هشام مبارك هذه حكاية واقعية حدثت بالفعل حيث اشتري أحد جيراني خروفاً ووضعه فوق سطح العمارة وكان يتناوب هو وزوجته والأولاد الصعود للسطح يوميا لوضع الطعام للخروف. شعر أحد اللصوص بوجود الخروف علي السطوح فصعد دون أن يشعر به أحد وفك رباط الخروف ونزل به في الأسانسير وعندما وصل إلي الدور الأرضي فوجئ بأحد السكان كان ينتظر الأسانسير وسأله عن حكاية هذا الخروف فقام اللص وبسرعة باختراع قصة وهمية خلاصتها أنه صعد بالخروف ليبيعه لأحد السكان لكنهما اختلفا علي السعر فسأله الرجل عن السعر الذي يريد أن يبيعه به وعرض عليه أن يشتريه منه وصعد معه للشقة ومعهما الخروف في الأسانسير وسلمه الفلوس وغادر اللص المكان وصعد المشتري الجديد بالخروف ليضعه علي السطوح حتي يوم العيد وفي المساء صعد صاحب الخروف ليضع له الطعام كالعادة ففوجئ بجاره أيضا يضع الطعام فاعتقد أنه يشاركه في إطعام الخروف كواجب من واجبات الجيرة وهو نفس اعتقاد المشتري الجديد في جاره المشتري القديم الذي فوجئ بالمشتري الجديد يشكره علي مشاطرته في إطعام خروفه فأقسم الأول أن الخروف خروفه وأنه اشتراه من الشادر وأقسم الثاني أن الخروف خروفه وأنه اشتراه من الأسانسير فتعجب الأول وقال له: يا رجل قل كلاما معقولا هو فيه حد برضه يشتري خروف من الأسانسير.. قال بطلوا ده واسمعوا ده؟. انتهز الخروف هذه الخناقة ونجح في فك قيوده وفي لمح البصر قام بالقفز من السطوح حيث هبط علي سيارة أحد الجيران فهشمها فصعد صاحب السيارة ليسأل عن صاحب الخروف حتي يطلب منه تعويضا عن تلفيات السيارة فأشار المشتري الأول للمشتري الثاني وقال هذا هو صاحب الخروف وحتي بالأمارة اشتراه من الأسانسير فرد الثاني: يا رجل معقولة برضه حد يشتري خروف من الأسانسير؟ قال بطلوا ده واسمعوا ده؟ ارتفع صوت الجميع فصعدت للسطوح محاولا رأب الصدع وبعد أن عرفت الحكاية من الطرفين قال صاحب الخروف الأول: حط نفسك مكاني يا أستاذ هشام ، أنا راضي بحكمك وقال الثاني نفس العبارة حتي صاحب السيارة المهشمة طالبني هو الآخر بأن أضع نفسي مكانه فقلت للثلاثة: بصراحة أنا مش حاحط نفسي مكانكم أنا حاحط نفسي مكان الخروف! فاندهش الثلاثة فأكملت كلامي قائلا: كلكم دلوقتي بتدوروا علي حقوقكم وناسيين إن فيه خروف تحت حاول ينتحر ويمكن محتاج علاج، تعالوا بسرعة نحاول إنقاذه وبعدين نشوف نحل المشكلة إزاي وبالفعل أسرعنا جميعا إلي الشارع حيث السيارة المهشمة وبحثنا عن جثة الخروف فلم نجد شيئا فقال أحد المارة: الخروف نزل عايش زي الجن أنا لسه شايف حد واخده وركب بيه توكتوك من ثواني وطلع بيه الناحية دي، فألقينا نظرة إلي حيث أشار ففوجئنا بالخروف راكبا التوك توك بصحبة نفس اللص الذي قال الرجل أنه اشتري منه الخروف في الأسانسير وطبعا عبثا حاولنا اللحاق به حيث اختفي سريعا عن الأنظار ولم ينس اللص الظريف الذي سرق الجميع قبل أن يختفي أن يبتسم وهو يشير لنا من بعيد حيث بالكاد سمعناه وهو يقول لنا: كل سنة وانتوا طيبين بينما كانت كل علامات السعادة تبدو علي الخروف الذي أخذ يهز ديله فرحا!