الدول ال15 الاعضاء الحاليين في المجلس. ومن جهته، حذر جون بولتون مستشار الأمن القومي الأمريكي علي هامش الجمعية العامة طهران بانها ستدفع الثمن باهظا في حال هددت واشنطن وحلفاءها. وقال بولتون: »لتكن رسالتي واضحة اليوم نحن نراقب وسنحاسبكم». ورفض بولتون خطة أوروبية لوضع آلية سداد خاصة بهدف الالتفاف حول العقوبات الأمريكية علي مبيعات النفط الإيرانية، وضغط علي نظام جمعية الاتصالات المالية العالمية بين البنوك »سويفت» لإعادة النظر في التعامل مع إيران. وقال بولتون إن واشنطن ستكون »حازمة وثابتة» في فرض العقوبات الاقتصادية علي إيران، مشيرا إلي أن واشنطن لن تسمح للاتحاد الأوروبي أو أي جهة أخري بتقويض تلك العقوبات. و حذر وزير الدولة الإماراتي للشئون الخارجية »أنور قرقاش» القوي الأوروبية من أنها تعرض علي إيران بصيصا من الأمل بمحاولة الحفاظ علي تدفق التجارة، لكنها في نهاية المطاف لن تصمد أمام نهج واشنطن الصارم تجاه إيران. وقال قرقاش إنه يشعر بالقلق من الاختلافات العلنية بين أمريكا والدول الأوروبية الموقعة علي الاتفاق النووي الايراني والتي ظلت ملتزمة به وهي فرنسا وبريطانيا وألمانيا. وأشار إلي احتمال سعي الايرانيين إلي »دق إسفين» بين نهج واشنطن والسياسة الأوروبية. وأعرب عن اعتقاده بأن سياسة الضغط التي ينتهجها ترامب والتي ستعيد فرض عقوبات أكثر صرامة في 5 نوفمبر المقبل ستؤتي ثمارها وبأن إيران قد تجلس إلي طاولة المفاوضات خلال عام. وفي تحدٍ لتهديدات ترامب، قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان للصحفيين علي هامش الاجتماعات في نيويورك، إن بلاده ستواصل شراء الغاز الطبيعي الإيراني. وأضاف »سنواصل هذه التجارة لأنه لا يمكننا أن نترك مواطنينا في الظلام». وتعد إيران موردا رئيسيا للغاز الطبيعي والنفط إلي أنقرة. وكان ترامب قد هدد بأن كل من يجري معاملات تجارية مع إيران لن يجري معاملات مع واشنطن. في غضون ذلك، قال وزير النفط بيجن زنغنه إنه إذا كان الرئيس ترامب يريد وقف الصعود في أسعار الخام فعليه أن يكف عن التدخل في الشرق الأوسط. وذلك ردا علي تصريحات ترامب في الجمعية العامة والتي انتقد فيها منظمة اوبك متهما إياها بالعمل علي استغلال الدول الاخري ورفع اسعار النفط. واضاف زنغنه »يحاول السيد ترامب تقليص صادرات إيران النفطية بشدة وأيضا منع سعر النفط من الصعود، لكن هذين الأمرين لا يمكن أن يحدثا معا.