ندوة بالفيوم عن المناطق الأثرية منذ عصور ما قبل التاريخ    سكن لكل المصريين 5.. آخر موعد لشراء كراسات الشروط وأماكن البيع    الإحصاء: 292 مليون دولار حجم التبادل التجارى بين مصر والدنمارك خلال 10 أشهر    وزارة الإعلام السورية تحذر من نشر الإرهابيين مقاطع مفبركة تعلن تنحى بشار الأسد    إنفانتينو والظاهرة رونالدو يسدلان الستار عن كأس العالم للأندية 2025    كانوا رايحين السيشن.. إصابة عروسين إثر انقلاب ملاكى بهما في مصرف زراعي أثناء الزفة بالفيوم    مصرع شخصين في حادث تصادم بالطريق الحر "بنها - كفر شكر"    يا اللى ضربتوا الحب.. فى الحلقة الأولى من بودكاست "بونجور يا بيبي"    اليوم السابع: الرئيس السيسى يبدأ جولة أوروبية    صحيفة "إل موندو" تتحدث عن مغادرة زيلينسكي إلى لندن    خلال لقائه السفير الفرنسي.. البابا تواضروس: الكنيسة القبطية ترفض تمامًا ظاهرة المثلية الجنسية    مدرب نيس: عبد المنعم غير قادر على أداء التدريبات الجماعية    صلاح و«العصابة البرازيلية».. كيف عانى الفرعون المصري في بداية رحلته بإنجلترا؟    اقرأ في عدد «الوطن» غدا.. رئيس الوزراء: نسعى للحفاظ على قرار وقف إطلاق النار وتحقيق أمن وسيادة لبنان    متابعة حالة الزراعات الشتوية في مركز أبشواي بالفيوم    تحويلات القطارات.. بعد تعديل مسار خط طنطا لأعمال الصيانة    اطلاق استراتيجية مبادرة أمنة ضمن حملة 16 يوما لمناهضة العنف ضد المرأة    أنشيلوتي يعاقب مبابي لإهداره ركلة جزاء ثانية مع ريال مدريد    أحمد العوضي يكشف عن صورة جديدة من كواليس مسلسله الرمضاني فهد البطل    ويل سميث وكاترين زيتا جونز ومايكل دوجلاس بافتتاح مهرجان البحر الأحمر    مواليد 3 أبراج يحبون استكشاف الأماكن الغامضة والمهجورة.. «مايعرفوش الخوف»    «جمعية التقدم» و«الجامعة الألمانية» تحتفلان باليوم العالمي لذوي الإعاقة    «الإفتاء»: الإفتراء على الناس واتهامهم بالباطل إثم كبير (فيديو)    وفاة مصل أثناء أداء المغرب بمسجد ببني سويف    أمين الفتوى يوضح حكم المسح على الأطراف الصناعية في الوضوء (فيديو)    نائب رئيس الوزراء: مصر تشهد تحولا ملحوظا في نظام الرعاية الصحية    جامعة الزقازيق تشارك في اللقاء الرياضي للطلبة ذوي الإعاقة بالمدينة الشبابية في الإسكندرية    خلاف على "كوباية شاي" ينتهي بقتيل في الإسماعيلية    المعسكر المغلق هدية نجوم مصر لمنتخب بني سويف استعدادا لنهائي دوري مراكز الشباب    محافظ الإسماعيلية يناقش التصور الكامل لتطوير ورفع كفاءة ميدان السلام    إسلام عفيفى يكتب: خط دفاع متقدم    للتحقيق معه في جرائم فساد .. القضاء الإسرائيلى يقرر مثول نتنياهو أمام المحكمة 3 مرات أسبوعيا لمدة 6 ساعات    وزير الأوقاف يعلن اقتراب اعتماد مدونة السلوك الوظيفي وتطبيقها على كافة المديريات    «الدفاع الأوكرانية» تخطط لتزويد الجيش ب30 ألف مسيرة بعيدة المدى عام 2025    مراسلة «القاهرة الإخبارية»: بن غفير هدد نتنياهو حال الاتفاق على صفقة بشأن غزة    هل يجب حلق شعر المولود والتصدق بوزنه ذهبا؟ المفتي يجيب    أعظم آية فى القرآن    وزارة الداخلية أيدٍ تمتد لاحتضان الحالات الإنسانية.. تفتح أبواب الأمل لذوى الإعاقة وتضىء طريق كبار السن بألوان من الدعم.. الشرطة ترفع شعار: أمن وحب يتجاوز الحدود.. إحياء الفرح بقلوب المكفوفين بوثائق وعلاج مجانى    تقارير: برشلونة يفعل رافعة مالية جديدة لتسجيل عقد أولمو    جامعة الفيوم ضمن أفضل الجامعات العربية بتصنيف التايمز لعام 2024    لجنة الإعلام بالقومي للمرأة تعلن جوائز مسابقة "شباب بيغير صورة"    رئيس الوزراء يؤكد دعم مصر الكامل ل "لبُنان" خلال الفترة المُقبلة    نتائج مباريات اليوم الخميس بمجوعتي القاهرة في دوري القسم الثاني    "الأهرام" تطلق النسخة الثامنة من مؤتمرها السنوي للطاقة 16 ديسمبر    محافظ الإسماعيلية يشارك في فعاليات المؤتمر الأول للصيدلة الإكلينيكية بهيئة الرعاية الصحية    وفق المركز القومي للامتحانات.. وزارة التربية والتعليم تكشف عن مواصفات واسئلة امتحان اللغه العربية للشهادة الإعدادية    هتاف جماهير تشيلسي يسعد المدرب ماريسكا    صدور عدة قرارات جمهورية بتعيين قيادات جامعية جديدة    رئيس وزراء فلسطين يبحث مع بن فرحان تطورات الأوضاع في الأراضي المحتلة    مصر وإسبانيا تبحثان سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية    محافظ كفرالشيخ يصدق على تعديل المخططات الاستراتيجية لعدد من المدن    فاسيليو يعالج أخطاء لاعبي الاتحاد السكندري    القصة الكاملة لشحوط باخرة سياحية بالمنيا.. 59 سائحا كملوا الرحلة    رئيس وزراء فرنسا يصل قصر الإليزيه لتقديم استقالة الحكومة إلى ماكرون    محافظ الدقهلية يستقبل وفد مجلس نقابة الأطباء    وزير الإنتاج الحربي: المركز الطبي يقدم خدمة صحية متكاملة لجميع المواطنين.. ونشارك في المبادرات الرئاسية    الصحة تطلق قافلة طبية بالمجان لأهالي العاشر ضمن المبادرات الرئاسية    جهاز الاتصالات يطلق تقنية الشريحة المدمجة eSIM بالسوق المصرى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



روبابيكيا
الإسلاميون والشريعة:
نشر في أخبار الأدب يوم 31 - 03 - 2012


قانون الخلع نموذجا
أظهرت الدعوات التي أثيرت مؤخرا لإلغاء قانون الخلع ولتطبيق حد الحرابة قصور نظرة الإسلاميين للشريعة واختزالهم لها في بعض النصوص القرآنية وبعض الأحاديث النبوية دون الاهتمام بتاريخ المجتمعات الإسلامية الحافل ودون النظر لجهود تلك المجتمعات علي مدي ثلاثة عشر قرنا في فهم الشريعة وتطبيقها.
ففي المناقشات التي أثيرت في مجلس الشعب وفي وسائل الإعلام إثر تقدم السيد محمد العمدة، وكيل اللجنة التشريعية بمجلس الشعب، بمشروع قانون لإلغاء المادة 20 من القانون 1 لسنة 2000 والمعروفة 'بقانون الخلع' غلبت اللغة السجالية علي المناقشة المتأنية لوضع الخلع في الشريعة الإسلامية.
