شحذ الحرامي قداح ذهنه وفكر كثيرا, ماذا يسرق اليوم, وبما إن لكل مهنة متاعبها وهمومها, فقد فكر في الصعود إلي أعلي عمارة لعله يجد ضالته المنشودة فوقها. صعد الحرامي مبني عاليا وانفرجت أساريره بعدما رأي خروفا لن يصرخ إذا فكه من مربطه, وأخذه ونزل به ليبيعه الي اي سائر في الطريق حتي لو كان بنصف ثمنه, فهو لم يتكلف شيئا. وبينما الحرامي الذكي ينزل من المبني كشفه أحد السكان فسأله بكم هذا الخروف؟, فرد عليه بأنه بمبلغ كذا ولن أتنازل عن مليم واحد, وكفي أن أحد جيرانكم جعلني أصعد لمنزله وأرهقني ثم رفض شراءه. وترجي الحرامي الساكن بألا يفعل به ما فعل الجار. انتهت الصفقة سريعا, فالسعر رخيص والخروف سمين, وعلي الفور صعد مشتري الخروف الجديد إلي سطح العمارة ليري حبله الأصلي ويربطه به. وكان صاحب الخروف الأصلي يصعد إلي السطح ليضع العلف والمياه لخروفه, وكذلك يصعد المشتري الثاني ليوفر له المأكل والمشرب.. حتي جاء وقت الأضحية ليصعد الاثنان في الوقت نفسه تقريبا, ويمسك كل ساكن بتلابيب الآخر وكادت العمارة تشتعل, فكل ساكن يقول إنه صاحب الخروف. ليصعد بقية السكان في مسعي لحل المشكلة, ولم تنته الأزمة إلا عندما طلب ساكن عاقل من الجارين شرح من أين اشتري الخروف؟, ليسرد كل جار قصته, وليكتشف الجميع عملية النصب التي وقع فيها المشتري الثاني ولينفض المولد بسلام, ولكن دون أن يأخذ المنصوب عليه قطعة لحم واحدة ولا حتي الفروة. الحكاية حقيقية ومتكررة, ومن حسن حظ صاحب الخروف الأصلي أنه وجد عاقلا يحل المشكلة ولم تصل الأمور للشرطة التي ربما تسجن صاحب الخروف الحقيقي والمنصوب عليه, وتطلق سراح الحرامي. وعيد سعيد المزيد من أعمدة محمد أمين المصري