في روايتها الأولي "بينما ينام العالم" تسجل الكاتبة الفلسطينية سوزان أبو الهوي رحلة أربعة أجيال من عائلة فلسطينية، وكيف تحولت حياتهم المسالمة إلي مأساة في الشتات، بعد ترحيلهم قسرا عن قريتهم عقب إعلان تأسيس إسرائيل عام 1948 تبدأ أحداث الرواية عام 1941 قبل النكبة. في هذا العام توثقت صداقة بين الفتي الفلسطيني حسن وفتي ألماني اسمه آري بيرلشتاين، وهو ابن أستاذ ألماني فرَّ من طغيان الحزب النازي في بلاده واستقر في القدس، حيث استأجر بيتا صغيرا يملكه وجيه فلسطيني. ولكن آري بيرلشتاين يغادر قبيل إعلان دولة إسرائيل لدراسة الطب، ويقول: الوضع سيئ جداً يا حسن، لدي الصهاينة كميات كبيرة من الأسلحة. لقد جندوا جيشا هائلا من اليهود، الذين يصلون علي متن السفن كل يوم، لديهم عربات مدرعة بل طائرات، سوف يستولون علي الأراضي. لقد شنوا في جميع أنحاء العالم حملة تدعو فلسطين، أرضاً بلا شعب، سوف يجعلونها وطناً قومياً لليهود. تعتمد المؤلفة في نهاية الرواية علي أحداث وإشارات ووقائع تاريخية، منها ثورة 36 ومحاولات إقناع الرئيس الأمريكي الأسبق هاري ترومان الذي تولي الحكم بين عامي 1945 و1953 بالاعتراف بدولة يهودية في فلسطين ودعمها، وكيف تغير اسم البلاد بعد خروج قوات الاحتلال البريطاني في مايو 1948 من فلسطين إلي إسرائيل، وما تلا ذلك من أحداث، منها أن قري سويت بالأرض علي يد قوات من الجيش الإسرائيلي. كما تسجل الرواية اغتيال السويدي الكونت فولك برنادوت، وهو الوسيط الدولي الذي عينته الأممالمتحدة لاقتراح حل للصراع، حيث اغتيل علي أيدي إرهابيين يهود في سبتمبر 1948. وذلك بعد أن اقترح وضع حد للهجرة اليهودية، وقال: ستكون جريمة ضد مبادئ العدالة الأساسية إن حرم هؤلاء الأبرياء (ضحايا الصراع) من حق العودة إلي ديارهم، في حين أن اليهود المهاجرين يتدفقون إلي فلسطين بالفعل. والرواية التي تستعرض تاريخ الصراع، يتداخل فيها التاريخي بالروائي وصولا إلي عام 2003 تتوسل بالتاريخ وتستعين بالوثائق وصفحات من كتب منها صعود فلسطين وسقوطها للأمريكي نورمان فنكلشتاين، إضافة إلي شعر عربي منذ امرئ القيس حتي توفيق زياد ومحمود درويش. إلا أن سنوات الشتات وتوالي أجيال لم تحل دون مزيد من الحنين، فقد ظل مخيم جنين للاجئين، كما كان رقعة من أرض مساحتها كيلومتر مربع واحد، مستأصلا من الزمن ومحبوسا في ذلك العام الذي لا نهاية له عام 1948. وتسجل في نهاية الرواية ملحوظة للمؤلفة تقول فيها: أنه علي الرغم من أن الشخصيات متخيلة فإن فلسطين ليست كذلك ولا الأحداث ولا الشخصيات التاريخية في هذه القصة. وتضيف أن فكرة الرواية تعود إلي قصة قصيرة للكاتب الفلسطيني غسان كنفاني عن طفل فلسطيني عثرت عليه أسرة يهودية في منزل استولت عليه عام 1948 وتولت تربيته. وتابعت أنها قابلت المفكر الفلسطيني إدوارد سعيد مرة واحدة، وكان له أثر في صنع هذا الكتاب. الرواية ترجمتها الفلسطينية سامية شنان تميمي، وتقع في 479 صفحة متوسطة القطع وأصدرتها دار بلومزبري مؤسسة قطر للنشر.