مفاجأة سارة عن نتيجة الثانوية العامة 2024 والحد الأدنى للتنسيق للشعبتين.. يكشفها خبير تربوي    أسعار اللحوم اليوم السبت 27-7-2024.. اعرف الكيلو بكم؟    مدبولي يشيد بجودة تشطيب الوحدات الجاهزة للتسليم في «الحي اللاتيني» بالعلمين    «معلومات الوزراء»: منطقة التجارة الحرة الإفريقية تجمع 55 دولة    محافظ المنوفية: إزالة 455 حالة تعد ومتغير مكانى وبناء مخالف    تاس: الأمن الفدرالي الروسي يعتقل 3 أشخاص خططوا لهجمات في داغستان    12 قتيلًا فلسطينيًّا على الأقل بقصف إسرائيلي استهدف مدرسة تؤوي نازحين في مدينة "دير البلح" في قطاع غزة    عاجل.. آخر تطورات تعاقد الأهلي مع يحيى عطية الله    «فوضى».. عصام الحضري يكشف مفاجأة بشأن نجم المنتخب الأولمبي قبل مواجهة أوزبكستان    ضبط 3 عناصر إجرامية بالدقهلية تخصصوا في الاتجار بالمواد المخدرة    عاجل:- موعد إعلان نتيجة الثانوية العامة 2024: كل ما تحتاج معرفته    إصابة 6 أشخاص في حادث تصادم بالقليوبية    مصرع 3 عمال وإصابة 7 في حادث انقلاب سيارة بكفر الشيخ    أجواء ساحرة وألعاب نارية.. تامر حسنى يتألق فى حفل كامل العدد بمهرجان العلمين "فيديو"    سيلين ديون: فخورة بتقديمي حفل الأولمبياد وسعيدة بقصص التضحية والعزيمة للرياضيين    في ذكرى وفاته.. كواليس وأسرار المشوار الفني ل "وحش الشاشة" فريد شوقي    اليوم العالمى لالتهاب الكبد.. 220 مليون مصاب بفيروس B بالعالم و 36 مليونا ب C    خفر السواحل الفلبيني يعلن تسرب الوقود من ناقلة نفط قبالة سواحلها    بعد أعمال التخريب.. تشغيل 7 قطارات سريعة بفرنسا على ثلاثة خطوط رئيسية    مدير شبكة المنظمات الأهلية بفلسطين: انتشار سريع للأمراض والأوبئة    روسيا: الدفاعات الجوية تسقط 22 مسيرة أوكرانية فوق "بريانسك"    استجابة لمطالب الأهالي.. محافظ الغربية يتابع الحملات التفتيشية على المخابز    أسقف إيبارشية نجع حمادي يترأس صلوات ذكرى الأنبا بضابا    خبير أسواق مال يكشف عن توقعاته لأداء البورصة المصرية بالجلسات المقبلة    مفاجأة في مركز محمد صلاح، ضمن أعلى 10 لاعبين أجرا في أوروبا    إعلام الاحتلال: انتحار جندي من قوات الاحتياط عند شاطئ مستوطنة نهاريا    عازفون عالميون يتألقون بحفل آمال ماهر «بليلة الأحلام»    فيلم «x مراتي» يواصل الصدارة في شباك التذاكر.. تعرف على إيراداته    وفاة محمود صالح نجم الأهلى الأسبق بعد صراع مع المرض    إعادة توزيع أدوية وإصلاح أجهزة.. الصحة تعلن نتائج المرور الميداني على مستشفيات سوهاج    ليفربول يواجه أزمة تجديد عقود النجوم مع سلوت.. هل يرحل صلاح وأرنولد؟    الحكومة تكشف حقيقة تغيير التصميم الفني لجواز السفر المصري    إنفوجراف| أسعار الذهب اليوم السبت 27 يوليو    جامعة قناة السويس تنظم دورة تدريبية حول أنظمة تشغيل الحاسب للموظفين والطلاب    بدء اختبار المتقدمين للالتحاق بمدارس التكنولوجيا وإتاحة الاستعلام عن مقر الامتحان    قصف صاروخي يستهدف القاعدة الأمريكية في حقل كونيكو بشرق سوريا    مباشر مباراة مصر ضد المجر لكرة اليد (0-0) في أولمبياد باريس لحظة