وائل عبد الفتاح اكتب مرة اخري عن اللمبي آراه كثيرا هذه الايام يرتدي أقنعة كثيرة ويغير ملابسه ليوجد في أماكن لم يتعود عليها. برلمان. تليفزيون. تويتر. اللمبي في كل مكان. هو ضد النظرية التي قالت أن الحثالة (وهو توصيف اجتماعي ل شتيمة) تنمو فقط بين الطبقات. لا شيء يبرر بطولة اللمبي واخواته سوي هزائم متكررة في الحياة. ليس البطل الضد مثل روبرت دي نيرو في " سائق التاكسي" او أحمد زكي في أفلام الثمانينات. ولا هو من "المهمشين" الذين كانوا أبطال سينما الثمانينات (محمد خان وخيري بشارة وداود عبد السيد ومن بعدهم رضوان الكاشف). اللمبي.. واخواته من صنع شخص واحد هو: محمد سعد. الشخصية تأكل الفيلم، وصورتها تقدم كما هي بدون نظرة من خارجها...يعتمد محمد سعد في تقديمها علي التضخيم. والاستعارة. أقرب الي الكاريكاتور. الاعتماد الاساسي علي صورة مستعارة وصوت مستعار.. وطريقة في الحركة مبالغ فيها. وهنا تأتي أهمية الجسد في هذا الأسلوب.الجسد لين ومطيع. والممثل يبذل جهداً خارقاً لإطلاقه حراً في مشاهد سائلة..وهي قدرات لا يملكها الكثير من النجوم المنافسين لمحمد سعد الذي سار مع اللمبي الي النهاية. تصرف بعشوائية اللمبي و سار باختياراته الي طريق مسدود. اللمبي شخصية صنعت نجومية محمد سعد الطاغية. جعلته صانع ملايين... للمنتجين... ونقلته من ممثل مطحون مضطهد الي موقع النجم الاول. الانتقال تم في عصر سينمائي يتسم بالتعجل و عبادة التفاهة. التفاهة اختيار مختلف عن التسلية او البساطة او الخفة. التفاهة اختيار لصيد سهل...من السطح الاول. لم يدرك صناع "اللمبي" انه يمكن اللعب معها بعمق لتحيا مثل شخصية اسماعيل ياسين القروي القادم الي مدينة تتغير بفعل الثورة او فؤاد المهندس الموظف في لحظة صعوده وسط طبقات الارستقراطية القديمة. هذه الخلفيات تجعل الكوميديان اقرب الي فيلسوف شعبي...وليس مجرد مهرج يثير الضحكات و القفشات السريعة العابرة. أقرب الي شارلي شابلن الذي كان يمثل الانسان الصغير في مواجهة اخطار الحضارة الحديثة. ولوريل وهاردي قدما مجموعة أفلام و في خلقياتها القلق من اكبر انجازين لهذه الحضارة : البيت و السيارة. في كل مرة ينتهي الفيلم بمشهد التدمير كأنها رسالة الي حضارة كاملة. كل هذا بخفة وعمق ترقي بالكوميديا الي مصاف الفلسفة.محمد سعد أكثر نجوم مابعد "إسماعيلية رايح جاي.." موهبة في التمثيل. لكنه مثل اللمبي يسير ضد مصلحته. عشوائي. تضخم فجأة.وأصابته بارانويا النجم الاوحد الذي يخرج لنفسه تقريبا. وبدلا من توسيع مجاله بالاعتماد علي عناصر اخري في التفكير والفن...يتصور محمد سعد انه اله الفيلم الاوحد وانه قادر علي صناعة معجزات فلاحقه الفشل من فيلم الي اخر. ولو كان اللمبي مكان محمد سعد لما كانت اختياراته ستتغير.