السلطان قلاوون واحد من أهم السلاطين البارزين في تاريخ الحكم الإسلامي، اشتهر بعاداته الكريمة والطيبة في شهر رمضان كريم؛ إنه السلطان قلاوون، أحد سلاطين الدولة المملوكية. اسمه المنصور سيف الدين قلاوون الألفي الصالحي، وهو أحد أشهر المماليك البحرية واشتهر باسم قلاوون بالألفي، لأن الأمير علاء الدين العادلي، اشتراه من الشام بألف دينار ولما توفي الأمير علاء الدين، انتقل إلى خدمة الملك الصالح أيوب، ثم كان نبوغه وذكاؤه سببا قويا في ظهوره على الساحة في الفترة التي خرجت فيها دولة المماليك البحرية إلى الوجود. قاتل بجانب الظاهر بيبرس، في حرب الصليبين في المنصورة واشترك في قتال المغول في عين جالوت وعندما تولى السلطان الظاهر بيبرس، سلطنة المماليك أصبح قلاوون، أكبر أمرائه، فقد أعطاه ثقته، لرجاحة عقله وشجاعته. وتأكيدا على المحبة والصداقة بينهما فقد تزوج ابن السلطان بيبرس "بركة خان"، من ابنة قلاوون، وعندما تولى "بركة خان" إدارة البلاد ساءت الأحوال، وفشلت السلطنة بسبب رعونته وسوء تصرفه وأجبره الأمراء على خلع نفسه، وتولى السلطان قلاوون الحكم. وكان السلطان قلاوون محبوبا من الشعب لكرمه الزائد وكان يتحلى بكافة الصفات النبيلة ومن أجمل ما يذكر عن عاداته في شهر رمضان هو حرصه الشديد على أن يؤم رجاله في الصلاة بدءا من أولى ليالي شهر رمضان حتى أخره وذلك حرصا منه على أن ينال ثوابا مضاعفا وأجرا كريما من عند الله، فضلا عن قيامه بالإحسان على الفقراء والمساكين طوال أيام الشهر الكريم. وكان يأمر بأن يوزع على العلماء والفقهاء مبلغا إضافيا لدعمهم وحثهم على زيادة الخطب والدروس الدينية للشعب واستمر على ذلك طوال فترة حكمه.