بلحظة    حالة الطقس في العلمين الجديدة اليوم.. «استمتع بالحفلات والأجواء المميزة»    لأول مرة.. بدء الدراسات العليا بالكلية المصرية الصينية للتكنولوجيا التطبيقية بقناة السويس    وزير الإسكان يُصدر 26 قراراً لإزالة مخالفات البناء بالقاهرة الجديدة والساحل الشمالي    تواصل عمليات إصلاح خط مياه الكريمات المغذي للغردقة ورأس غارب    «التعليم العالي» تُغلق كيانًا وهميًا في أسيوط    عمر كمال مع سالي عبد السلام في سهرة خاصة على القناة الأولى    الشيبي ل جمهور الزمالك: لن نركع إلا لله    رسالة غاضبة من محمد عبد المنعم: «بجد تعبت»    وصول دفعة جديدة من أطباء الجامعات المصرية إلى مستشفى العريش العام    مشادة بين أحمد كريمة وياسمين الخطيب: «مش هسمحلك تعبثي في الإسلام    فدائي ووجه ضربات موجعة للإنجليز، الوجه الآخر ل رشدي أباظة دنجوان السينما المصرية    اليوم.. بدء امتحانات الصفين الأول والثاني الاعدادي الدور الثاني بالفيوم    عباس شراقي: لدينا احتياطي جيد من المياه بالسد العالي    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 27-7-2024    ما هو وقت صلاة الضحى ؟ سبب تسميتها بهذا الاسم؟    دار الإفتاء تكشف حكم إخفاء المرأة مالها عن زوجها    وسط حالة من الرعب والقلق.. إصابة 4 أشخاص في انهيار عقار قديم بالمحلة    تكريم 450 من حفظة القرآن الكريم بالرحمانية قبلي في نجع حمادي.. صور    الصحة العالمية تعلن إرسال مليون لقاح ضد شلل الأطفال لغزة    مخاطر استمرار الحمى لأكثر من 24 ساعة    واشنطن تطالب الاتحاد الأوروبي بضمان استمرار تجميد الأصول الروسية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



روبابيكيا
مأساة مشروع " القاهرة 2050 "
نشر في أخبار الأدب يوم 17 - 12 - 2011


خالد فهمى
ما يثير الريبة حقا ليس اقتران مشروع "القاهرة 2050" بالنظام السابق ورجاله
بل ما يحتويه من خطط وما يفصح عنه من رؤي تتعلق بمستقبل المدينة.
منذ حوالي عشر سنوات انتشر الاهتمام بتاريخ منطقة وسط البلد بالقاهرة في أوساط النخبة الثقافية، فعقدت ندوات كثيرة ونشرت كتب عديدة تتناولت ما يسمي ب"القاهرة الخديوية"، كما أفردت هذه المجلة الغراء ملفا كاملا عن الموضوع. وكأحد الدارسين لتاريخ القاهرة في القرن التاسع عشر سعدت كثيرا بهذا الاهتمام، ولكن أزعجني في نفس الوقت التأكيد علي أن أهم عامل أثر علي الخديوي اسماعيل وناظر أشغاله العمومية علي مبارك كان ولعهما بباريس "عاصمة النور" ومحاولاتهما أن يجعلا من القاهرة "باريس علي النيل".
فأثناء دراستي لتاريخ "القاهرة الخديوية" في دار الوثائق القومية أيقنت أن عملية تحديث القاهرة في القرن التاسع عشر وبناء منطقة "الإسماعيلية" (أي وسط البلد) لم يكن يحركها فقط الافتنان بباريس بل كانت قيم العمران الخلدوني وممارسات الوقف الإسلامي أيضا عاملين مهمين أثرا علي تطور المدينة. كما تأكدت أيضا أن الاقتداء بباريس كان نابعا ليس فقط من الولع بالشوارع المستقيمة وطرز البناء الغربي بقدر ما كان نابعا من الاهتمام بالصحة العمومية والعمل علي الارتقاء بمستوي معيشة الأهالي.