فمثلا قال السيد العضو المحترم محمد العمدة في المذكرة الإيضاحية التي قدمها مع مشروع قانونه إن مادة الخلع "كان هدفها إرضاء المجلس القومي للمرأة الذي كانت تترأسه سوزان مبارك بزعم إنقاذ المرأة الشرقية من الاضطهاد، ومنذ ذلك الوقت والشريعة الإسلامية تقع تحت الحصار"، مضيفا إن المجلس القومي للمرأة وبعض الجمعيات النسائية أرادت أن تمكن المرأة من التخلص من الحياة الزوجية بإرادة منفردة دون رقيب ودون أدني اعتبار لحقوق الأسرة والمجتمع".
وقد ردت علي هذا الكلام الكثير من السيدات العضوات في المجلس القومي للمرأة وفي برلمان النساء بأسيوط وغيرهن من كاتبات وصحفيات. وقلن في ردهن إن "اختزال نساء مصر في شخص سوزان مبارك إهانة لنساء مصر والمصريين،" وأضفن أن القوانين المتعلقة بالمرأة التي صدرت في السنوات الماضية "جاءت نتيجة لنضال طويل من نساء مصر من أجل الوصول إليها، وليس وفقا لسعي قرينة الرئيس السابق".
كما ردت هؤلاء النساء بأن الخلع ليس بدعة ابتدعتها سوزان مبارك أو المجلس القومي للمرأة، بل هو مبدأ معترف به في الشريعة و أن كل كتب الفقه المعترف بها تخصص بابا كاملا للخلع، وأن الإسلاميين الذين يقولون بضرورة موافقة الزوج علي الخلع قد جانبهم الصواب إذ أن قراءتهم للحديث النبوي المتعلق بالخلع قراءة غير دقيقة.
ومع وجاهة هذه الآراء الداحضة لرأي السيد العضو المحترم محمد العمدة ولآراء الكثير من الإسلاميين من أعضاء حزبي الحرية والعدالة والنور الداعية لإلغاء قانون الخلع أري أنها، مثلها مثل الآراء التي تدحضها، تغفل بعدا مهما جدا في فهمنا لوضع الخلع في الشريعة. فالشريعة ليست قرآنا وسنة فقط، بل أيضا اجتهادات الفقهاء علي مدار العصور، فضلا عن فتاوي المفتيين المحفوظة في مجموعات الفتاوي الكثيرة والغنية، وأحكام القضاة المحفوظة في آلاف السجلات التي انتجتها المحاكم الشرعية والمودعة الآن في دور الوثائق العديدة. وتحتوي دار الوثائق القومية بالقاهرة علي ألاف السجلات التي تحتوي بدورها علي مئات الآلاف من القضايا التي توضح بما لا يدع مجالا للشك أن الخلع كان شائعا ومعمولا به في مصر، شأنها شأن غيرها من الأقطار الإسلامية علي مدار التاريخ الإسلامي الطويل. كما توضح تلك السجلات الغنية الأسباب التي دفعت المرأة للمطالبة بالخلع وكان من أهمها هجر الزوج لها أو غيابه لمدة طويلة، أو عدم انفاقه عليها أو استحالة عشرته. وتوضح هذا السجلات كذلك كيف أقبلت التساء علي المذهب الحنبلي تحديدآً للمطالبة بالخلع، وذلك رغما عن شيوع المذهب المالكي (وبدرجة أقل قوة المذهب الحنفي) في مصر. أما السبب فهو أن المذهب الحنبلي أكثر تسامحا من المذاهب الأخري في هذا الخصوص، أي حق المرأة في أن تخلع نفسها من عصمة زوجها. وأخيرا توضح هذا القضايا المسجلة في سجلات المحاكم الشرعية كيف أن موافقة الزوج لم تكن أبدا شرطا لصحة الخلع بل كان القضاة يقومون بإصادار أحكام الخلع بصفة اعتيادية في غيبة الزوج عن مجلس الرشع (أي المحكمة) ودون أخذ رأيه.
إن إغفال هذه المصادر التاريخية وعدم الاعتداد بها عند مناقشتنا لمسائل شرعية فيه إجحاف كبير وتجاهل لجهود المسلمين والمسلمات علي مدار ثلاثة عشر قرنا في فهم دينهم وتطبيقه في حياتهم اليومية. كما أن اختزال الشريعة في القرآن والسنة فقط فيه تبسيط للشريعة وإخلال لثرائها وغناها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.