نجح في رسم البسمة علي الشفاه وحفر اسمه بأحرف من ذهب في قلوب الجماهير حول العالم هو الفنان الكوميدي شارلي شابلن النجم الشهير الذي بات أيقونة مميزة في عصر السينما الصامتة. نحن لا نعرف عنه الكثير ولكن نتذكره دائما ويتابعه الكبار قبل الصغار بشغف ولكن حياته كانت مليئة بالكثير والكثير من الأسرار وهو ما كشف عنه الطبيب النفسي ستيفين وايسمان في كتابه بعنوان"حياة شابلين". ولد شابلن في عام 1886 وعاش طفولة يغلفها الفقر المدقع في شوارع فكتوريا بلندن . واتجه إلي الموسيقي ثم التمثيل وتتلمذ علي يد فريد كارنو" صاحب مدرسة "البانتوميم" الإنجليزية.وجسد شخصية الصعلوك الفقير المرتدي قبعة دائما عبارة عن شخصية مشرد بطباع وكرامة رجل نبيل، يرتدي معطفا ضيقا وبنطالا ممزقا وفي وجهه شارب - وهو علامته المميزة وهي الشخصية الأقرب للواقع المأساوي الذي كان يعاني منه شابلن ".. وكان يعتقد في السابق الحالة المأساوية التي جعلت من شابلن لا ينسي رغم مرور كل هذه السنوات مستمدة من الموت المبكر لوالده وحياته التي قضها في دار للأيتام منذ أن كان في عمر السابعة..ولكن وايسمان أزال الستار عن حقيقة أن الحزن في حياة شابلن كان بسبب والدته فهي عملت لفترة من حياتها كعاهرة وأصيبت في النهاية بمرض الزهري وهو المرض الذي لم تكن سبل علاجه متوفرة في القرن التاسع عشر وتطور الأمر الي إصابتها بالجنون وكان ذلك سببا في الحزن الدائم في حياة شابلن. وكانت الولاياتالمتحدةالأمريكية هي شهادة ميلاد لشهرة شابلن فعندما كان شابلن في سن 21 جاءت له الفرصة ليسافر لأمريكا ليعرض أعماله ورغم ضئالته إلا أن شابلن كان واثقا من نفسه ومن موهبته ومن نجاحه وقال في نفسه "أمريكا..سيستعد الرجال والنساء والأطفال لأن اسمي سيجري علي كل شفاه شارلي سبنسر شابلن" وشبه شابلن الشخصيات التي يقوم بها بالأبطال في روايات الكاتب المشهور شاليز ديكنز التي عرفت بالمعاناة والحياة المأساوية. وتوالت الأدوار والأعمال وزادت شهرة شابلن يوما تلو الآخر وكان فيلم "الأزمنة الحديثة هو آخر فيلم صامت لشابلن وجسد دور الزعيم النازي هتلر في فيلم "الديكتاتور " وهو أول فيلم يخرج فيه شابلين من عباءة الصمت لدخول الصوت إلي السينما. وانتقل النجم الكوميدي العالمي شابلن من التمثيل إلي الإنتاج. فخرجت عبقرية شابلن من رحم الحياة المأساوية لتعبر عن الطبقة المسحوقة في المجتمع والتي استطاع أن يعبر عنها بجدارة.وودع شابلن السينما العالمية عن عمر يناهز ال 88 عاماً بعد أن أثري السينما العالمية بالعديد من الأفلام التي أسعدت الملايين حول العالم.