ما يدعوني للحديث عن تاريخ "القاهرة الخديوية" هو ذلك المشروع الذي بدأنا نسمع عنه منذ حوالي خمس سنوات والمعروف ب"مخطط القاهرة 2050". هذا المخطط يحيطه الكثير من الغموض، فإرهاصاته بدأت مع جمال مبارك ومجموعة رجال الأعمال التي كانت تلتف حوله بالإضافة إلي وزير الإسكان السابق أحمد المغربي. وبالرغم من حبس جمال مبارك والحكم بالسجن علي المغربي إلا أن ذلك المخطط ما زال مطروحا وتتبناه بقوة الهيئة العامة للتخطيط العمراني التابعة لوزارة الإسكان والموالفق والتنمية العمرانية.
ولكن ما يثير الريبة حقا ليس اقتران مشروع "القاهرة 2050" بالنظام السابق ورجاله بل ما يحتويه من خطط وما يفصح عنه من رؤي تتعلق بمستقبل المدينة. فما هو متاح علي النت من معلومات عن المشروع توضح أن القائمين عليه مفتونون بنموذج محدد عن العمران وتخطيط المدن، وهو النموذج الخليجي الذي لا يكترث بتاريخ المدينة أو بتراثها العمراني، كما يركزون علي قشور خارجية مثل الولع بال"مساحات الخضراء" علي حساب الاهتمام بعوامل التحضر الأخري من توفير مواصلات وسكن ومرافق وفرص عمل إلخ.
كما تثير الريبة أيضا مشاريع بعينها يحتويها المخطط مثل إنشاء طريق مفتوح أطلقوا عليه اسم "بوليفارد خوفو" يمتد من ميدان سفنكس حتي الأهرامات عرضه مائة متر، وهو مشروع يستدعي ترحيل 25000 أسرة تقطن في منازل تقع علي خط الطريق. وهناك أيضا نية لتفريغ منطقة "مثلث ماسبيرو" من السكان وتحويلها مع الكورنيش الممتد لشمالي بولاق إلي منطقة تجارية علي غرار دبي، بالإضافة إلي مخططات "لتحزيم" العشوائيات وأخري لتطوير جزيرتي الدهب والوراق.
والقراءة الدقيقة لما هو متاح عن المشروع توضح أن ما يحركه هو تصور سطحي عن العمران يتمثل في مسطحات خضراء وناطحات سحاب ومقاهي زاهية الألوان، وعدم اكتراث بسكان المدينة بل الاقتناع بأنهم هم من يقف في طريق نهضتها وازدهارها. وهو الأمر الذي يدركه هؤلاء السكان ويثير مخاوفهم، وهو أيضا ما دفع بعضهم للتظاهر ضد المشروع في منطقة مثلث ماسبيرو الأسبوع الماضي.
مأساة القائمين علي مشروع القاهرة 2050 تكمن في عدم وقوفهم علي تاريخ المدينة التي يدعون الحرص عليها وازردائهم لسكانها ولوم هؤلاء السكان علي المشاكل التي تعاني منها. إن ما يحتاجه سكان القاهرة أكثر من المسطحات الخضراء أو المقاهي الباريسية هي إدارة محلية تحترمهم وترعاهم، والسبيل الوحيد لتحقيق ذلك هو إعادة النظر في طريقة إدارة المدينة والتخطيط لمستقبلها بدءا بالتمسك بانتخاب المحافظ ومرورا بمراجعة كل القوانين التي تنظم عمل المجالس الشعبية ومجالس الأحياء. عندها فقط سيصبح سكان القاهرة هم من يتحكم في مدينتهم وعندها فقط ستتوقف تلك المقولات الفاشية التي تدعي أن "مصر حلوة وغنية بس سكانها كتار قوي ومش متحضرين".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.